ماكرون والأحقاد الدفينة

تصريحات رأس النظام الفرنسي الإجرامية ودعمه لعرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم بحجة حرية التعبير وتبني بعض الإدارات الفرنسية لهذا التوجه عموماً والمؤسسات التعليمية خصوصاً يؤسس لنظرية جديدة من الاستفزاز والكراهية تُستغل فيها الحرية للإساءة الى أعلى الرموز الدينية قداسة‏ في العالم، مما يفتح باباً للعدوان على كل المقدسات في العالم‏.

ان الذين يقفون خلف هذا العمل المسيء في الجريدة ومعهم آخرون الذين بعثوه من جديد يقتاتون على الفتنة، ويرتكبون عملا دنيئا ويحرضون على تفجير المجتمعات من الداخل، والرسوم بما توحيه من سخرية حقيرة كاذبة لا أصل ولا وجود لها إلا في عقلهم المريض، إنما تشكل أحط درجات الاستفزاز النفسي لمئات ملايين المسلمين، الأمر الذي سيدفع لردود أفعال كارثية لا يمكن التنبؤ بها ولا السيطرة عليها.

إن كل عقلاء العالم يعرفون الفرق بين حرية الإبداع أو حرية التعبير وبين السخرية من الرموز الدينية ودعوات الاستفزاز التي تؤدي إلى الكراهية وردود الأفعال الغير محسوبة العواقب، كما تدفع للوقيعة ونسف جسور التعايش بين الشعوب التي تتعدد فيها الأديان والمذاهب والأجناس، فماذا دهى فرنسا؟ ولو أن الأمر بقي محصوراً بمجلة أو جريدة غبية لقلنا صحفي أحمق، أما حينما يدعم هذا التوجه وهذه الإساءة القذرة رأس النظام ويدافع عن هذا المنهج الغبي بازدواجية وتعدد معايير أغبى، فهل يسمح هذا النظام بالمساس بالهولوكوست (على الرغم من أنه ليس نبياً ولا مقدساً ) أو هل يستطيع أن يهاجم التصريحات العنصرية المليئة بالكراهية ضد الإسلام والمسيحية الصادرة عن بعض حاخامات الصهاينة، وللعلم فقد سبق وأسيء بهذه الرسوم الحقيرة وأمثالها لمقام النبي الكريم ووقف النظام الفرنسي وغيره موقف اللامبالاة، أما عندما يقف رأس النظام ويتبنى هذه الأعمال الإجرامية فهذا موقف بعيد كل البعد عن الحكمة والتعقل، إن لم نقل أنه عمل أحمق وغبي.

فلماذا إذن تقف فرنسا موقف الداعم لهذا الاستفزاز الإجرامي، وتتجاهل مشاعر مليار ونصف المليار مسلم، ومثلهم أيضا من شرفاء العالم الذين يحترمون عقولهم وضمائرهم ويرفضون تزوير الحقائق ونشر الكراهية، ألا يكفي العالم ما يعانيه من تلك الكراهية وهذا التعصب الأعمى والأصم؟

ودولة كفرنسا حين تسمح بهذا الإجرام وتتبناه تكون قد ارتكبت الخطأ الكارثي الأكبر؛ لأنها توسع دوائر الكراهية لنفسها شعبا ونظاما لأنها تذرع بغباء بذور الكراهية والاضطراب بين مكونات المجتمع الفرنسي نفسه.

إننا وكل شرفاء العالم معنا مسلمون وغير مسلمين، ندين العنف وندين أيضا التصريحات غير الأخلاقية التي صدرت عن المسؤولين الفرنسيين وغيرهم والتي تصب في خانة التحريض على الكراهية والعنصرية، وترجع بالناس والمجتمعات للعصور الوسطى عصور الفرز الديني والتطهير العرقي والتمييز العنصري الذي ترفضه وتحرمه وتجرمه الأخلاق والمواثيق والقوانين الدولية، والقوى العالمية العاقلة والقادة الروحيون في العالم مطالبون بموقف حازم من هذه الفوضى التي تمارس ضد العقائد والأديان باسم حرية التعبير ويجب أن يكون لها موقف من هذه الإساءات التي تُدخل العالم والشعوب في نفق مظلم من الكراهية والتعصب والعنف كرد فعل على هذه الاستفزازات الإجرامية التي لا تفيد إلا تجار الحروب والسلاح، إن كنا حقا نريد أن يعيش العالم في سلام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين