مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (68)

 

(وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ)[البقرة: 76]

السؤال الأول:

قوله تعالى: (بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ) [البقرة:76] ما الفرق بين (فتح الله لك) و(فتح الله عليك)؟ وما طبيعة اللام في قوله تعالى:( لِيُحَآجُّوكُم) ؟وما دلالة هذه الآية؟

الجواب:

1ـ فتح الله لك: تأتي في الخير وفي غير الخير.

2ـ فتح الله عليك: تأتي في الخير وفي غير الخير، لكنْ تأتي من فوق. 

شواهد قرآنية:

ـ قوله تعالى: (وَلَوۡ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَابٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعۡرُجُونَ) [الحِجر:14] هذا في الشر.

ـ قوله تعالى: (حَتَّىٰٓ إِذَا فَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَابٗا ذَا عَذَابٖ شَدِيدٍ إِذَا هُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ) [المؤمنون:77] هذا في الشر.

ـ قوله تعالى: (لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ) [الأعراف:96] هذا في الخير.

ـ قوله تعالى: (قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ) [البقرة:76] هذا في الخير، والله أعلم.

3ـ اللام في قوله تعالى: (لِيُحَآجُّوكُم) هي لام العاقبة أو الصيرورة , وليست للتعليل لأنهم لم يقصدوا ذلك , وإنما كان المآل والعاقبة , ولكنها مثل لام التعليل في النحو , والفعل 

( يحاجوكم ) فعل مضارع منصوب بأنْ المضمرة بعد لام العاقبة , واللام ومجرورها متعلقان بالفعل (تحدثونهم).

4ـ كان بعض منافقي اليهود يقولون للذين آمنوا إذا لقوهم: آمنا بدينكم وبرسولكم , وإذا خلا بعضهم ببعض قال الرؤساء لهم في إنكار:أتحدثون المؤمنين بما بيّن الله لكم في التوارة من أمر محمد في نعته وصفته, لتكون لهم الحجة عند ربكم يوم القيامة !!! أفلا تفقهون فتحذروا !!؟؟

(أَوَ لَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ)[البقرة: 77]

السؤال الأول:

هل هذا الاستفهام في الآية حقيقي؟ وما غاية هذا الاستفهام؟

الجواب:

هل ينتظر المستفهِم جواباً لسؤاله؟ إنك قد تقول لولدك أو عاملك: ألم تعلم أني أكره هذا الأمر؟ فسؤالك لا تنتظر له جواباً، وإنما غايتك لوم الفاعل, وهذا لا يُنتظر منه جواباً وإنما الغاية لوم الفاعل.

وفي قوله تعالى: (أَوَ لَا يَعۡلَمُونَ) [البقرة:77] استفهام غايته التوبيخ ولوم القوم.

والهمزة في (أَوَلَا) هي للاستفهام التقريري, ومعناه حمل المخاطب على الإقراروالاعتراف مع التوبيخ واللوم.والواو عاطفة وهي بنيّة التقديم على الهمزة وإنما أُخرت لقوة الهمزة , و( لا ) نافية.

والله أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين