أغاريد سليم عبد القادر زنجير

أناشيد وأشعار رافقتني إبان غضارة الصبا، تغنَّيت بها ، ناجيت بها ربّي، رققت بها قسوة قلبي، ترنمت بها وإخوانًا لي، هاربين من لظى المادة، وطغيان الكثافة.

واليوم وقد غبر ما غبر، علمت متأخرًا أن كثيرًا مِن تلك الترانيم الهادية، والتسابيح الموحدة، والإشراقات المتألهة؛هي للشاعر الكبير الذي رحل عنا أمس (سليم عبد القادر زنجير)،سقاه الله صوب رحمته.

رحل الجسم وبقي الروح والأثر ساريًا في الأرواح التي التقت مع روحه، لا على معنى التناسخ، ولكن على معنى استمرار الأثر الطيب، والصدقة الجارية.

فهي جارية في أعماقنا ودواخلنا، مؤطرة لكثير من خلائقنا وطبائعنا.

ووهم تلاشيها لا يحول دون استمرارها، أليس أولادنا وأحبابنا والمحيطون بنا؛ رأوا بعض أخلاقنا، وسمعوا بعض تغريدنا ونشيدنا فحفظوا وغردوا ؟!

أليس بعض أنفاسنا، وحشاشات أنفسنا سرى إليهم، فاستحال وجدًا وشدوًا ومحركًا ثم واقعًا؟!

ولا غرو؛ فقد يرحل المرء وخيره النافع للناس ماكث في الأرض، وقد يذبل الثوب والحقيقة متألقة.

والله وحده العليم بمسارات وسيرورات الخيور والشرور، من منابعها إلى مستقراتها مهما امتدَّت.

وهو سبحانه قادر على جمع الآثار مهما دقَّت، وابتعدت بل امتدَّت إلى فروع وجداول.

وفي كتاب ربي الحفيظ كل ذلك مضمومًا إليه نِسَب الإخلاص في خلاياه.

رحم الله تعالى شاعرنا الراحل، فلطالما أيقظ مِن تهويم، وهيج إلى إيمان وحب، وصنع ترانيم للشاب، تصحبه إذا انفرد، وتردعه إن طاف به طائف من الشيطان الرجيم، وتعيده سريعًا إن زلت به قدم.

رحمه الله تعالى ومدَّ في أثره.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين