خطورة القصص المترجمة وقصص المغامرات على الأطفال !!

على كثرة ما يؤلف ويطبع محلياً من قصص الأطفال نسبياً فإن مكتباتنا مليئة بالقصص المترجمة بما لا يقل عن ثلاثين بالمئة ! صحيح أن في القصص المترجم تعريفاً بعادات الشعوب وأخلاقها واطلاعاً على آدابها ، وفتحاً لآفاق جديدة تخرج الطفل من المجال الضيق المحصور إلى مجال إنساني أرحب ؟ ولكن الكثير منها يسبب الانحرافات ويأتي بالتأثير المضاد ؟ وقد أكدت دراسات تربوية أن تدفق هذه المطبوعات وغيرها يسد الطريق على الإنتاج المحلي وفي نفس الوقت يسهم في فرنجة الأجيال الجديدة ، وأكثره لا يعطي شيئاً على الرغم من أناقة الطباعة وجاذبية الصور والألوان كما أن كثيراً منها ولا سيما الأكثر رواجاً إنما هو تعبير عن أوضاع مجتمعات تختلف كثيراًفي أهدافها عن مجتمعاتنا ولابد أن ننتبه لما تتضمنه من أخطاء على الرغم مما فيه من سهولة وجاذبية وتشويق ؟! وقد شدد الكثيرون على الآثار السلبية التي تحملها إلى أطفالنا فأكدوا أن هذه القصص لابد أن تخضع لتدقيق حاسم شديد ، حتى لا تفسد كثيراً مما نريد أن نغرسه وننميه في أطفالنا .

أما قصص المغامرات التي تستهوي الأطفال ممن هم في سن العاشرة والحادية عشرة فخطورتها أن بعضها قد يكون له أهداف غير شريفة ؟ كأن يشتمل عن حوادث مشجعة على التهور أو اللصوصية ؟! والخطورة في هذا النوع أن الصغار يتعلمون أن الأبطال ينفذون كل ما يحلو لهم بأيديهم وسلاحهم المتطور !؟

كما أن قيام أبطال هذه القصص بالأعمال الخارقة وإكثار الطفل من قراءة هذا النوع يؤثر مستقبلاً على نظرته إلى المعجزات التي أيد الله تعالى بها أنبياءه ؟ فيرى من خلال ما يقوم به هؤلاء الأبطال من أعمال خارقة تشابهاً مع ما يجريه الله عز وجل على يد أنبيائه ، فتفقد المعجزة معناها في نفسه ، طالما أن هناك أناساً عاديين يقومون بأعمال خارقة تشبه في مظهلرها الخوارق التي يؤيد الله تعالى بها الأنبياء !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين