بيان كاريكاتوري -ساخر- عن الجريمة التي ارتُكِبت في حادثة

**أولا وقبل كل شيء، وفي هذه الأجواء الإعلامية المحمومة ، التي يتحدث فيها الملايين في أوربا ، في مواقع التواصل الإلكترونية، عن "حرب دينية ، يشنها المسلمون على بلاد الغرب"!! ويؤلبون الجموع عليهم وعلى وجودهم في أوربا -هكذا-.

أود أن أذَكِّر بتصريحات لبابا الفاتيكان فرانثيسكو (1)، قالها في رحلة عودته إلى روما، قادماً من زيارته إلى معسكرات الاعتقال والموت والأهوال النازية في ألمانيا، وكان ذلك عام 2016: {أرفض تسمية "الإرهاب" بالإسلامي ، وأرفض تعميم تهمة "الإرهاب" على عامة المسلمين ،ان هذا ليس عادلا ، ولاصحيحا، فهناك متعصبون ومتهورون وارهابيون من كل الانتماآت}.

جاء ذلك في معرض حديثه للصحفيين في طائرته، وهو يحاول من جديد ، وقف عجلة تأجيج نيران الأحقاد في أوربا ضد المسلمين ، وينعي باللائمة على المجتمعات والسياسات الغربية التي أدت بالشباب الى "فراغ" دفع بهم الى ادمان الكحول والمخدرات ، ثم ذهبوا إلى "هناك" وانخرطوا في المنظمات التي جعلتهم ارهابيين .

**من جهتنا نحن المسلمون المقيمون في الغرب، ندين ونشجب ونعبر عن بالغ القلق -على طريقة الأمم المتحدة- ، لقيام فتى روسي-شيشاني في الثامنة عشرة من عمره، بقتل مُدرس فرنسي في الثانية والأربعين من عمره، بطريقة بدائية وحشية .. ذلك أن المدرس المتحضر المتمدن، كان يُعَلِّم الأولاد في المدرسة، وفي حصة للتاريخ والجغرافيا، شيئاً عن حرية التعبير في دولة ديمقراطية ، تضمن للجميع الحرية والإخاء والمساواة والاحترام وأبسط الحقوق!! ...

من أجل هذا الغرض التعليمي البَحْتْ! جاء بنُسخ من الرسوم الكاريكاتورية لنبي المسلمين، "هذا الذي يدعى محمد" -كما يقولون- ، ليعرضها على الطلاب والذين نصفهم من المسلمين، ليُدلل من خلال عرضها بكل احترام وأدب وتلطف مع هؤلاء الفتيان والفتيات، ودون تحدٍ ولا استهزاءٍ ولا امتهان.. أن من يعيش في الجمهورية الفرنسية ، عليه أن يفهم أن بإمكان أي مخلوق فيها أن يعبث بكل مقدسات البشر وعقائدهم وأوطانهم وثرواتهم وثوراتهم ووجودهم وإنسانيتهم وحاضرهم ومستقبلهم -ما لم يكونوا يهوداً لأن القانون يُحرّم تماماً المساس بأي شيء يخص حياتهم وعقيدتهم وتاريخهم وهولوكاوستهم-!!

**يجب أن يفهم كل من تفضل عليه الغرب بالعيش في كنفه الرحيم ، ومنحه صفة مقيم أو لاجيء..أو تمكن من نيل جنسية البلد ، أو وُلِد وعاش فيها ولا يحسن غير لغتها ، وربما لا يعرف إلا ثقافتها، ولا يعرف وطناً غيرها... يجب أن يفهم أنه مادام "مسلماً" ، ولو بالولادة ، أو بالإسم أو اللقب، أو بلون بشرته، أو شكل عظام سحنته... فهو ، وسيبقى إلى أن يموت أو يُقتل أو يَقتُل ..مستباح الهوية والعقيدة والعرض والوجود! لا راحة ولا أمن ولا هدنة...وعليه أن يعيش كل حياته داخل قوقعة الخوف والترقب والإحساس والإقرار بأنه مواطن من الدرجة العاشرة، حتى لو تحقق بكل ما تمليه عليه قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الأوربي فقط!!

**من جهتنا نحن الذين نعيش في هذه البلاد ، ندين بأعلى درجات الغضب، ونشجب بأبلغ العبارات الممكنة ، قيام أي فتى أو فتاة أو شاب أو شابة أو كهل أو كهلة أو عجوز أو عجوزة.. من المسلمين ، بأي عمل "إرهابي" ، حتى لو جاء في سياق اختلال عقلي ، فإنه لا يوجد أي احتمال لوجود أي خلل عقلي أو نفسي، في صفوف المسلمين وأبنائهم!! الذين يعيشون في بلادهم أفظع أنواع الإهانات والجرائم بسبب الغزاة والمستعمرين الوحوش، كما يعيشون في المهاجر أفظع أنواع الاِمتهان والرفض والكراهية والإقصاء الإنساني والحيواني.

**إننا .. نرفض استخدام العنف الإجرامي المسلح، في مواجهة العنف الإجرامي النفسي والجسدي العنصري!!

إننا ..نرفض الاعتداء على أي إنسان كائناً من كان ، لرد عدوانه علينا، وكائناً ما كان هذا العدوان..لأن نبينا العظيم علمنا أن نصبر ونحتسب ونحاور بالتي هي أحسن وندعو لمن يؤذينا بالهداية.

إننا نرفض أن نتعامل مع الأزمة الإنسانية والأخلاقية والفكرية والوجودية الكبرى، التي يعيشها الغرب على كل المستويات اليوم، بمفرزات سلوكية مأزومة ..تعبر عن أمراض عميقة أصابت شريحة من الشباب الضائع المُضيع على الحدود مابين عوالم المستعمِرين والمستّعْمَرين.

**إننا ونحن نرفض كل أنواع الإجرام المهولة التي يعاملنا بها المجتمع الإستعماري الدولي بشقيه الغربي والشرقي.. واستلابه ونهبه وغزوه لبلادنا وإبادة أحرارنا في كل مكان ... نرفض كذلك ما تمخض اليوم، عن استيئاس المجتمعات الإسلامية ، فأدى إلى نشوء طبقة من الشباب، تفكر وتتصرف بنفس الطريقة الهمجية المتوحشة التي يعاملنا بها الغرب والشرق في بلادنا.

**إننا ندين! ونشجب! ونعبر عن أبلغ وأقصى درجات القلق!! .. بسبب ما تقوم به وسائل الإعلام الغربية والشرقية والملحقة بها في بلاد المسلمين .. من تجريم عامة المسلمين دائما، ومن اتّهام الإسلام دائماً، ومن إهانة أمته وشعوبه بصورة دؤوبة ليلا ونهارا .. مع قلب الحقائق وتشويهها وتزيين الباطل لهذه الشعوب الغربية والشرقية السادرة الهائمة على وجوهها ، تسوسها "وسائل الحراسة الإعلامية" توجهها حيث تشاء ، وهي لاهية لا تدري حيث تُساق.

**إننا ندين ونشجب أي استعمال للسلاح ، في غير المعارك القتالية والمواجهات العسكرية على أراضينا فقط.!!. وفي صدور ورقاب أطفالنا ونسائنا فقط !!

أما في باقي دول العالم، فإننا نهيب بجميع المسلمين في كافة أقطار المعمورة، وفي كواكب النظام الشمسي عامة، أن يُربوا أبناءهم على الصبر والاِحتساب والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، مهما حاول الآخرون استفزازهم وإهانتهم والتعريض والتحرش بهم وبدينهم وعقيتهم وأشكالهم وألوانهم ووجودهم!! 

**إننا ندعو ونؤكد على كافة المسلمين في البلاد المُستعمَرة ، أن يهبوا جميعهم، للثورة على حكامهم، وإسقاط كل أنظمة الحكم في هذه البلاد، هذه التي تعمل خادمة ذليلة للمستعمرين ، تسلمهم مفاتيح البلاد ورقاب العباد وثروات الأوطان .. معطلة عمليات النمو والتربية والتعليم، مكرسة التخلفوالفقر والجهل والحرمان.. تحت سياط أقسى درجات القمع والتنكيل، مما يدفع الناس إلى الهجرة والفرار ، كلٌ يلحق الأمة التي تستعمره!

**أما "المحسوبين على هذه الأمة من ألد أعدائها، من أبنائها"، من جماعة "هذا الذي يدعى النبي محمد"! وجماعة "منذ 1440 عام وهذا البلاء يفتك بالإنسانية" وجماعة "الإسلام في أزمة"! ... فليجعجعوا بجهلهم وأوحالهم حتى تنقطع حبالهم الصوتية ، وقوتهم التي يستمدون من أسيادهم المستعمِرين.

الإسلام غير متوقف على قول أحد، ولا على شتيمة أحد.. ولن يكون هو وأهله إلا حسرة وشوكة في أكبادكم .. وأنتم تتخبطون في غياهب الجهل بالتاريخ والعالم والإنسان وأمتكم التي أنتم منها رغم أنوفكم.

الثورة قادمة قادمة ، وما هو أعظم من الثورة .. لأن الشعوب ومهما طال انصياعها للطغاة، لابد وأن يوم خلاصها قادم قادم.

ومهما سكتت وصمتت وصبرت، فإن للصبر حدوداً..ينقلب بعدها إلى زلازل وبراكين.

لا يغرنكم تمكن هذه العصابات الحاكمة التي تغدق الأموال لمحاربة الثورة بأمر الأسياد هنا وهناك.. لأن البركان يتميز غيظاً، وبيننا وبينكم قادمات الأيام والسنين.

ملاحظة: هذا الفتى الشيشاني الذي قُتِل قبل أن يفهم أحد طبيعة الحادث، كما جرت العادة مؤخرا في قتل كل "الإرهابيين" قبل أن يتبين شيء من طبيعة العمليات الإرهابية التي يقومون بها!!

وُلِد هذا الشيشاني في روسيا التي دمرت بلده الشيشان على رؤوس أهلها، وأبادت عاصمتها غروزني وأحرارها، بطريقة تفوق مافعلته في حمص وحلب وغوطة دمشق، ثم استخدمت بعض من تبقى من الشيشانيين مرتزقة لها ترسلهم في المهام الصعبة هنا وهناك ليقوموا بالقتل والذبح والإتجار للروس بالمخدرات والأسلحة ..في الأماكن التي لا تريد أن تظهر فيها روسيا في الواجهة، كدول أربا الغربية على سبيل المثال.

ثم هاجر إلى فرنسا مع كافة أفراد عائلته !! ولا ندري هل جاءت العائلة في مهمة "عمل روسية" أم هربا بدينها وبعض ما تبقى من كرامتها، ليجد نفسه في مجتمع أشد رفضا واحتقارا له من المجتمع الروسي.

ملحق : إعادة نشر بعد 14 عاماً من تاريخه:

Jóvenes Musulmanes de Madrid

بيان من تجمع الشباب المسلم في مدريد (2) الاربعاء 8-2-2006

بسم الله الرحمن الرحيم

 · يعلن تجمع الشباب المسلم في مدريد عن ادانته للرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في احدى صحف الدينامارك والتي مست قدسية نبي الامة الاسلامية , وعن أسفه الشديد للازمة التي نشبت عالميا لهذا الأمر ,وعلى الرغم من أن التجمع يدين نشر مثل هذه الرسوم ومثيلاتها فانه على قناعة تامة بأن هذه الرسوم ليست السبب الرئيس لانفجار رد الفعل العالمي الذي نشهده خلال الايام الاخيرة لولا التراكم الخطير لمجموعة هائلة من الاهانات الموجهة من قبل الاعلام والسياسة الغربية للامة الاسلامية خلال الآونة الاخيرة , وجاءت هذه الرسوم لتشكل الشعرة التي قصمت ظهر البعير , خاصة وأن الاعلام الغربي كما الدبلوماسية الغربية لم يتصرفا بصورة لائقة في هذه القضية لا في أوسلو ولا في كوبنهايغن , بل عمدا الى سياسة التحقير المعهودة وأساليب الاهانة التي ما عادت تليق بعهد العولمة الاعلامية .

 · كما يعلن التجمع أنه يتفهم الانتفاضة الاسلامية الشعبية والرسمية وردود فعل الشارع العربي والاسلامي على هذه الاهانات المتكررة للدين الاسلامي ورموزه.

 · وفي ذات الوقت الذي يتفهم فيه تجمع الشباب المسلم في مدريد موقف الشارع العربي والاسلامي وانتفاضته المشروعة في وجه هذا الوجه الاستعماري القبيح للاعلام الغربي المصر على توجيه الاهانات للشعوب فانه يرفض رفضا قاطعا جميع أعمال العنف التي صاحبت بعض تلك المظاهرات الاحتجاجية كما أننا نرفض حرق السفارات وتو جيه الاهانات الى الشعب الدانماركي والذي نرى أنه لا ينبغي له أن يعاقب جماعيا بذنب جنته جهة إعلامية لا تمثل هذا الشعب .

 · نشكر ونثمن كل الجهود التي حاولت امتصاص الازمة سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو الجماعي , الرسمي أو الشعبي , وندين في ذات الوقت سياسات بعض الدول من الجانبين والتي تحاول تجيير هذه الأزمة في سبيل مصالحها السياسية الشخصية.

 · اننا مع حرية التعبير دون أدنى شك , ولكن حرية التعبير تلك المحكومة بالمسؤولية الانسانية التي لاتجعل منها حرية تحقير للآخرين , مهمتها تأجيج الكراهية بين الشعوب واذكاء نيران الحروب التي يجب على العقلاء من كل الاطراف أن يطفئوها بكل طريقة ممكنة , ان هذه التحرشات الاعلامية والثقافية والفكرية المقصودة والتي تمتد الى قرن من الزمان تقف وراءها جهات معروفة عالميا و لن تؤدي الا الى دعم مواقف المتشددين والمتعصبين من كل الاطراف , مما يشجع تيارات التدمير والتفجير والتي لايرغب أحد في انتشارها في صفوف أمة تجد نفسها مكبلة بين براثن القهر , الاستبداد السياسي الداخلي والاستعمار والغزو الغربي الخارجي .

 · ان تجمع الشباب المسلم في مدريد يراهن على حرية تعبير تمر من خلال أطر الأخلاق لعامة المتعارف عليها عالميا وإنسانيا , والتي تحول دون الاعتداء المقصود المغرض على الآخرين سواء كانوا مسلمين أو نصارى أو يهود , أو ينتمون إلى أية عقيدة أخرى. نعتقد أن حرية التعبير ليست ضحية مقهورة في العالم العربي فحسب ولكنها كذلك في الغرب حيث تنمو حرية تعبير انتقائية وومذهبية شديدة التعصب.

 · ان تجمع الشباب المسلم في مدريد يشكر كل الأشخاص والجهات السياسية والثقافية والدينية التي أرسلت إليه بمشاعر الدعم والتضامن مع المسلمين في هذه المحنة مستندة الى الحق العالم لكل إنسان في أن يكون معتقده محترما.

 · اننا نهيب بجميع الاطراف التزام الطريق الوحيد للحيلولة دون انتصار الاصوات القذرة الداعية الى حرب وصدام الحضارات , والتي تريد أن تؤكد على مشاعر الكراهية وتأجيج العنصرية في اسبانية على وجه الخصوص وفي أوربى عامة , وندعو الجميع الى الحوار الثقافي والفكري والبناء , كما ندعو السلطات الاعلالمية الحرة والنزيهة الى وقف حملات الاهانة المنظمة والتشويه المدروس لحضارة ودين الاسلام مستغلين اللحظة التاريخية الحرجة التي يمر بها العالم الاسلامي اليوم .

 · ان تجمع الشباب المسلم في مدريد يدعو الى الحوار وفتح قنوات التواصل الفكري بين أتباع جميع الرسالات السماوية والحضارات والثقافات , على يد المختصيين الاكاديمييين المحترمين والمعروفين في المحافل العلمية والاكاديمية وليس مانراه في وسائل الاعلام من صراعات الديكة التهريجية التي يقودها يوميا في الحوارات المتلفزة مجموعة من المحاورين من الصحفيين الحاقدين على السلام والتفاهم بين الحضارات .

 · كما نهيب بالجاليات الاسلامية في اسبانية وفي اوربة عامة التزام الهدوء وعدم الرد على الاساءة بالاساءة وهو أمر تربوي حضاري علمنا اياه الاسلام العظيم ونبيه الكريم , فعلى هذه الجاليات أن تقدم درسا رفيعا في التزام ضبط النفس والحفاظ على الهدوء , واحياء سنة الرسول الاعظم في أنفسنا وحياتنا, والتزام الآداب التي علمنا اياها المربي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم , كما تلك التي علمنا إياها المربي العظيم الآخر عيسى عليه الصلاة والسلام في استيعاب أولئك الذين يقضون حياتهم في إيذاء وجرح الآخرين.

تجمع الشباب المسلم في مدريد

-مصدر المعلومة، قناة 24h في كافة نشراتها الأخبارية الصباحية اليوم-

-الصورة المرفقة والرابط ، خاص بكامل النص الذي جاءت هذه التصريحات في آخره، للمؤتمر الصحفي للبابا فرانثيسكو في طائرة عودته الى روما 31.7.2016 . المصدر ACIPRENSA-

2 تجمع الشباب المسلم في إسبانيا يقوم منذ انشائه عام 2004 بنشاطات شبابية انتقائية مدروسة غير مسبوقة في أوروبة من النواحي التربوية والثقافية والفكرية، وهو تجمع مستقل تماما عن كل التنظيمات السياسية والإسلامية والحكومية في إسبانيا/ويكيبيديا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين