أدخلي السرور إلى قلبي حين أنظر إليك

زوجتي الغالية

كان جمالك أخاذاُ، وزينتك فاتنة، ووجهك متألقاً.. بعد أن أكملت استعدادك للقيام بزيارة أهلك الليلة حيث ستلتقين زوجات إخوانك، وبنات أخوالك وخالاتك، وبنات أعمامك وعماتك.

فرحت كثيراً وأنا أرى زوجتي الجميلة ازدادت جمالاً، بتسريحة شعرها الأنيقة، ولمسات الماكياج التي زادت في إظهار مفاتنها وحسنها.

ولكن، وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي، رغم فرحي بما ظهرت فيه من حسن وجمال وأناقة فقد ثار في نفسي حزن لأنني لم أجدك يوماً تتزينين لي أنا دون غيري، اللهم إلا في يوم زواجنا. بل أتراجع عن هذا الاستثناء فأقول: حتى يوم زواجنا لم يكن تزينك لي وحدي، بل كان أيضاً لتظهري جميلة أمام مئات المدعوات لحضور حفل زفافنا.

غاليتي

أحسب أنك ستقولين:هكذا النساء جميعاً ؛ إنهن يحرصن على أن يظهرن جميلات في اجتماعهن في المناسبات والزيارات وغيرها. وأقول: نعم، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون التزين للزوج أيضاً. وطبعاً فإن كلامي هذا لجميع الزوجات كما هو لك، لكني أخاطبك الآن أنتِ لتعملي بما يزيد في صلاحك.

ولعل الكلمة الأخيرة (صلاحك) تثيرك فتقولين: وما دخل تزيني لك في صلاحي ؟ أما أصلي وأصوم وأعمل بما يأمرني به الله ورسوله وأنتهي عما ينهياني عنه ؟!!

واسمحي لي أن أوضح لك قائلاً: بل إن تزينك لي جزء من صلاحـك، أما قـال النبي صلى الله عليه وسلم (خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك) (1) ولقد بدأ صلى الله عليه وسلم بكونها تسر زوجها إذا نظر إليها، وجعله عليه الصلاة والسلام من صفات خير النساء.

لم يقل صلى الله عليه وسلم خير النساء من تسر صديقتها أو أمها أو جارتها أو قريبتها… بل تسر زوجها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب في هذا الحديث الرجل المسلم ويبين له صفات الزوجة الصالحة.

فهلا حرصت، زوجتي الحبيبة، على أن تتزيني لي، وتتجملي لعيني، فتساعديني بهذا على أن أزيد في إعفاف نفسي وغض بصري.

وكوني واثقة من أنك تؤجرين على هذا كثيراً، لأنك تطيعين به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تدخلين به السرور إلى قلبي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً…) (2).

وفقك الله وشرح صدرك لتسريني إذا أبصرتك.

(1) حديث صحيح أخرجه الطبراني عن عبدالله بن سلام وأحمد والنسائي والحاكم عن أبي هريرة – صحيح الجامع الصغير للألباني (3298 – 3299).

(2) حديث حسن رواه أبو هريرة وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم جميعاً.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين