هم ظالمون مجرمون فاسدون! ثمّ ماذا؟ وماذاعنكم؟ وما ذا أنتم فاعلون؟ 

قال المتنبّي : وما مِن يَدٍ ، إلاّ يدُ الله فوقَها وما ظالمٌ ، إلاّ سيُبلى بأظلَمِ ! 

إذا تَظالم الناس ، فيما بينهم ، فما المتوقّع للشعوب؟ هل يحكمها حكّام صالحون عادلون ؟ 

ما المتوقع : 

إذا ظَلم الفردُ بعضَ ذويه ، أو ظُلِم من قِبل بعضهم ، داخل الأسرة الواحدة ؟ 

وإذا ظَلم الفرد ، بعضَ أقاربه ، أو ظُلم من قِبل بعضهم ، داخل العشيرة الواحدة ! 

وإذا ظَلم الفردُ ، بعضَ أفراد حزبه ، أو ظُلم من قِبل بعضهم ، داخل الحزب الواحد! 

ثمّ، إذا ظَلمت الأسرةُ الأسرةَ ، والعشيرةُ العشيرةَ ، والقبيلةُ القبيلةَ، والحزبُ الحزبَ، داخل المجتمع الواحد ! 

أهذا افتراض نظري خيالي ؟ حسناً ، فلينظر كلّ عاقل، في المجتمع الذي يعيش فيه! 

أهذه حجّة ، للحكّام الظلمَة ، ليستمرّوا في ظلمهم ، ويُمعنوا فيه ؟ حسناً ، فليَسأل كلّ واعٍ مُنصف ، نفسه : من أين تأتي الشعوب ، بحكّام عادلين صالحين ؟ 

في الحديث القُدسي : ياعبادي ، إني حرّمت الظلمَ على نفسي ، وجعلته بينكم محرّماً، فلا تظالموا.. ! 

وفي الحديث النبوي : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال رجل : يارسول الله ، أنصره مظلوماً ، أفرأيتَ إن كان ظالماً ، كيف أنصره ؟ قال : تحجزه ، أو تمنعه ، من الظلم ، فإن ذلك نصره ! رواه البخاري . 

فماذا يفعل المربّون ؟ 

الآباء .. االمعلّمون.. الإعلاميون.. الخطباء .. الذين يعطون دروساً للناس في المساجد .. قادة الرأي والفكر ..قادة الجماعات والأحزاب ، والمدارس الدعوية الإسلامية ..! 

إذا كانت أنواع الظلم ودرجاته / واضحة لكثير من الناس .. فلمَ يتظالمون ؟ 

وإذا كان ثمّة أنواع من الظلم ، خافية على بعض الناس ، أو غير معروف ، أنها مظالم .. فأين مَن يعلّم الناس ، ويرشدهم ، من الفئات المذكورة ، أنفا ، وغيرها ؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين