مزالق الخواطر الدينية الفاقعة

أرسل إلي أحد قدامى زملاء التعليم الطيبين هذا التسجيل المرئي يقول: أحسست بأن في كلام هذا الرجل خللا ما، ولم أنشرح له، فما رأيك فيه؟

فكتبت في جوابه: 

شاهدت هذا التسجيل البائس، فرأيتُ فيه قوما عُميا، قد أسلموا قيادهم لأعمى مثلِهم يقودهم على عمى، ولكنه يتميز عنهم بأنه جريء على الكذب عليهم، زعم لهم أنه بصير، فصدقوه.

وكيف يدركون عمَاه وهم لا يبصرون؟!

هذا جاهل جريء، وجدَ في جهل المخاطبين ميدانا رحبا لتعالمه وتفاصحه، فجعل يقرر ويُفَصِّل، ويُعلِّل ويدلّل، وما هو إلا خبط عشواء أو تصابي شمطاء، يَمُجُّه الطبع ويمقته الشرع.

جاهل تملأه القناعة بأنه العالم النحرير، حتى بلغ به الغرور بالجهل أن يدعو الناس إلى نسخ علمهم بجهله، واستبدال ضلاله بهداهم.

وهذا الذي يسمونه الجهل المركب، وفيه أنشد أبو القاسم الآمدي، ت 370هـ:

إِذا كنتَ لا تدري ولم تكُ بالذي=يسائلُ من يدري فكيف إِذن تَدْري؟

جَهِلْتَ ولم تعلمُ بأنكَ جاهلٌ=فمن لي بأن تدري بأنكَ لا تدري.؟

هذا إذا أحسنّا بالرجل الظن، وإلا فإن القرائن والمعطيات المتوافرة عنه على شبكة المعلومات تشي بأن وراء الأكمة ما وراءها.

ولكِنا نحمله على أهون الشرين وأخف الضررين، فإنه على كل حال جاهل بيِّنُ الجهل، يشهد عليه بذلك كلامه في هذا التسجيل كما سنرى إن شاء الله.

وقد سمعته بأذنيّ وشاهدته بعينيّ - في مقابلة له محفوظة على الشبكة - يلحن في القرآن لحنا يتنزه عن مثله بعض صبيان الكتاتيب.

واستمع إليه في التسجيل موضوع السؤال كيف يقرأ الآية: ("إنَّا" علينا جمعه وقرآنه).

وأما اللحن في النحو فحدِّث ولا حرج.

فهو جاهل بجدارة.

ولكن فقره إلى الفطنة لا يقل عن فقره إلى العلم.

فلو كان عنده شيء من الفطنة لنظر أولا، مَن الذي نطق بمصطلح (جمع القرآن) الذي يرُدّه ويُسفهه؟، ليعلم مَن يسفّه؟ وعلى من يرُد؟

ليته علم أنه لا يرد فقط على أفذاذ علماء الإسلام وأعلام المسلمين من المحدِّثين والمؤرخين والمفسرين والخلفاء والأمراء والفقهاء والأصوليين عبر تاريخ الأمة...

وإنما يرد أيضا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الذين صحَّ عنهم نسبة (جمع القرآن) إلى غير الله عز وجلّ.

إنه يرد على سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي جاء حديثه في الصحيحين عَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "جَمَعَ الْقُرْآنَ" عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ؛ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ؛ أُبَيٌّ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.

لا بل إنه يرد على الخليفتين الراشدين، وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصديق والفاروق رضي الله عنهما، ويَرُدّ معهما على كاتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وجامع القرآن للصديق ثم لعثمان، الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه.

فقد سمى الثلاثةُ كتابةَ زيد بن ثابت للمصحف في عهد الصديق رضي الله عنه *(جمعا للقرآن)*

وذلك فيما رواه البخاري عن زيد بن ثابت قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنْ *(تَجْمَعُوهُ)* وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ *(تَجْمَعَ الْقُرْآنَ)* قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ *(فَاجْمَعْهُ)* فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ، مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ *(جَمْعِ الْقُرْآنِ)* قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ *(أَجْمَعُهُ)* مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} إِلَى آخِرِهِمَا. وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي *(جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ)* عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.

فانظر كم مرة تردد في هذا الحديث الصحيح عبارة *(جمع القرآن)* بالمعنى الذي سفّهه هذا السفيه، منسوبة إلى أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت. رضي الله عنهم؟!

لا بل إن هذا المغرور ليرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ثبت عنه نسبة *(جمع القرآن)* إلى غير الله عز وجل، كما في سنن الترمذي - وحسنه - في حديث طويل، وفيه: قال أبو هريرة رضي الله عنه: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى العِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ *(رَجُلٌ جَمَعَ القُرْآنَ)* وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ الحديث..

ترى فهل ما زال هذا المتحدث مُصِرًّا على تغليط من نسب (جمْع القرآن) أو (حفْظ القرآن) إلى غير الله عز وجل؟!!

وهلم فلننظر في هذا الإشكال الذي أُتِي الرجل من قِبَله، فاستغلق على فهمه، وأمَّن على استغلاقه أولئك المساكينُ الذين بوَّؤوه ذلك المنبر، وقلدوه تلك الثقة، فصدَّقوه في أن الفعل الذي ينسبه الله تعالى إلى نفسه لا تصح نسبته إلى غيره سبحانه.

وبناء على هذا الأساس الباطل قرّر هذا المتعالم أنه لا يجوز أن نقول مثلا: جمعُ القرآن في عهد أبي بكر. لأن الله تعالى قال: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] أو نقول: فلان من الناس حَفظ القرآن. لأن الله تعالى قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]

ونقول في بيان حَلّ هذا الإشكال - وما هو بإشكال -: إن الذي يُسوِّغ أن تنسب إلى غير الله تعالى، فعلاً نسبه الله تعالى إلى نفسه، أنّ مدلول الفعل المنسوب يختلف باختلاف من نُسب إليه.

ولتوضيح العبارة بالمثال أقول: روى الترمذي في سننه - وصححه - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)

وكل عاقل عالمٍ أو أميٍّ، يعلم بداهة أن معنى حفظ العبد ربَّه، مختلف ضرورة عن معنى حفظ الرب عبدَه.

مع أن كلا منهما قد سمي (حفظا)

وقل مثل ذلك في (حفظ القرآن) فإن حفظ زيد وعمرو للقرآن، بمعنى استظهاره، أو بمعنى توثيقه، يختلف عن حفظ الله للقرآن، بمعنى تحصينه من أن يتطرق إليه تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقص.

وكل منهما يسمى حفظا.

وقل مثل ذلك أيضا في (جمع القرآن) فإن جمع الصحابة للقرآن، بمعنى جمعِ ما تفرق منه في الرقاع وجريد النخل ورقاق الحجارة وصدور الرجال، في مصحف واحد، يختلف عن جمع الله تعالى للقرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا يخاف صلى الله عليه وسلم نسيان أو فوات شيء مما أوحاه الله إليه منه.

وكل ذلك يسمى (جمعا) وقد ثبتت تسميته (جمعا) في صريح القرآن أو صريح صحيح السنة، كما سبق بيانه.

وبهذا التوضيح تتلاشى إشكالات من هذا القبيل قد تحيك في صدور بعض الناس عند بعض الآيات.

عندما يقرأ أحدهم مثلا قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] فيستشكل هذه الآية، ويُخَيَّل إليه أنها معارِضة لقوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3]

والحق أنه لا تعارُضَ ولا إشكال؛ فإن (الخلق) المنسوب إلى الله وحده هو الخلق بمعنى الإيجاد من عدم بمجرد توجه الإرادة الإلهية، من غير أدوات ولا معالجة أسباب، وأما (الخلق) المنسوب إلى المخلوقين فهو بمعنى الصنعة التي يركبونها بأدوات ومعالجة أسباب، من عنصر أو عناصر موجودة أصلا، هي من خلقِ الله.

كما قال الله لعيسى عليه السلام: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي} [المائدة: 110]

أو عندما يقرأ بعضهم مثلا قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55] فيُخَيَّل إليه أن هذه الآية معارضة لقوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود: 57] وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231] فـ (حفيظ) و (عليم) تدلان على صفتين من صفات الله تعالى، فكيف يتصف بهما يوسف عليه السلام؟!

والحق أنه لا تعارُضَ ولا إشكال؛ فإنه كما تختلف بداهةً دلالةُ صفة (عليم) منسوبةً إلى يوسف عليه السلام، عن دلالة صفة (عليم) منسوبةً إلى الحق سبحانه، فكذلك تختلف دلالة صفة (حفيظ) بحسب مَن نُسبتْ إليه.

وهذا واضح جدا، اللفظ واحد، والدلالة متباينة.

وفي الختام، فإني أحب أن أجتلي من هذا عبرة مهمة فأقول:

إنّ من الحصافة والفطنة، أنْ إذا بَرَقت لك خاطرة فاقعة في شيء من نصوص الدين، أن لا تعجل في تقريرها قبل تحريرها، وذلك بتقليب وجوه الاحتمال في تلك الخاطرة، والبحث عما يعضدها، أو ربما ينقضها، واستشراف النصوص والفهوم المنقولة ذات الصلة، واستقصاء الإيرادات الممكنة عليها، والاطمئنان إلى إجابة كل تلك الإيرادات.

فإن اطمأن صاحب الخاطرة إلى ذلك، وإلا فيكون قد كشف بنفسه غلط تلك الخاطرة، فيئدها في مهدها، ويكون في عافية من أن يَضِلّ بها أو يُضِلّ.

أقول هذا، لأننا أصبحنا ما ننفك بين الحين والحين، بل قل في كل حين، نرى ونسمع في هذا الفضاء المفتوح، أفكارا أبكارا في الدين، وخواطر جريئة على الباطل لم يسبق إليها أحد من علماء المسلمين، تصدر عن أصناف شتى من الناس، فمنهم المغموص عليه بزندقة، ومنهم المستور الحال، ومنهم المظنون به الخير، ولكنه فُتِن ببريق الفكرة وجِدَّتها وإعجاب المتابعين وثناء المحبين وتقريظ المعلقين.

(ملاحظة: قال في القاموس المحيط: والتَّقْريظُ: مَدْحُ الإنسانِ وهو حَيٌّ، بِحَقّ أو باطِلٍ.)

فتراه يصر على صواب تلك الخاطرة الفاقعة الباطلة، ويجادل عنها وينافح دونها، حتى بعد أن بدا له من عوارها وفسادها ما لم يكن يحتسبه.

ثم لا يأبه في أن يمضي في ضلالته، بل في أن يكون إماما فيها له عليها أتباع، يحمل من الأوزار بعددهم مع وزره. {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]

وما أكثر الأمثلة على هذا فيما نرى ونسمع!

وهذا في ذاته أكبر شاهد على غياب الإخلاص.

وإلا فلو كان المبتغى وجهَ الله، لكان العبد وقافا عند حدود الله، شاهدا بالحق ولو على نفسه، كما قال الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135]

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

والله أعلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين