قواعد في فهم حديث

كيف نفهم حديث : " ناقصات عقل ودين" الذي يستدل به البعض على انتقاص شأن المرأة وقدراتها العقلية ومنزلتها الدينية ؟

الجواب: 

لهذا الموضوع قواعد علمية أوجزها في ما هو آت:

القاعدة الأولى:

الناس متساوون في وجود نعمة العقل عندهم جميعا.

لكنهم متفاوتون في مقادير هذه النعمة بحسب المتغيرات الوراثية والبيئية والاجتماعية التي ينشأ عنها فروق فردية تجعل كل واحد منهم مختلفا عن سائر البشر .

القاعدة الثانية : تتعلق هذه القاعدة بمفهوم العقل.

لم يرد لفظ العقل في القرآن الكريم ولا مرة، وورد بثلاثة ألفاظ وظيفية هي: يعقلون، وتعقلون عقلوه.

القاعدة الثالثة: تتعلق بسمات الجانب الذهني الخالص.

وهذه موجودة عند الذكور والإناث، وتظهر هذه في الجوانب التي تحتاج إلى تفكير علمي خالص، كالرياضيات، واللغة، والفيزياء. وهذه موجودة عند الجنسين، وتختلف مقاديرها من مجتمع إلى آخر، فقد ثبت في الدراسات السيكولوجية أن الطالبات في المرحلة الثانوية في أمريكا أحسن من أداء الذكور في هذه الموضوعات Ann Anastasi. Differential psychology.

وفي مجتمعات أخرى قد يكون الذكور أقوى من الإناث في هذه الموضوعات. وهذا ليس بإطلاقه، فقد نجد عددًا من الطلاب - حتى في المجتمع الأمريكي - أقوى من الإناث في الموضوعات المذكورة.

القاعدة الرابعة : التجليات الوجدانية للتفكير .

وهذا هو الذي سماه القرآن الكريم: القلب. وهو مطلوب من الجنسين، وموجود عند الجنسين. ولذلك كان القرآن يخاطب القلب الذي هو الجانب الوجداني للعقل.

لا شك ثم لا شك أن تجليات الوجدان عند النساء أعلى من تجلياته عند الرجال. وبمقدار ما تزداد تجليات الوجدان عند المرأة تنقص تجليات الضبط عندها: ضبط اللسان، ضبط العواطف، ضبط السلوك، وضبط الانفعال. هذا هو نقص العقل. وأما نقص الدين فهو نتيجة انفلات المرء من عقال الجانب الذهني.

القاعدة الخامسة: كل من تفلت الوجدان من ضابط العقل، فعقله ودينه ناقص رجلا كان أو امرأة.

القاعدة السادسة: إن زيادة الجانب الوجداني عند المرأة على ما هو عند الرجل هو في الحقيقة كمال للأنوثة، فإذا زاد على الحد المقبول أصبح نقصا، وهذا هو الذي أشار إليه الخديث الشريف.

القاعدة السابعة: للمسألة جانب آخر يتعلق بالتكليف، فالربط بين عدم الصلاة في الدورة والنفاس من جهة، وعدم قضائها بعد انقضائهما، باعتبار أن ذلك نقص في الدين، والربط بين شهادة المرأة في آية الدّيْن من جهة ونقص العقل من جهة أخرى، فذلك في غاية الروعة من البلاغة. ويسمى هذا اللون من البلاغة : جواب الحكيم، بحيث يكون السؤال عن شيء محدد، فتعرض عن بيان الشيء المسؤول عنه إلى ليان وظيفته، كما في قوله تعالى : " يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج ".

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين