أقوى الأفكار التي أثرت في حياتي

(1- العادات الصغيرة)

لا شك أن منطلق كل تغيير فكرة، ومنطلق كل إنجاز فكرة، ومنطلق كل نجاح فكرة.

ولا ريب كذلك ان فكرة واحدة يتم تطبيقها وترجمتها إلى واقع وعمل، أفضل من ألف فكرة تبقى حبيسة النظر والجدل.

وهل يفسر كثير من فشلنا وعجزنا إلا بالاستغراق في الأحلام والأماني والأوهام، أو في المتون والحواشي والأقلام، بعيدا عن العمل الصالح والفعل الحضاري المتميز ؟!

على كل حال ليس غرضي من هذه التدوينة القاصدة المقتصدة تفصيل القول في ذاك الموضوع؛ فإنه يحتاج إلى جولة في حلبة هي أرحب من هذا المضمار الضيق، حتى يتسع المقام لفرش بساط النقاش، واستخراج درر فوائده ولطائفه بالمنقاش.

لكن حسبي أن أذكر أهم الأفكار التي أثرت في حياتي، فلربما تؤثر فيهم كما أثرت في أو أكثر.

وأول فكرة أبدأ بها، من غير قصد إلى الترتيب والتبويب، فكرة: العادات الصغيرة.

قرأت عنها في الشبكة العنكبوتية، بعدما كنت مقتنعا بها من خلال ثقافتي الشرعية، فازددت يقينا بجدوى الفكرة ونفاستها وأهميتها، وصارت واضحة جلية عندي كالشمس في كبد السماء ليس دونها سحاب.

الفكرة ببساطة هي أن تتعود في يومك وليلتك على أعمال خفيفة في العمل، ثقيلة في الأثر، وفي أوقات منتظمة ومحددة، وتلك الأعمال خارجة بلا شك وزائدة عن الفرائض الشرعية، والواجبات المدنية والمهنية، إن واظبت عليها صارت عادات مستحكمة في حياتك، ونعم العادات هي، ومن أهمها وأعظمها نفعا:

- تلاوة القرآن بتدبر ولو آيات معدودة

- صلاة الليل ولو ركعتان قبل الفجر

- صلاة ركعتي الضحى

- قراءة حرة ولو صفحات معدودة 

- الرياضة ولو مشيا

- عمل يتعدى نفعه، ولو كلمة طيبة، أو صدقة يسيرة، أو دعوة راشدة، أو سعي في قضاء حاجة غيرك (...)

- ذكر ودعاء

- صقل مهارة معينة و تطويرها، إما في مجال الثقافة الرقمية، أو في مجال الكتابة والإبداع، أو في مجال اللغات والتواصل، أو في غيرها حسب ميول كل شخص وقدراته.

إن أعمالا كهذه موصوفة ومعدودة، من غير إكثار باعث على الملل والضجر، موقع في التوقف والانقطاع، ومن غير إهمال، دافع إلى العجز والكسل، موقع في الفراغ القاتل. بإمكانها أن تحدث طفرة نوعية في حياتك، و توازنا عجيبا في شخصيتك، شريطة علو الهمة، ومتابعة القرار بالإصرار، والإصرار بالاستمرار.

وحتى لا يطغى على هذه التدوينة نفسها طابع التنظير والجدل، أكتفي بما ذكر، وإنه لكاف لمن رام العمل.. أما من كلَّ بصره عن رؤية الكوكب الدري في الأفق القصي، فليس عن كسوف ضيائه أو خمود سنائه، وإنما عن خلل في الإبصار، وانطماس في البصيرة، عافانا الله وإياكم، وليس من دواء لذلك الداء إلا بلطف من بيده سر كن فيكون، فاجأر إليه بالتضرع خوفا وطمعا، تنال رغائبك تباعا تباعا.. ولا تكن من القانطين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين