حقيقة الدعوة إلى تحرير المرأة

أنا ضد تحرير المرأة ...

كما أنني ضد تحرير الرجل ....

كلاهما جاء الى الدنيا بغير اختياره ..

وكلاهما يغادر الدنيا بغير اختياره ..

كلاهما لم يختر شكله وصورته ...

كلاهما لم يختر موطنه ونخيزته ..

كلاهما لا يعيش لحظة ولا ثانية إلا بمدد من الله الأعلى ...

كلاهما لم يخلق نفسه وإنما خلقهما الله ليكونا عبدين طائعَين مطيعَين سامعَين منفّذَين ...

أرأيت صاحب شركة يطلب موظفا مقابل راتب ، فيأتيه الموظف ويرفض القيام بأي عمل ، ثم يرفع صوته طالبا راتبه ؟؟!!

مِثل هذا الموظف يستحق الطرد والرمي في الطريق ...

لم نكن يوما ضد تحرير المرأة لأنها مرأة ..بل نحن ضد الحرية المطلقة لأي مخلوق ...لأن كون الإنسان مخلوقا يستدعي ان يكون له خالق أوجده لمهمة محصورة ، لأن الخالق حكيم ولا يخلق إنسانا عبثا ..

جاء الإسلام ، ووضع وظيفة للذكور ووظيفة للإناث ، يشتركون في كثير من بنودها ، ويختلفون في بعض بنودها لاختلاف خِلْقتهم ...

كل معارضة لحكم شرعي يخص المرأة ، هو معارضة للتكوين الجسدي والنفسي الذي خلق الله عليه المرأة ..

فالمعارضة في الحقيقة ليست للشريعة ، بل لله الذي ميز بين النوعين ( وليس الذكر كالأنثى ) ..

ونحن ضد تحرير الرجل الذي يسعى ليعيش حياته على هواه غير آبه بأحكام الدين وشريعة رب العالمين ...

ونحن مع الحرية للرجل والمرأة أمام الخلق ، فليس هناك ميزة لأحد على أحد ، ولا فضل لأحد على أحد ، وأفضل الجهاد ان تتكلم بالحق أمام سلطان جائر ......

عاشت البشرية آلاف السنين دون ان تسمع مصطلح تحرير المرأة ، لأنهم عرفوا أن على الرجل السعي والحماية والدفاع ...

وأن على المرأة الرعاية والتربية وتخفيف الأوجاع ...

وكما أن الرجل يفشل غالبا في الثانية فكذلك المرأة في الأولى ...

نحن عبيد الله ....خلقنا وحدد مهماتنا ولو طلب منا أن أن نجعل المرأة مالكة وحاكمة وقاهرة لزوجها لسمعنا وأطعنا ...

لا يمكن ان تستقيم أحوال مجتمع إلا بالقيام من كل فرد ، ذكرا أو أنثى بما حدّده الله له ....لأن الأرضَ أرضُه والخلقَ خلقُه والتنظيمَ تنظيمُه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين