الوباء: بين واقعه.. وواقع البشر..وأساليب توظيفه!

الوباء : قدَرٌ من قدر الله ، يصيب به من يشاء من عباده ! بعضه تَظهر أسبابه ، لعامّة الناس .. وبعضه تظهرأسبابه لبعضهم .. وبعضه تظهرأسبابه ، لقلّة قليلة ، أو نادرة ، منهم .. وبعضه لايعرف أسبابه ، غير الله ! 

وهو نوع من الابتلاء ، الذي يبتلي به الله ، بعضَ خلقه ؛ عقوبة منه .. أو لحكمة لايدركها غيره ، سبحانه ! 

وفي الوباء عذاب ، من نوع ما : قد يكون قويّاً ، أو ضعيفاً .. هيّناً ، أو خطيراً .. سريعَ الشفاء ، أو بطيئه ..! وقد لايكون منه شفاء ، ألبتّة ؛ إذ يعجز البشر، عن معالجته ، بما لديهم من وسائل وأدوات ! 

وقد قال ، سبحانه ، في آيات من كتابه ، عن بعض العقوبات : 

(ولنُذيقنّهم مِن العذاب الأدنى دونَ العذاب الأكبرِ لعلّهم يَرجعون) . وفي هذا- كما هو واضح من معنى الآية - رحمة لبعض العباد ،لأن ربّهم يريد هدايتهم ، إلى صواب ، كانوا قد انحرفوا عنه ، أو ضلّوا السبيل إليه .. أو غفلوا ، عن بعض مايجب عليهم .. أو هو تذكرة لهم ، أو تطهير، أو رفع درجات ! 

لكن ، كيف يتعامل البشر، مع الوباء ؟ 

نموذج قديم : طاعون عمواس ، الذي هلك فيه كثير من المسلمين ، لم يَدخل الخليفة عمر، بسببه ، مدينة عمواس ، لحديث النبيّ عن الوباء ، الذي يأمر، بعدم دخول المدينة الموبوءة ، وعدم الخروج منها .. وهو مايُسمّى : الحجر الصحيّ ! 

نموذج حديث : حيرة عالمية ؛ بين المحافظة على الصحة العامّة ، وبين الاقتصاد.. بين الإغلاق والحظر، وبين الانفتاح ! 

التوظيف ! 

توظيف الدول : بعض الحكومات المستبدّة ، توظف الوباء ، بطرائق مختلفة ، لقمع المواطنين .. أو قتلهم ، وإلقاء المسؤولية على الوباء ! 

توظيف الساسة ، داخل الدولة الواحدة : بعض الساسة يَتّهم الحكّام ، بعدم التعامل مع الوباء، بطرائق مناسبة؛ لإسقاطهم في نظر شعبهم،أو في الانتخابات..والحلول محلهم! 

توظيف شركات الأدوية : تتسابق شركات صناعة الأدوية ، في الإعلان ، عن إنتاج لقاحات ، أو علاجات .. لتحقيق أرباح مالية !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين