الحجُّ... وحاجة اللحظة... وديك (ميركِلْ)

بقلم: حسن قاطرجي

 

يستدعي الانتباهَ بقوة في هذه الأيام موجةُ الفَزَع والهَلَع التي تجتاح الجهات الحاكمة في الغرب حيال انتشار الإسلام ودخول شخصيات ـ ذات مكانة اجتماعية مرموقة أو سياسية بارزة ـ فيه... في ظاهره مستهجَنَة بات يُطلق عليها في الأوساط الاجتماعية والإعلامية (إسلاموفوبيا) أي الخوف من الإسلام.
وما عُلم مؤخراً من إعلان مقدِّمة أشهر البرامج الموسيقية والغنائية في محطة (MTV) الفضائية الأوروبية: الألمانية كريستيانا باكر لإسلامها (يُرجع إلى موقع الجزيرة ـ برنامج بلا حدود لمتابعة الخبر) ثم ذهابها إلى مكة المكرمة وتصريحها أنها الآن (سفيرة الإسلام) في أوروبا وأنها تشعر أنها امتلكت أثمن كنز يجلِبُ لها سعادةً غامرة ولذة روحية عارمة في مقابل (خواء روحي) تُعاني منه الحياة الغربية مما يحيلها إلى بُؤس وشقاء... على الرغم من كلِّ المُتاح من لذائذ الدنيا ومباهج الحياة وشُهرة المناصب ورفاهية الثراء وقد نالت هي ـ كما اعترفت ـ أوفر نصيب من ذلك كله... ومن إعلان أحد قياديِّي حزب الشعب السويسري ـ وهو حزب يميني متطرف قاد حملة الحدّ من بناء المساجد في سويسرا وإصدار قرار منع المآذن فيها ـ وهو السياسي البارز دانيال ستريتس لإسلامه (يُرجع إلى موقع 20 minutes  لمتابعة الخبر)...
إن مثل هذه الأخبار تثير في الطبقة الحاكمة في الغرب الحِنْق والحِقْد على الإسلام حتى وصل الأمر بالمستشارة الألمانية (ميركِلْ) أنْ تستقبل الدانمركي المنحط الذي رسم سيد الخَلْق وإمام النُّبْل والخُلُق (محمداً) رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأشنع الصور وأحطِّها مما يليق به هو وينضحه بما في وعائه من سفاهة ونذالة... تستقبله وتكرّمه ثم تُعلن في موقف لافت بأن المسلمين في ألمانيا لن يُقْبَلوا فيها إلا إذا مارسوا (إسلاماً!!) يتوافق مع الدستور الألماني.
ولا يذكِّر هذا الموقف وأمثاله إلا بالمثل الشعبي الذي يسخر من مثل هذه الفُقاعات التافهة: (كل الديوك دكدكت ولم يبق إلا أبو قُنبرة)!!
وما على أمتنا حيال كل هذا الحقد... وكل هذا الاستفزاز... إلا أن تزيد من عودتها بالأفواج إلى دين الله سبحانه وتعالى، فلإسلام الملاذ... وفيه الخلاص... وإلا أن يزداد (الدعاة الصادقون) تمسُّكاً بثوابت دينهم بصلابة لمحاصرة موجات (التمييع) من كثير من الرسميين الدينيين وكثير ممن يُطلَقُ عليهم (الدعاة الجدد) الذين يتناغمون أو يتعاملون مع (مؤسسة رند) الأمريكية التي تقدِّم الخطط والتقارير منذ سنوات للبنتاغون الأمريكي تنصح فيها بإيجاد هذه الطبقة التي تساعد على التآمر على الإسلام من الداخل كما يتآمرون عليه هم بالتعاون مع الطبقة الحاكمة في بلاد بالمسلمين من الخارج.
ولكن الذي يُطمئننا هو أن هذا الدين ليس فلسفة وضعية وإنما هو دين الله، وهو سبحانه الذي قال: )ويمكُرُون ويمكُر الله والله خير الماكرين(... لذا تأتي معاني الحج في هذه اللحظة بالذات لتزيد من صلة المسلمين بالله سبحانه واللجوء إليه، وليكون نداء الحُجّاج المتكرِّر المدوّي أعظمَ ردّ على استعصاء هذا الدين على كل محاولات التهجين (لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنّعمة لك والمُلك... لا شريك لك لبّيك). نعم يا رب هذا ما نَدين لك به ونعمل على تعميقه في فكر الأمة ووجدانها وممارستها.
فهلموا أيها المسلمون

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين