معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة القادسية

معركة القادسية (14 هـ)

في سنة (14هـ) بلغ المثنى بن حارثة الشيباني (ضي الله عنه) أن يزدجرد ملك الفرس جمع جيشًا كبيرًا؛ لطرد المسلمين من العراق، فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ فدعا المسلمين لجهاد الفرس، فاجتمع ستة وثلاثون ألفًا، وجعل القائد عليهم سعدَ بنَ أبي وقاص (ضي الله عنه) ، وأما الفرس فكان قائدهم رستم، في (120) ألفًا، معهم (70) فيلًا.

وتقاتل الجيشان ثلاثة أيام قتالًا عنيفًا، وفي ظهيرة اليوم الثالث أرسل الله ريحًا أسقطت سرير رستم، وهرب رستم، فرمى نفسه في النهر، فتبعه هلال التيمي، وأخرجه من النهر، ثم قتله، فانهارت معنويات الفرس، وانهزموا، وعبروا النهر، فتبعهم المسلمون برماحهم؛ حتى غرق من الفرس في النهر ألوف.

واستشهد من المسلمين ثمانية آلاف وخمسمائة، وقُتل من الفرس أربعون ألفًا، وكتب سعد رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يخبره بالفتح، ومما جاء في كتابه: وأصيب من المسلمين سعد بن عبيد القارئ، وفلان، وفلان، ورجال من المسلمين لا نعلمهم، والله بهم عالم، كانوا يُدَوُّون بالقرآن إذا جنَّ عليهم الليل دَويَّ النحل، وهم آساد الناس لا يشبههم الأسود، ولم يفضل من مضى منهم من بقي إلا بفضل الشهادة إذ لم تكتب لهم.

وكانت معركة القادسية مقدمةً لسقوط دولة الفرس، وانتشار الإسلام في المشرق.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين