الخلْقُ الآخر

حين يبدو في وجه المرأة احتراق جزء من وجهها تجد صعوبة في النظر اليها ..

حين تشهد حادث سيارة نتج عنه جرحى مشوهون فإنك تصرف النظر وتشيحه عنهم ..

حين ترى فيلما أحداثه عنيفة يعمد مخرجوه لمزيد من الإثارة الى سحب جلد وجه البطل او خصمه فإن نفسك تتقزز وربما استفرغت وقاءت ...

حين وصف الله خلقه للجنين قال :

( ثم جعلناه نطفة في قرار مكين

ثم خلقنا النطفة علقة

فخلقنا العلقة مضغة

فخلقنا المضغة عظاما

فكسونا العظام لحما )...

لو توقف الخلق هنا لما استمتع رجل بامرأة ولما انجذبت امرأة لرجل ..

لو توقف الخلق هنا لم يستطع إنسان أن ينظر لآخر ولو لأولاده وأحبابه ..

لو توقف الخلق هنا لما تميز إنسان عن آخر ولا شرقي عن غربي ولا أبيض عن أسود ولا انماز مخلوق عن آخر الا بالطول والقصر ...

لو توقف الخلق هنا لما بدا جمال ولا كمال ولا حُسْنُ خِلال ...

كل السر في تكامل الخليقة وانتفاعها وارتفاقها ببعضها هو في قوله :

      ( ثم أنشأنه خلقا آخر )

فتبارك الله أحسن الخالقين ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين