حب وكره

الناس في المحبة والكره بين الإسرار والإعلان على أصناف:

١. هناك من يحبك ويعلن ذلك بالقول أو بالفعل.

٢. هناك من يحبك ويكتم ذلك لأسباب تتعلق به أو بك.

٣. هناك من يكرهك ويعلن ذلك بالقول أو بالفعل.

٤. هناك من يكرهك ويكتم ذلك لأسباب تتعلق به أو بك.

والمطلوب منك أن تؤمن بوجود هؤلاء الأصناف الأربعة؛ حتى لا تتفاجئ بصنف تستبعد وجوده .. فتشكر الصنف الأول وتبادله حباً بحب .. وتحاول اكتشاف الصنف الثاني وتشجيعه على الظهور .. وتحاول تحييد الصنف الثالث واجتنابه أو حظره أو تأديبه .. وتحذر من الصنف الرابع وتأخذ احتياطك منه.

ولكن تبقى المشكلة مع الصنف الخامس .. أتدرون من هو؟

إنه الذي يكرهك ويظهر محبتك .. ويبغضك ويجاملك .. ويحسدك ويشهد الله على ما في قلبه من محبة الخير لك .. فهذا لا تدري كيف تعامله .. يكفيك أن تستعين بالله عليه .. وأن تعرفه باختبارات الصداقة بين الحين والآخر .. ولا تملك في الظروف الطبيعية معرفة صدق المحبة بقدر ما تعرفها في الظروف الاستثنائية.

وختاماً: لا تنزع ركن الثقة ولكن كثف من قيمة الحذر .. وإياك أن تأتي الناس ما تكره من أفعالهم وأقوالهم .. وتوقع مفاجآت الزمان ولا تحلف ب(كامل) الإخلاص على إنسان؛ لأنه لابد لحظوظ النفس والهوى من مكان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين