عذرا إليك أيها الإمام

عذرا إليك أيها الإمام من سفهاء جهلاء تطاولوا عليك وعلى علمك فلم يدركوا من أنت ، ولم يعلموا أنك الإمام الذي أقامك الله مقاما حفظت فيه سنة رسول الله، لتصل هذه السنة بنقائها وصفائها وصدقها إلى المسلمين منذ بدء الرسالة إلى يومنا هذا ، واجتمعت الأمة بأكابر علمائها ومفكريها ودعاتها لتجل هذا العمل العظيم وتنهل منه خلال قرون من الزمن ، وأقرت الأمة بالإجماع بأن صحيحك هو أصدق وأوثق كتاب ومصدر للتشريع بعد كتاب الله ، فلن يضرك ولن يضر الأمة هؤلاء المتشدقون الجهلاء الذين لا يعلمون ألف باء العلم ، ولايستحقون كلمة حتى كلمة رد.

وأما نحن كمسلمين فعلينا إدراك حقيقة دامغة كي نفهم ماالذي يحصل ولماذا هذا الهجوم على الإمام البخاري وعلى الرموز وعلى الإسلام ، وتتلخص هذه الحقيقة بالنقاط التالية:

1- أخذ الشيطان العهد على نفسه منذ بدء الخليقة أن يضل بني آدم ويخرجهم من الجنة كما أخرج أبوينا من الجنة.

2- لتحقيق هذا الهدف سخر الشيطان جنوده من الجن والإنس في محاربة الحق لأنه لايستطيع ذلك بمفرده ، فحاول جنوده من الإنس منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا أن يصدوا الناس عن شرع الله والطريق المؤدية إلى الجنة.

3- الصراع الذي نشهده اليوم وعلى جميع المستويات هو امتداد أزلي لصراع الحق مع الباطل ، لإبعاد البشرية عن جادة الصواب ، ولن يتوقف إل قيام الساعة ، تتغير أشكاله وأساليبه حسب كل حقبة من الزمن.

4- لم يأل جنود إبليس أن يسخروا كل وسائلهم وإمكانياتهم في محاربة الحق وصد الناس عن الهدى والرشد ، لذلك لا نستغرب إطلاقا مما يحصل، فهم ينفقون الأموال الطائلة ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة يوم القيامة.

إذا أدركنا هذه الحقائق الدامغة لم نعد نستغرب مما يقوم به جنود إبليس في محاربة هذا الدين تحت مسميات مختلفة وبطرق وأساليب متنوعة، وهذا سيزيد الله الذين آمنوا إيمانا ويقينا.

وأما قولي لهم فأقول ، أنتم حقيقة فقراء مساكين يعطف القلب عليكم ويدعو لكم بالهداية ، أنتم عبيد أذلاء أجراء تنفذون فقط أوامر شيطانكم ، على قلوبكم غشاوة بما كسبت أيديكم فحجب الله عنكم الحق والنور والهدى ، ياليتكم تصيرون مثل سحرة فرعون عندما كشف الله عنهم الحجاب وأدركوا الحق فخروا سجدا لله ، عندها ستتحول أقلامكم العفنة المستأجرة الرخيصة إلى أقلام حرة راقية تسمو في رقيها الفكري والحضاري والعلمي لتساهم في نشر الهداية للبشرية التي تئن من وطأة الظلم والاضهاد ، أنتم تريدون حجب الشمس في وسط النهار ، فهل تظنون أنكم قادرون؟ لا والله ، خسئتم وفشلتم فأنتم لا تحاربون الأشخاص بل تحاربون رب وإله الأشخاص ، وشتان بين قدرتكم مجتمعة وبين قدرة الخالق القادر المقتدر العزيز المنتصر الذي تكفل في حفظ هذا الدين ، فاعلموا أنكم مهما حاولتم تشويه تاريخه و علمائه وحضارته فلن تستطيعوا صدقوني ، وسينقلب السحر على الساحر وستندمون على فعلكم يوم لاينفع الندم، فأنتم وسادتكم وكبراءكم ستقفون بين يدي الله يوم القيامة وعندها ستتبرأون من شيطانكم وسادتكم وكبرائكم وسترون العذاب وستتقطع بكم الأسباب.

" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين