العفة بناء نفسي تربوي

حقيقة العفة، وغض البصر، والسلامة من فتنة النظر إلى النساء،- فضلًا عما بعدها- مرتبطة- ارتباط الشيء بمكوناته، والثمرة بترويتها- بالمفاهيم الثقافية والدينية والاجتماعية، وبالسلوك المؤسَّس على تلك المفاهيم والتصورات، أي بحصيلة محضن تربوي تلقاه الصغير صغيرًا، وبقي حيًا ثابتًا في زمانه ومكانه كبيرًا.

إذ هي تربية تضم:

- نصًا مرغِّبًا

- قدوات تاريخية ومشاهَدة.

- نصًا مرهّبًا.

- نصًا مجرِّمًا.

- قضاءً ينفذ بموضوعية.

تشريعات متكاملة مع الموضوع، متحدة المصدر.

- إيمانًا بمصدر النص.

لينشأ عن ذلك كله رقابة ذاتية، ومن ثَم مجتمع يحيي المفاهيم الذهنية مربوطًا بإيمانه، وبجيلٍ سابقٍ عنوانه الفضائل، قائمًا وقاعدًا، ودرسًا وتدريسًا. بلا مناكدة بين ما يراه وبين ما يحياه، ولا بين بيته وسوقه...

الإشكال هو أن مَن لم يدرك هذه الأسس لعملية (تَشكّل العفة الفردية) سيسقط في اختلال توازن، لا مرية في ذلك.

ولِتَضْمَنَ (تكامل بناء العفة) في ولدك، نَشِّئه على عين الإسلام، لتجد توازنًا في النتائج والثمار. يمكن معه قطع لجج الشهوة والآثام الظاهرة والباطنة، وصولًا إلى العبودية التامة، بلا هلاك ولا غرق.

والملاحظ في العصور المتأخرة تحميل عبء العفة والسلامة مِن الفتنة، على قضية (كشف الوجه) وحدها، ومِن ثَم وجد أصحاب هذا الاتجاه فهومهم تسير باتجاه حصري ضيق، وهو حشد كل ما أوتوا مِن استدلال لترجيح قول مَن قال بوجوب ستر الوجه، وأنه من الزينة المأمور بسترها، ونحو هذا...

والملاحظ في هذا الاتجاه أنه يضم ذوي الورع والاحتياط وتوقي الشبهات. وهذه عموميات لا يمكن تسليم مخالفيهم بها. ولكن لا شك أن غاية اجتهادهم الصواب والثواب إن شاء الله تعالى.

أخلص إلى أن جوانب مهمة جدًا في تكوين مناعة العفة لدى الناشئة ذَوَتْ وذبلت- وهو أمر تنوء بإثمه جهات متعددة-، يصارع (المفتي) و(الفقيه) وحيدًا لترميمه وتقويمه!

وأنى له ذلك؟

وهل يُصلح الفقه (وحده) ما أفسده الدهر؟

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين