الحلقة الثالثة من الحوار مع فضيلة الأستاذ الشيخ محمد فاروق البطل

الحلقة الثالثة من الحوار مع فضيلة الأستاذ الشيخ
محمد فاروق البطل

 

كما وعدناكم بتتمة للحوار شائقة ماتعة مع فضيلة الأستاذ محمد فاروق بطل، وقد وصل بنا الحديث إلى: الدراسات
الجامعية وأساتذته فيها.

وسوف يكون حوارنا كالتالي:
عن دراسته في كلية الشريعة، وفي كلية الآداب قسم الفلسفة، وفي كلية الحقوق، وأخيرا في الجامعة الإسلامية في بهاولبور – باكستان.

نبدأ على بركة الله:
كلية الشريعة وأساتذته فيها
    بمن ستبدأون الحديث عنه من أساتذتكم الكرام؟
1ـ عن الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ
وأول مرة أراه في حياتي، سمعت منه بأسلوبه الخطابي المشهور والمؤثر، قصة العز بن عبد السلام، وكيف كان يمثل عزة العلماء، وعظمة الحق، وجرأة الدعاة، وقصة اليقين، وقوة الشخصية ... إلخ.
عمادة الدكتور مصطفى السباعي لكلية الشريعة:
وحين انتسبت إلى كلية الشريعة عام/1955/ كان الأستاذ الدكتور السباعي عميداً لكلية الشريعة، وكان الانتساب إلى كلية الشريعة يقتضي اختباراً تحريرياً وشفوياً، ونجحت في الاختبارين بحمد الله تعالى، ولكن الأستاذ السباعي ـ وخوفاً أن تتسرب عناصر سيئة إلى كلية الشريعة ـ فقد كان يتم السؤال عن الطلاب مسبَقاً على مستوى جميع المحافظات، يزكيهم أهل العلم وأهل الدعوة.

وماذا درَّسكم ؟
في كلية الشريعة درَّسنا الأستاذ السباعي في الكلية مادتين: هما مادة الفقه ومادة فقه السيرة النبوية، وفي كلية الحقوق درَّسنا كتابه: شرح قانون الأحوال الشخصية... وأروع ما في محاضراته أنه كان يجمع بين العلم والدعوة، والروح والنكتة.

البحث الجامعي بإشراف الدكتور السباعي:
وفي السنة الرابعة من كلية الشريعة  سنة تخرجي عام /1959/، كان واجباً على الطالب أن يقدم بحثاً جامعياً، واخترت أن أكتب في موضوع كان يهمني  ـ ولا يزال ـ، هو «عوامل الاستقرار في الحياة الإسلامية»، ذلك أنني كنت ـ وفي كل مراحل دراستي، بل وفي كل ما تلقيته في تكوين ثقافتي الشرعيَّة ـ كنت ألمس منهج الإسلام الفريد في تحقيق التكامل والتوازن والوسطية، وحول هذه الموضوعات الثلاثة دار بحث التخرج، وكان تحت إشراف أستاذنا الدكتور السباعي الذي شرَّفني بموافقته على الإشراف أولاً، وتزكيته للبحث ثانياً.

بحث جامعي آخر للتخرج:
ثم لما كتبت بحثاً جامعياً آخر للتخرج من الدبلوم العامة في كلية التربية، وعنوانه «القضاء والقدر في ثوب جديد»، وكان تحت إشراف عميد كلية التربية د. جميل صليبا، ـ صليبي يساري ـ أطلعت عليه أستاذنا السباعي، فوافقني عليه، لكنه سألني: أخ فاروق! هل تعتقد أن الإنسان الغربي قد بَلَغَتُه الرسالة، وقامت عليه الحجة، والإسلام يتعرض لحملة تشويه وافتراء، وكذب من المستشرقين ووسائل الإعلام، وما يعرضه السائحون من صور مقززة للمجتمعات الإسلامية، تحكي التخلف والقذارة، والجهل والعنف...؟؟
هذا السؤال كان جديراً ـ بحق ـ بالتفكير فيه والإجابة عليه آنذاك، لكن ـ بحمد الله تعالى ـ وقد امتدت آثار الصحوة الإسلامية إلى بلاد الغرب، وانتشرت المساجد والمدارس والجمعيات واتحادات المنظمات الإسلامية، مما أدَّى إلى تغير الوضع السابق كلياً، وأضحينا نرى في المجتمع الغربي نماذج من الدعاة والمحاضرين والعاملين والقيادات، يعطون الصورة المثلى للإسلام وقيمه ومبادئه...وكانت النتيجة المباركة اعتناق الأوروبين للإسلام بأعداد كبيرة، مما أخاف الدوائر الصليبية والدوائر السياسية الاستعمارية.

وفاة الدكتور السباعي – رحمه الله تعالى -:
تُوفي الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ عام /1964/ وكنت في دمشق أقدم اختبارات بعض المواد في كلية الحقوق... حضرت تشييع جنازته، وقد تقاطرت الوفود من كل المحافظات والبلاد العربية.

رثاؤه:
وعند المقبرة... قيلت كلمات كثيرة في التأبين والعزاء، وأصدق وصف قيل ذلك اليوم، هو ما قاله الأخ الدكتور حسن هويدي: (لقد كانت روح السباعي أكبر من جسمه، فما تحمَّل الجسم اندفاع روحه وتوثبها وطموحها فتمزق الجسم...) ومَن خالط السباعي، ورافقه، يدرك صدق هذه الكلمة، ودقة هذا الوصف.

ممن ترجم للدكتور السباعي:
وسعدت بما أصدره الأستاذ أدهم جرار، والأستاذ محمد الحسناوي، والأستاذ فتحي يكن، والأستاذ محمد المجذوب، والأستاذ عبد الله الطنطاوي، وكانت قمة سعادتي حين صدر كتاب الأخ د.عدنان زرزور الذي كتب تاريخ الحركة الإسلامية، وتاريخ سوريا من خلال الترجمة لمصطفى السباعي، وعسى أن أسعد أكثر بصدور كتاب الأخ د. عادل الهاشمي.
فضل الدكتور السباعي في إنشاء كلية الشريعة:
معظم الذين كتبوا عن السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكروا له فضله في إنشاء كلية الشريعة وتأسيسها، ووضْع مناهجها والحفاظ عليها، والتضحية في سبيلها، والدفاع عنها في مواجهة الكيد والتآمر، ووضع العقبات والعراقيل في وجهها... ولكن هؤلاء الفضلاء فاتهم أن يتحدثوا عن الأثر الكبير، والنقلة الضخمة، والحدث الضخم، الذي أحدثه إنشاء كلية للشريعة تابعة لجامعة دمشق،
كلمة أخيرة عن السباعي:

رحم الله السباعي كم اجتذب من الشباب المسلم الراغب من حملة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، ليدرسوا الشريعة، ويتخصصوا فيها، ويتفوقوا في دراساتها، وكانوا بحمد الله كَسْباً للعلم الشرعي، وكسباً للدعوة الإسلامية.
ومن أيضاً من أساتذتكم الكرام في كلية الشريعة ؟

يطيب لي أن أذكر منهم / 2ـ الأستاذ العلامة الشيخ مصطفى الزرقا
درست معه في كليتي الحقوق والشريعة أروع كتاب في الفقه المعاصر وهو من تأليفه المبدِع المبتكَر، بعنوان« المدخل الفقهي العام»وهو الإصدار الأول من سلسلة:«الفقه الإسلامي في ثوب جديد» والذي بلغت صفحاته قرابة /1200/صفحة بمجلدين ضخمين، وبعبارة سهلة ميسرة، وبترتيب مدهش، وبهوامش معبرة، كانت تطبعه مطبعة جامعة دمشق، جزءاً بعد جزء، ونتلقاه كراسة بعد كراسة.

وما مزية كتابه : >الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد<؟
أرجو أن لا يظن الأخ القارئ أنني مندفع عاطفياً فيما أكتب. ولكنها مشاعر طالب قرأ كتب الفقه القديمة التي كُتِبت في عصر المتون والشروح، والمختصرات والحواشي، والألفاظ الصعبة والاختزالات المبهمة في دور الانحطاط الذي مر به الفقه الإسلامي، فجاء هذا الكتاب الرائع واضحاً، سهلا ًميسراً، بلغة علمية وأدبيه حديثة، وبلسان القرن العشرين.
وما طريقة تأليفه هذا الكتاب سهلا واضحا ؟!.
سألت شيخنا الزرقا حين شرَّفني بزيارة بيتي في جدة في أمسية مع الإخوة السوريين، لتكريم شيخهم العلامة الزرقا بمناسبة زيارته جدة، قادماً من الرياض، سألته: كيف تيسَّر لك أن تؤلف هذا الكتاب القيِّم بمثل هذه السلاسة؟ وبمثل هذا الأسلوب؟ حتى أضحى طلاب الثانوية العامَّة المنتسبون لكليتي الشريعة والحقوق يفهمونه، ويدرسونه، علماً أنه يعرض لأمهات المسائل الفقهية والقواعد الفقهية، والنظريات الفقهية، وقواعد السياسة الشرعيَّة، والأصول التي قام عليها الفقه... أجاب ـ رحمه الله تعالى ـ بعفوية عجيبة، وبلهجة حلبية مميزة ـ:
زوجتي تحمل الشهادة الثانوية العامة، كنت أكتب الصفحة والصفحتين، ثم أعرضها عليها، فإن فهِمَتْها ثَبَّتُّ ما كتبْتُه، وإن لم تفهمه عدَّلت النص، ثم عدَّلته إلى أن تفهمه، أي جعلتُها هي المقياس لكل من سيدخل كلية الحقوق من حملة شهادة الدراسة الثانوية العامَّة، وهكذا جاء الكتاب ميسراً مبسَّطاً بحمد الله تعالى.

وما أهمية كتابه هذا ؟

هذا الكتاب حجة على المحامين والقضاة والسياسيين الذين يعتذرون عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بأن كتبها الصفراء غير مفهومة لديهم، وأنها صعبة التطبيق، عسيرة الاستيعاب، وقد ذكر أستاذنا الزرقا في مقدمة كتابه هذا؛ أن مما حمله على تأليف هذا الكتاب هو: أنه حضر مؤتمراً دولياً حقوقياً في باريس، تحت اسم: «أسبوع الفقه الإسلامي» عام /1957/وحين عرض الأستاذ الزرقا وغيره من علماء المسلمين على المؤتمِرين بعض نظريات الفقه الإسلامي، عجب المؤتمرون لعظمة الفقه الإسلامي وسَبْقَه وريادته بالنسبة للقانون الدولي، وأصدروا قراراً باعتبار الفقه الإسلامي أحد أهم مصادر القانون الدولي، وناشدوا فقهاء المسلمين أن يعرضوا كنوز الفقه الإسلامي بشكل حديث، وبأسلوب معاصر، حتى يمكِّنوا القضاة والمحامين والقانونيين والباحثين من الرجوع إلى هذا التراث القانوني الضخم الرائد، والإفادة منه.

أخبرونا عن متابعاته وتخصصه في المعاملات المالية المعاصرة؟

أذكر دعانا الأخ الدكتور عمر حافظ مدير مركز الاقتصاد الإسلامي العالمي إلى لقاء في منزله العامر بحي الجامعة أو حي السليمانية، ودَعَى أساتذة الاقتصاد ومدراء البنوك في جدة إلى لقاء علمي مع العلامة الزرقا، ولقد كنت أعجب كيف كان شيخنا الجليل ـ وقد تقدمت سنه ـ كيف كان يستوعب أسئلة هؤلاء الاقتصاديين والماليين الذين كانوا يعرضون عليه المعاملات المالية الحديثة بصيغها المعقدة، وتنوعاتها المختلفة، وأشكالها المتباينة، كان ـ رحمه الله تعالى ـ يستوعبها، ويفتيهم فيها، يصحح ما حلَّ منها، ويستبعد ما هو حرام، بما أعطاه الله من مَلَكَة فقهية ناضجة، وفهم عميق، واجتهادٍ جمع بين الأصالة والمعاصرة، خاصَّة وأنه ابن فقيهين عظيمين الأول: جده الشيخ ـ محمد  الزرقا فقيه حلب وشيخ علمائهاـ  ووالده الشيخ أحمد  الزرقا  ـ أمين الفتوى في مدينة  حلب ـ
شهادة جده له بملكته، وتفوقه الفقهي؟
وحُكِي لي أن جده كان يشهد لحفيده مصطفى بتفوقه الفقهي، وبنضج ملكته الفقهية، حتى إنه كان يقدمه على ولده! كان الجَد يقدر أن لحفيده مستقبلاً فقهياً عظيماً.
تفوقه في الفقه الدولي الحديث:

وإذا كان الشيخان الأبوان قد تفوقا في الفقه القديم، فإن الشيخ مصطفى الزرقا تفوق على والديه بدراسة الفقه الدولي الحديث من خلال دراسته في كلية الحقوق السورية، ودراسته في فرنسا، مما هيأ الله له أن يجمع بين الخَيْرين: الفقه الإسلامي الأصيل، والفقه الأوروبي الحديث، وكان نتاج ذلك؛ هذا السفر الفقهي الضخم الذي سماه: المدخل الفقهي العام.

متى كانت آخر زيارة لكم له - ر حمه الله - ؟
كنت كلما زرت الرياض، أحرص على زيارة أستاذي الجليل في بيته أو في مكتبه، حيث كان يعمل مستشاراً فقهياً للراجحي، أذهب صحبة أحد الأخوين الكريمين الدكتور الشيخ محمود ميرة، والمحامي د. عدنان سعيد (أبو بدر)، وفي زيارتي الأخيرة له، وقبل أسبوع من وفاته، دخلت عليه مع الأخ أبي بدر ـ وقد كان منهمكاً مع الدكتور معروف الدواليبي في تحقيق مسألة ـ وقد تجاوز كل منهما التسعين من العمرـ

احتفاظه بملكته الفقهية وذاكرته العلمية حتى آخر حياته:
ومما يجدر ذكره وينبغي معرفته؛ أن الشيخ الزرقا ظل يحتفظ بمَلَكته الفقهية، وذاكرته العلمية حتى آخر لحظة من عمره الطويل المبارك، فقد كان قبل ثلث ساعة من وفاته، يراجع مع ولده د. أنس ـ حفظه الله ـ مسألة فقهية، ويطالب ولده ـ كما حكى لي ـ: هات كتاب كذا.... وكتاب كذا... وافتح صفحة كذا... ـ رحمه الله تعالى ـ وأجزل مثوبته.

ومن أيضاً من أساتذتكم الفضلاء في كلية الشريعة؟
3ـ الأستاذ محمد المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ:
إنَّه ابن علامة العربية الشيخ عبد القادر المبارك عضو المجمع العلمي العربي في دمشق، وتلميذ المحدث الشيخ بدر الدين الحسني ـ رحمه الله تعالى ـ وأستاذنا المبارك (أبو هاشم) هو الآخر مزج بين الدراسات الشرعيَّة والعربية والحقوقية، وجمع بين التلقي على أيدي كبار الشيوخ والعلماء في دمشق، وبين التلقي على مقاعد الدراسة في جامعة دمشق، ثم في جامعة (السوربون) في باريس، حيث درس الحقوق وفقه اللغة، مارس المحاماة، ودرَّس اللغة العربية في ثانويات حلب ودمشق، ثم درَّس مادة فقه اللغة في كلية الآداب بجامعة دمشق.

وماذا درَّسكم ؟
حين أُنشِئت كلية الشريعة، درَّسنا مادة نظام الإسلام، وهي مادة مستحدَثَة كتب فيها المبارك مذكرة قيِّمة، تعرض خصائص الإسلام بشموله وتوازنه ووسطيته واستيعابه كافة مجالات الحياة بأسلوب جامعي حديث.
وماذا درَّس أيضاً ؟
ودرَّس الأستاذ المبارك كذلك مادة المجتمع الإسلامي، وكان العميد الثاني لكلية الشريعة بعد انتهاء مدة عمادة الدكتور مصطفى السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ.
وما أهمُّ مناصبه؟
ولا ننسى أن الأستاذ المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ كان من مؤسسي الحركة الإسلامية، ورواد الصحوة الإسلامية الأوائل في سوريا، مثَّلها في البرلمان نائباً، وفي مجلس الوزراء وزيراً للأشغال العامة.

ثناء الشيخ الطنطاوي عليه:
وقد سمعت شيخنا الطنطاوي ذات يوم يتحسَّر على حرمان الأمة من فكر وذكاء الأستاذ المبارك الذي شغلته السياسة، وصرفته عن العطاء العلمي، وفعلاً كان الذكاء يلمع في عينيه - رحمه الله تعالى - على شدَّة أدب، وسمو خلق، وإخلاص عالم، وصدق داعية، والتزام رسالة، وتواضع رائد...

هل تذكرون بعض لقاءاتكم معه ؟
أديت العمرة سنة /1976/ وحرصت على زيارة الأستاذ المبارك المستشار لمدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الله عمر نصيف، والأستاذ في كلية الشريعة في مكة المكرمة، رأيته مبتهِجاً بصدور كتاب تربية الأولاد في الإسلام للأخ الشيخ عبد الله علوان ـ رحمه الله تعالى ـ وأنه كتاب منهجي، جمع مادة غزيرة، تساعد كل من يريد أن يكتب في النظرية التربوية الإسلامية.

ومن أيضاً من المدرسين الأفاضل في كلية الشريعة؟
يطيب لي ذكر: 4 ـ الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي ـ رحمه الله تعالى ـ
درست معه علوم السنة في كلية الشريعة، وعلم أصول الفقه والقانون الروماني في كلية الحقوق، ونظراً لمناصبه الحكومية والسياسية والحزبية، فكنت قلَّ أن أراه في محاضرة، وإنما ندرس كتبه المقررة جامعياً، ثم نُمتَحَن فيها.
زرته في بيته في شارع أبي رمانة بدمشق حين كان رئيساً للوزراء ، ضمن وفد من الإخوة مدرسي التربية الإسلامية لمطالبته بمعالجة بعض همومنا الإسلامية.
وما أهم وظائفه ومناصبه؟
والأستاذ الدواليبي كان
- أحد أركان حزب الشعب،
- وكان رئيساً للمجلس النيابي السوري في فترة،
- ورئيساً للوزارة أكثر من مرة،
- ووزيراً للدفاع الوطني،
- ووزيراً للاقتصاد الوطني،
- ووزيراً للخارجية،
- ورئيس وفد سوريا في مؤتمر باندونج الذي جمع ممثلي دول الحياد الإيجابي عام 1957 في مواجهة المعسكَرَيْن الكبيرين أمريكا والاتحاد السوفيتي. والحرب الباردة بينهما.
ثناء الشيخ علي الطنطاوي على الدواليبي:
يقول عنه زميله الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله تعالى ـ: «ولكن هنا في المملكة من قدماء أصدقائنا، ومن رفاقنا في كلية الحقوق، رجلاً كان وراء الحُجُب( الكواليس) هذا الرجل الذي وَلِي رئاسة وزارة سوريا، ورئاسة مجلسها النيابي، وكان أول مَن تجرأ على الكلام في كسر احتكار الدول الغربية للسلاح، وحَظْر استيراده إلا منهم، هو الدكتور معروف الدواليبي.

ومن أيضاً ومن المدرسين الكرام؟
5 ـ الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله تعالى ـ:
الأديب الكبير، وقاضي الشرع الممتاز الشيخ علي الطنطاوي.
وماذا درَّسكم ؟
دُعِي لتدريسنا مادة فقه السيرة، ولم نكد نحضر بعض محاضراته القيِّمة، حتى اعتذر، بسبب أن الأخت السيدة نادرة شنن (حلب) كانت قد تخصصت في الأدب العربي، وأرادت أن تدرس في كلية الشريعة، وهي فتاة ملتزمة محجبة قوية الشخصية، وأراد الأستاذ الطنطاوي إخراجها من قاعة الدراسة،  رفضاً للاختلاط بين الطلاب والطالبات، رجته وحاورته أن لا يفعل ويسمح لها بالبقاء وحضور محاضراته، لكنه أبى إلا أن تغادر القاعة، فرفضت الخروج، علماً أنها جلست في الصف الخلفي من القاعة، ووراء الطلاب، لكن اجتهاد الشيخ أن حضورها يمثل مدخلاً  خطيراً واختراقاً كبيراً لنشر الاختلاط في كلية الشريعة.

موقف الشيخ الطنطاوي من الاختلاط؟
وللإنصاف أقول: إنَّ شيخنا الطنطاوي لم يكن ضد تعليم البنات، لكن كان ضد الاختلاط، حتى إنَّه عرض أن يتطوع مجاناً بإعطاء مُحَاضرات خاصَّة للطالبات، وأخرى للطلاب، وقدَّرت عمادة كلية الشريعة أنَّ هذا الأمر غير عملي وغير مبرر، طالما أنَّ الطالبات مُلتزمات، ويحضرن بكامل حجابهن وحشمتهن، ويجلسن وراء الطلاب.

تكسير زجاجات الخمر:
من مواقف الطنطاوي المشهورة: أنه دعي لحفل تكريم القانوني الكبير الدكتور العلامة عبد الرزاق السنهوري ـ رحمه الله تعالى ـ فلما حضر الحفل، وجد زجاجات الخمر على موائد الحفل، فدفع بيده الطاولة وما فوقها، وتهشمت زجاجات الخمر، ثم انسحب بعد أن ألقى كلمة مرتجلة هاجم فيها مَن أحضر الخمر ومَن يشربه

شخصيته – رحمه الله - :
يتمتع الشيخ الطنطاوي بشخصية قوية، وجرأة نادرة، وثقافة متنوعة، وروح مرحة، ونكتة حاضرة، وقلم بليغ، وحديث جذاب، وأدب رفيع، كان أحد الكتاب الرئيسيين في مجلة الرسالة الرائدة التي كان يصدرها الأستاذ الأديب أحمد حسن الزيات، كان مُميَّزاً في أحاديثه الإذاعية في دمشق وفي أحاديثه الرمضانية في السعودية، ولم يستطع أحد أن يعوض عنه حين توقف عن هذه الأحاديث
ومن أيضاً من المدرسين في كلية الشريعة؟

6ـ الأستاذ عمر الحكيم
كان يدرسنا مادة حاضر العالم الإسلامي، وهي مادة جديدة ومستحدَثة في كليات الشريعة والجامعات الإسلامية، وبحكم أن الأستاذ الحكيم كان يدرس الجغرافيا في كلية الآداب، فقد أُسنِدت إليه هذه المادة.

ماذا عن شخصية الأستاذ الحكيم؟
كانت شخصية عسكرية بطريقةِ حديِثهِ وقوة شخصيته،وعدم تساهله في تنفيذ أوامره... وقد بقي في ذاكرتي: أنه شارك في الحرب العالمية الثانية.
ومن أيضاً من المدرسين في كلية الشريعة؟
6ـ الأستاذ الدكتور الموسوعي عبد الكريم اليافي ـ حفظه الله تعالى ـ

درست معه علم الاجتماع في كلية الشريعة، دخل علينا ذات يوم قاعة المحاضرات، فرأينا منه عجباً، إذ وقف صامتاً!! وتوجه إلى أحد زملائنا، فقال له: أعتذر إليك أن أقف أمامك أستاذاً وأنت طالب!! وقد كنتَ أستاذاً لي في المرحلة الابتدائية، إنني أفتخر بك، إذ لم يمنعك سنُك ـ وقد تجاوزت الخمسين ـ أن تتابع دراستك الجامعية، آملاً بتطوير ثقافتك وتحسين وضعك، شكراً لك هذا الطموح، فأنت في نظري طالب مثالي عصامي، كان الزميل ـ الذي نسيت اسمه ـ من مدينة حمص، والدكتور اليافي هو الآخر من مدينة حمص، وكان اللقاء بينهما في أحد مدرجات كلية الشريعة، مظهراً مؤثراً، بل كان موقفاً تربوياً رائعاً، يحكي تواضع الأستاذ العلامة عضو مجمع اللغة العربية في دمشق، وأحد رواد علم الاجتماع، وأحد المثقفين الكبار على مستوى سورية، كما يحكي طموح أخ كريم، لا يعوقه السن ولا الفقر أن يتابع دراسته، وأن يجلس في مقعد الدرس أمام تلميذه السابق،  إنها صورة نادرة ومشهد نموذجي.

وماذا درستم لديه؟
وحين انتسبت إلى كلية الآداب ـ قسم الفلسفة ـ درست كتابيه: علم الاجتماع، وعلم الجمال (الإستيطيقا)، وقد تمتعت بدارسة الكتابين، وبخاصة الكتاب الأول.
ومن أيضاً من المدرسين في كلية الشريعة؟
7 ـ الأستاذ الدكتور يوسف العش ـ رحمه الله تعالى ـ
كان الدكتور العش أستاذ التاريخ في كلية الآداب بجامعة دمشق، فنُقِل إلى ملاك كلية الشريعة، ليدرسنا مادة التاريخ الإسلامي.

وما المقررات التاريخية التي درسكم ؟
وقد كان حصل على شهادة الدكتوراه من ألمانيا، فلما بدأ تدريسنا، أخذ يقدم لنا كراسات في التاريخ يترجمها لمؤرخ ألماني أظن اسمه(وِلها وزن) فلما قرأنا منه الصفحات الأولى، لاحظنا منهجاً مادياً غربياً علمانياً في تفسير أحداث التاريخ الإسلامي، بدءاً من مراحله الأولى، بل لاحظنا النَفَس الاستشراقي الصليبي فيما قرأنا، ناقشنا الدكتور فيما أورد من أفكار استشراقية، وتحليلات وتفسيرات خاطئة، فأصرَّ على تدريس هذا الكتاب المترجم ـ على ما يتمتع به الدكتور العش من أدب جم، وخُلُق رفيع، وتواضع كبير، وهدوء وديع ـ وراجعنا عميد الكلية الدكتور مصطفى السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ فطلب إلينا تزويده بما أُنجِز من ملازم الكتاب المترجم. وصُدِم الدكتور السباعي بما يكتبه المؤرخ الألماني المستشرق، وسرعان ما عالج الأمر، فخيَّر الدكتور العش بالتالي: إما أن يؤلف كتاباً في التاريخ الإسلامي، أو أن يختار كتاباً مأموناً في المادة، فأجاب الدكتور العش إلى الطلب الأول.

تأليفه كتابه التاريخ الإسلامي – الدولة الأموية - :

فأخذ يؤلف في التاريخ للدولة الإسلامية الأموية، وقد اجتهد في تطبيق قواعد علم الحديث من حيث مناقشة الروايات والتوفيق بينها، وتقويم الرواة وفق علم الجرح والتعديل، وهكذا جاء كتاباً رائعاً غير مسبوق ـ في رأيي
ومن أيضاً من المدرسين في كلية الشريعة؟
8 ـ الفقيه الأصولي الأستاذ الدكتور فوزي فيض الله
الأستاذ الدكتور فوزي فيض الله ـ أمد الله في عمره ـ وكتب له الصحة والعافية
عام /1956م/ عُيِّن الشيخ فوزي معيداً في كلية الشريعة، وكان يحمل عدة تخصصات من الأزهر وغيره في الشريعة واللغة العربية والحقوق.

وماذا درَّسكم؟
درَّسنا كتاب الهداية في الفقه الحنفي، وهو ـ بالنسبة إلينا كطلاب ـ كان صعب الفهم، غامض العبارة، مبهم المعنى، وكان للشيخ الفضل ـ بعد الله ـ في كشف غوامض هذا الكتاب، وحل ألغازه، وكشف كنوزه، بشخصيته الشابة، وعباراته المتأنقة، وعرضه الشيق، ولغته الأدبية، وثقافته المتنوعة، وأسلوبه الهادئ.

شخصيته العلمية، وملكته الفقهية:
والأستاذ الدكتور فوزي يعمل مستشاراً فقهياً لبعض المؤسسات الاقتصادية في الكويت، وقد جاوز الثمانين ـ أمد الله في عمره ـ لكني قبل أن أختم الحديث عنه أقول: من شدة إعجابي بالشيخ، وبروز ملكته الفقهية المبكرة كنت أتوقع، ومنذ الخمسينات من القرن الماضي أن يكون أحد عمالقة الفقه الإسلامي المعاصر، وأن تكون له مؤلفاته الرائدة وإنتاجه العلمي المميز، يساعده على ذلك تخصصاته المتعددة شريعة وآداب وحقوق في أعلى مستوياتها، ويساعده على ذلك تفرغه الكامل، وبعده عن النشاطات العامَّة.

ومن أيضاً من المدرسين في كلية الشريعة؟
9 ـ الفقيه الأصولي الأستاذ الدكتور فتحي الدريني
ما حكيته عن  الأستاذ الدكتور فوزي فيض الله، يكاد ينطبق تماماً على الأستاذ الدريني... فقد كان شاباً فصيحاً، وأستاذاً ناجحاً، وعالماً محققاً، دخل كلية الشريعة معيداً، لكنه تألق في تدريسنا مادة أصول الفقه.
هل تودون ذكر مدرسين آخرين في كلية الشريعة؟

نعم ، 10ـ أساتذة آخرون
أصحاب فضل وعلم، لكن ليس ثمة ذكريات شخصية بيني وبينهم إلا مقاعد الدراسة وهم:
1ـ العلامة الأستاذ الشيخ بهجت البيطار درَّسنا علوم الحديث.
2ـ العلامة الأستاذ الشيخ محمد المنتصر الكتاني مغربي الجنسية درَّسنا سبل السلام للإمام الصنعاني في فقه الحديث.
3ـ الأستاذ الدكتور زكي عبد البر مصري الجنسية درَّسنا الفقه.
4ـ الأستاذ الدكتور عدنان السبيعي درَّسنا الفلسفة.
5ـ الأستاذ الدكتور صالح الأشتر دَّرسنا النحو العربي.
6ـ الأستاذ الدكتور فؤاد حمودة ـ رحمه الله تعالى ـ مصري الجنسية درَّسنا اللغة الإنجليزية.
7ـ الأستاذ الدكتور عدنان الخطيب ـ رحمه الله تعالى ـ درَّسنا القانون.
8ـ الأستاذ الدكتور شعبان مصري الجنسية درَّسنا الفقه.
9ـ الأستاذ الدكتور سعاد جلال مصري الجنسية درَّسنا الفقه.
10ـ الأستاذ الدكتور مصطفى زيد مصري الجنسية درسنا التفسير.

******
إخوتنا الكرام ننتقل بكم عن الحديث من كلية الشريعة، إلى كلية التربية،
كلية التربية وأساتذته فيها

من أبرز أساتذتكم في كلية التربية ؟
1ـ الأستاذ الدكتور جميل صليبا عميد الكلية، وأستاذ مادة تاريخ التربية، والمشرف على بحثي للتخرج، وعنوانه:«القضاء والقدر في ثوب جديد». كانت له مذكرة في مادته واختصاصه.
2ـ الأستاذ الدكتور فاخر عاقل أستاذ مادة علم النفس التربوي له كتاب في المادة.
3ـ الأستاذ الدكتور مصطفى فهمي أستاذ مادة الصحة النفسية ومادة سيكولوجيا الطفولة والمراهقة، وهو مصري درَّسَنا كتاب أسس الصحة النفسية للدكتور عبد العزيز قوصي.

4ـ الأستاذ الدكتور عبد الله عبد الدايم أستاذ مادة التربية المقارنة.كانت له مذكرة.
5ـ الأستاذ الدكتور نعيم الرفاعي أستاذ مادة فلسفة التربية. كان لديه مشروع كتاب، تُوزَع علينا كراساته.
6ـ الأستاذ الدكتور جودت كيال أستاذ مادة الصحة المدرسية، كانت لديه مذكرة.
7ـ الأستاذ حافظ جمالي، لا أذكر المادة التي درسني إياها.
8ـ الأستاذ الدكتور سامي الدروبي، لا أذكر المادة التي درَّسني إياها.
9ـ الأستاذ الدكتور كامل عياد، درسنا مادة تاريخ التربية على ما أذكر، لكن أذكر أنه كان قد سُرِّح من التدريس في عهد الشيشكلي بسبب شيوعيته، فافتتح كشكاً صغيراً في المرجة، قرب مجلس الوزراء، يبيع الدخان والأشياء البسيطة، وعلق شهادة الدكتوراة في فلسفة التربية على الجدار!!.
كيف كانت علاقة الطلاب الملتزمين والإسلاميين بمثل هؤلاء المدرسين؟
على الرغم مما كان بين بعض الطلاب الإسلاميين وهؤلاء الأساتذة من تباين في التفكير والانتماء، فقد كان الجو الدراسي ماتعاً بالحوار والنقاش، خاصَّة وأن الدوام كان إجبارياً.
من زملاؤكم في هذه الكلية؟
أذكر من زملائي في هذه الكلية الدكتور أحمد محب الدين أبو صالح، والدكتور فخر الدين قباوة، والدكتور نهاد حموي، والدكتور أبو كاظم، والدكتور صابر فلحوط، والأستاذ عبد الوهاب ريحاوي، والأستاذ نجم الدين زين العابدين، والأستاذ محمد الحسناوي، وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة في ذكر أسمائهم.

******

إخوتنا الكرام ننتقل بكم عن الحديث من كلية التربية، إلى كلية الآداب،
كلية الآداب  جامعة دمشق
قسم الفلسفة والاجتماع /1964/
ما هي قصة انتسابكم إلى هذه الكلية؟
كان الانتساب لهذه الكلية وهذا القسم، نصيحة من أستاذي السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ. ذلك أنه في هذه الفترة، كان الصراع على أشده ما بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه العلماني( قومي ـ شيوعي ـ بعثي...)، وحول هذين التيارين تتجمع أحزاب وكتل، ورغبة مني في تحصين فكري الشرعي والإسلامي، وحتى أكون أكثر قدرة على عرض دعوتي وفكري بأسلوب حديث ومعاصر، انتسبت إلى هذه الكلية، وهذا القسم، خاصَّة وأنني رأيت زحفاً غير معهود على هذا القسم من قبل القساوسة والرهبان، والشباب العلماني.
من تذكرون من مدرسي قسم الفلسفة والاجتماع؟
أذكر من أساتذة هذا القسم الدكتور عبد الكريم اليافي، الذي تمتعت بدارسة كتابيه المقررين: تمهيد في علم الاجتماع، وكتاب علم الجمال( الاستطيفا).
ومن أيضاً ؟
وأذكر أيضاً الدكتور العوَّا الذي حكى لنا ـ وقد رأى إهمال الطلبة وعدم جديتهم العلمية ـ قال: حين كنا أمثالكم على مقاعد الدراسة، ورأى منا أحد أساتذتنا تقصير بعض الطلبة قال: وزارة التربية تأخذ مفتشاً أو اثنين أو ثلاثة... ولكنها لا تستطيع أن تأخذكم جميعاً مفتشين إشارة منه إلى الأساتذة الفاشلين الذي يُعيَّنون مفتشين علاجاً لمشكلة فشلهم وإنقاذاً للطلبة ـ إلا ما رحم الله ـ.

******

إخوتنا الكرام ننتقل بكم عن الحديث من قسم الفلسفة، إلى كلية الحقوق،
ـ كلية الحقوق ـ
جامعة دمشق وأساتذته فيها ـ/ 1962ـ1964/
من هم أساتذتكم في كلية الحقوق؟
1ـ الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري:
 أستاذ القانون العقاري، وله كتاب شيق في هذا الاختصاص، شغل منصب رئاسة الدولة أوائل عهد الانفصال.
2ـ الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي:
أستاذ مادة أصول الفقه والقانون الروماني، شغل منصبي رئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء، وبعض الوزارات كوزارة الدفاع ووزارة الاقتصاد، ووزارة الخارجية، سبق الحديث عنه تفصيلا.
3ـ الأستاذ العلامة الشيخ مصطفى الزرقا:
أستاذ القانون المدني، والمدخل الفقهي العام، شغل منصب وزارة العدل والأوقاف أكثر من مرة، سبق الحديث عنه تفصيلاً.
4ـ الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي:
أستاذ مادة الأحوال الشخصية، سبق الحديث عنه تفصيلاً.
5ـ الأستاذ الدكتور أحمد السمان:
أستاذ مادة الاقتصاد، وعميد كلية الحقوق، ورئيس جامعة دمشق، ووزير الاقتصاد.وكنا نكاد لا نفهم شيئاً من كتابه المترجم في الاقتصاد الدولي، وإذا سُئل قال: احفظوا ما ورد في الكتاب، ولا أزيدكم فهماً ـ كما حُكي لي ـ.
6ـ الأستاذ الدكتور محمد الفاضل:
أستاذ القانون الجزائي، شغل منصب وزير العدل، وكان كتابه في هذه المادة التخصصية من أروع ما قرأت في موضوعه
7ـ الأستاذ الدكتور عبد الوهاب حومد:
أستاذ القانون الجزائي أو لعل لمادته اسم آخر لم أعد أتذكره، كان من قيادات حزب الشعب وشغل مناصب وزارية أكثر من مرة.
8ـ الأستاذ الدكتور فؤاد شباط:
أستاذ القانون الدولي.وشغل منصب عمادة كلية الحقوق.له كتاب جميل في هذه المادة.
9ـ الدكتور رزق الله أنطاكي:
أستاذ مادتي أصول المحاكمات والقانون التجاري البري، كان من زعماء حزب الشعب، وشغل مناصب وزارية عدة، وقلَّ من كان ينجح في امتحان مادتيه.
وبحمد الله تعالى نجحت من أول امتحان في مادتيه تحريرياً وشفهياً، لكنه كان مرهوباً من قبل طلاب الحقوق.
وأشهد أنني سمعت منه في المحاضرة شهادته التالية ـ وقد كان مسيحياً متعصباً ـ يقول: من العجيب أن المرأة المسلمة نالت حقوقها التجارية والقانونية والاعتبارية قبل أربعة عشر قرناً، في الوقت الذي لم تظفر أختها الأوروبية ببعض هذه الحقوق إلا في عام /1940/في فرنسا، ذلك أن الإسلام اعترف للمرأة العربية المسلمة بحق التملك، وحق التصرف، وأهلية الأداء، وأهلية الوجوب، وأهلية التقاضي وبكامل حقوقها التجارية...

10ـ الأستاذ الدكتور رشيد دقر:
أستاذ المالية، وشغل منصب وزارة المالية. وله كتاب في هذه المادة.
11ـ الأستاذ الدكتور فؤاد دهمان.
أستاذ القانون الدستوري، له كتاب في هذه المادة
12ـ الأستاذ الدكتور نهاد السباعي:
أستاذ مادة الحقوق التجارية البحرية.له كتاب في هذه المادة.
متى تخرجتم من كلية الحقوق؟
تخرجت ـ بحمد الله تعالى ـ من كلية الحقوق سنة /1964/م، وحصلت على شهادة الليسانس بدرجة جيد.رغم أنني كنت غير متفرغ، وأمارس التدريس في ثانويات حلب.

******

إخوتنا الكرام ننتقل بكم عن الحديث من قسم الفلسفة، إلى كلية الحقوق،

الجامعة الإسلامية في بهاولبور ـ باكستان /1987/
كيف التحقتم بهذه الجامعة؟
كان قد سبقني للدراسة في الجامعات الباكستانية كثير من الإخوة كالأخ الدكتور عدنان سعيد، والأخ الشيخ الدكتور عبد الله علوان، أقنعني الدكتور(أبو بدر) بذلك، وسجلت في قسم الماجستير في هذه الجامعة، وأنا أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز، أخذت إجازة من عميد الكلية ورئيس القسم، ولمدة شهرين تقريباً.
ومن درَّسكم فيها ؟
وتولى تدريس موادي في الجامعة: الأخوان الدكتور عبد اللطيف الشيرازي الصباغ، والعلامة الشيخ عبد الله بن بية ـ حفظهما الله تعالى ـ وحصلت ـ بحمد الله تعالى ـ على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية.

******

وبعد هذه الرحلة الطويلة بين الجامعات والكليات في طلب العلم، نود أن نسمع منكم نصيحة للطلاب؟
أنصحهم بأمور ثلاثة مهمة جدا:
1ـ المتابعة: العِلم ـ كما هو معروف ـ إن لم تتابعه نسيتَه، والإنسان نسَّاء...، ومشاغل الحياة وهمومها تزيد من النسيان، ومراحل العمر تتقلَّب من قوة إلى ضعف، ومرحلة الشباب في التحصيل العلمي، تختلف عن المراحل التي بعدها،
وشيء آخر أضيفه:
لابد من مواكبة الحلقات العلمية التخصصية عطاء أو تلقياً، مع ضرورة المراجعة المستمرة والبحث وتجديد الصلة بالمراجع العلمية.
2ـ التخصص: أخي طالب العلم : مهما اكتسبت من علم أفقي، فلابد وأن تعمق الاختصاص في العلوم التي تحبها وتبدع فيها...
فمهما اكتسبت من ثقافة متنوعة، وتكونت لديك خلفية علمية جيدة، فهذا لا يغني عن التخصص العام أو التخصص الدقيق من خلال الدراسة الأكاديمية عبر أقسام الدراسات العليا، تحت إشراف الجهابذة من العلماء، أو من خلال المتابعة الشخصية. خاصَّة في هذا العصر الذي تشعبت فيه العلوم، وتوسعت فيه المعارف.
3ـ التفرغ: رحم الله الإمام الشافعي القائل: « لو كُلِفتُ شراء بصلة ما استطعت حل مسألة»،«والعلم إن لم تعطه كلك لا يعطيك بعضه». هذه حقيقة فالعلم يحتاج إلى تفرغ كامل، وطلب مستمر، ومذاكرة دائمة، ومعايشة يومية...
كلمة ختامية تود قولها؟
تحدثاً بنعمة الله تعالى، فقد كنتُ مدرساً ولمدة أربعين سنة، بضاعتي من العلم قليلة، صحيح... ولكني بفضل الله أُوتِيَتْ حباً لمادتي، وعشقاً لدعوتي، وإخلاصاً في رسالتي، وتفاعلاً مع أفكاري، ونشاطاً في أدائي، فكنت مدرساً ناجحاً بشهادة المفتشين المختصين، والموجهين التربويين، والطلاب المحبين، والحمد لله رب العالمين...

*****

نشكركم شيخنا على رحابة صدركم بأسئلتنا الطويلة، وقد استفدنا فوائد جمة من هذا الحوار الماتع.
إلى هنا انتهت الحلقة الثالثة من الحوار، مع فضيلة الأستاذ الشيخ محمد فاروق بطل.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين