الاستعاذة بالله من الحور بعد الكور

قال الشاعر : 

أعد لنا ذكر نعمان انه المسك=كلما كررته يتضوع 

عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:( اللهم إني اعوذ بك من الحور بعد الكور )

هذا الحديث الشريف مروي عن كثير من المحدثين وبالمحصلة فهو حديث يدور في فلك الحديث الصحيح 

والمعنى كما جاء عن كثير من شراح الحديث 

اللهم إني اعوذ بك من النقص بعد الزيادة 

او اعوذ بك من الخسارة بعد الربح ؛ او الفشل بعد النجاح؛ وبالجملة فهو استعاذة بالله من كل حور وتراجع؛ ديني او دنيوي ؛ بعد كل كور وتقدم ونجاح ؛ ديني او دنيوي.

وشرح الحديث اخذ مئات الصفحات من كتب العلماء. 

والمهم وللتوضيح:

إقبالك على العبادة كور، وفتورك عنها حور ( تراجع ).

صلاح دينك وتمسكك به كور ؛ وتفلتك منه والعياذ بالله حور ( خسارة ).

إقبال النعم وزيادتها كور ؛ وقلتها وإدبارها حور ( فقر وعوز ).

كثرة شكرك لله كور ؛ وقلة شكرك ونسيان النعم والمنعم حور ( كفر للنعمة ).

وانت أيها الطالب تحصيلك ل /99% من الدرجات كور وتقدم ؛ وتراجعك إلى 60% حور وفشل .

وليس هناك أشد على الإنسان من فقر بعد غنى ومرض عضال بعد صحة طيبة ومن تشتت وتفرق وضياع بعد شمل مجموع وعائلة موحدة. 

وليس أصعب من ان يملك الإنسان وطنا يكون عزيزا فيه ثم يصبح مشردا ذليلا هنا وهناك 

لذلك فيا إخوة 

أكثروا من هذا الدعاء النبوي الشريف كلمتان فقط 

(اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور).

واعملوا بكل أسباب ( الكور) والنجاح والطاعة والفوز والفلاح .

واحذروا كل أسباب ( الحور ) والتراجع والفرقة والفتور عن العبادة .

والذي أراه أن اغلبنا او الكثرة الكاثرة منا اليوم في حور وتراجع شديد على كل صعيد فهل نعمل على تلافي أسباب هذا الحور بالعمل بأسباب الكور والنجاح 

قال تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

وآية أخرى: ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ....).

وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )

وعلى كل فكل شيء بقضاء وقدر وعلينا مع الصبر على كل حور يصيبنا وخسارة او فشل ينتابنا أن نستعين بالله ونتوكل عليه للوصول إلى كل كور ونجاح دينا ودنيا 

فهو المستعان سبحانه وعليه التكلان وحده ولا حول ولا قوة إلا به.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين