الكلام غيرُ المهمّ، ولا الواجب: إذا حَجبَ المهمّ، أوالواجب: ماذا يسمّى؟

إذا حجَبَ الكلامُ غيرُ المهمّ ، ولا الواجب .. كلاماً مهمّاً ، أو واجباً ، في وقت لايتّسع لكليهما .. أفيه ثوابٌ ، أم إثم ؟ 

كثيرة هي الثرثرة الفارغة ، التي لا أهمّية لها .. وكثير هو اللغو، الذي لاطائل من ورائه.. في المجالس العامّة والخاصّة ؛ بل في المجالس المشكّلة ، للقيام بعمل ما: سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.. كاللجان ، والهيئات ، المكوّنة لمثل هذه الأهداف! 

بعض الناس مبتلَون بشهوة الكلام .. وبعضهم مبتلى بالجهل ، فيما نُدب لإنجازه من عمل..فيُضيع هؤلاء وهؤلاء، أوقات الهيئات واللجان، بكلام لاقيمة له، ولا أهمّية، لاسيّما ؛ حين يكون الوقت محدّداً ، بساعة أو ساعتين ! فماذا يُسمى اللغو الفارغ ، هنا ؟ وماذا تُسمى الثرثرة ، التي تلتهم الوقت ، بلا جدوى !؟ 

الكلام عمل ، وهو من فعل اللسان ! ولولم يكن عملاً ، لكان الكثير، من أهمّ جهود البشر، عبثاً ! ومنها : جهود الفقهاء والعلماء ، التي ملأت ملايين الكتب .. وجهود المفكّرين والمنظّرين ، والحكماء والأدباء والخطباء ، والمعلّمين والمحامين .. وكلّ جهد يُعدّ كلاماً ، مجرّد كلام ! 

بَيدَ أنّ أنواع الكلام كثيرة ، منها : الكلام المقدّس ، والكلام غير المقدّس ! والحديث، هنا ، هو عن الكلام غير المقدّس ! ونحصر الموازنة ، فيه ، بين الكلام الواجب ، والكلام غير الواجب .. وبين الكلام المهمّ ، والكلام غير المهمّ ، فنقول : 

ثمّة كلام واجب ، لكنه غير مهمّ في وقته ! 

وكلام مهمّ ، لكنه غير واجب في وقته ! 

وكلام مهمّ ، في وقته .. وواجب في وقته ! 

وكلام غير مهمّ البتّة .. وغير واجب البتّة ! 

فإذا وضع أيّ نوع ، من أنواع الكلام ، المهمّة والواجبة ، في موضع الآخر، في وقت لايتّسع للنوعين ، معاً .. كان حاجباً له ، عن أن يصل ، إلى الأسماع والعقول ! وفي هذا ظلم كبير، للسامعين ، ولغيرهم من الناس ، الذين يمكن أن ينتفعوا بالكلام، أويتّقوا به أذىً ، أوضرراً ! وقد يكون عدد هؤلاء ، كبيراً أو صغيراً .. وقد يشمل عددهم شعباً كاملاً ، أو حزباً ، أو قبيلة ، أو شركة ، أو أسرة ..! 

أمّا الكلام غير المهمّ ، وغير الواجب .. والذي قد يكون مجرّد لغو، أو ثرثرة .. فهو خارج السياق ، هنا ، ولو كانت فيه متعة ، لقائله ، أو لبعض سامعيه ! 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين