جامع الفاروق عمر بن الخطاب في مدينة أبو كمال منارة علم وحضارة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المتفضل بالإيجاد، المنعم بالإمداد، الذي أفاض على أوليائه معاني الحقائق والعرفان، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

في تلك المدينة الحدودية في أقصى الشرق السوري، المغروزة في الكبد الغربي للعراق من جهة الأنبار، والمتجذرة عشائرياً فيها، والمُطِلَّة على ضفاف نهر الفرات، ذات التاريخ العريق والإباء والشهامة... "مدينة أبو كمال" في محافظة دير الزور السورية، ويبلغ عدد سكان البوكمال ضمن حدودها الإدارية زهاء (350) ألف نسمة أو يزيد... في تلك المدينة تجذرت منارة علم وحضارة ووعي ودعوة وصدارة...

إنه مسجد الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تأسست الدعوة فيه فعلياً أواخر ستينات القرن الماضي حيث الواقع الثقافي آنذاك كان حافلاً بالأفكار الشيوعية والإلحادية، والماركسية والناصرية...بمقابل الأفكار الإسلامية، وبين مد وجزر بين تلك الأفكار كان المسجد يقدم للناس وجهًا من وجوه الدعوة الإسلامية ويستهدف شريحة الشباب والطلبة منهم على وجه الخصوص، فيقوم بتعليمهم مبادئ العقيدة الاسلامية والفقه الإسلامي ويبيّن لهم خطورة الفكر الشيوعي والإلحادي، كما يحذرهم من شطط التطرف الديني، وتطرف الشيوعية والماركسية ليوازن مفهوم الإسلام في فكر الشباب بعيداً عن الفعل ورَدّته...

المنهجية الدعوية العامة:

تميزت الدعوة في مسجد سيدنا عمر رضي الله عنه بأنها جمعت بين العلم والسلوك والفكر الإسلامي التوعوي السليم، ولم تقتصر على واحدة من تلك، وهذه الميزة التي تجعل المسجد من النوادر في المنطقة الشرقية حيث يجمع بين هذه النشاطات الثلاثة...

فكان الطالب أو الشاب الذي يرتاد المسجد سرعان ما يوجهه القائمون عليه الى حضور حلقة علم في العقيدة الإسلامية، وحلقة فقه حنفي أو شافعي، وحلقة تعليم وحفظ للقرآن الكريم، ولا يُستثنى أحدٌ مهما كان مستوى ثقافته من حضور تلك الدروس...

كما قُسِّم المرتادون إلى المسجد إلى عدّة أقسام وكل قسم يتلقَّى التعليم مع أقرانه...

فهناك حلقات لشباب الطلاب الثانوي وما دون، وأخرى للجامعيين، وأخرى للتجار والعمال... ناهيك عن بعض حلقات تعليم قراءة القرآن الكريم للشيوخ الكبار وتعليم الكتابة للأميين...

فلا تجد عاملًا مهما كان مستواه العلمي يجهلُ أحكامَ فقه العبادات والمعاملات...

كما لا تجد مرتادًا للمسجد لا يُتقن قراءة القرآن الكريم بمخارجه وأحكامه...

ولم تكن النساء بمعزِل عن هذه الدعوة، فكان لهنّ حظٌ وافرٌ من التعليم من قِبَل الداعيات وطالبات العلم والدروس العامة في المسجد، وكان للداعية المربية "أم بكر" زوجة الدكتور صديق السيد رمضان حفظها الله تعالى الدور الأبرز في دعوة النساء إلى الله تعالى وتعليمهن مبادئ العبادات من طهارات وغيرها، وتعليمهن حقوق الزوج والتربية وتحبيبهن بلبس الحجاب الشرعي وغطاء الوجه الذي كان مستنكرًا في المجتمع حينذاك... كما كان لكلٍ من الأستاذات الداعيات خريجات كلية الشريعة بجامعة دمشق في تسعينات القرن الماضي: ريم السيد خليل مديرة الثانوية الشرعية للإناث، ومها السيد خليل، ومنتهى العلاو؛ دور بارز في دعوة النساء وتعليمهن، في المسجد والبيوت والمدارس الإعدادية والثانوية للإناث..

مرحلة التأسيس (1968-1986):

إدارة هذا الجهد العلمي والتوجيهي والدعوي تأسس على يد فضيلة أستاذنا الطبيب الداعية المربي الدكتور صديق السيد رمضان حفظه الله تعالى، وبعض إخوانه من العلماء والمدرسين وأبرزهم فضيلة الداعية الشيخ أبي علي ناصر الرجيب رحمه الله تعالى، والشيخ أبي سعد توفيق السلمان رحمه الله تعالى، وكان خطيباً للمسجد مدة طويلة، وكان المسجد قبل ذلك منذ بنائه عام (1964م) تحت إدارة فضيلة الزاهد العابد الملا صالح العبيد المشهداني رحمه الله تعالى، إمامةً وخطابةً وتدريساً، وله الفضلُ على أهل البلد في تعليم الأطفال القرآنَ الكريم، ومبادئَ القراءة والكتابة على طريقة الكتاتيب القديمة والجزء الرشيدي...إلى قبل وفاته بسنتين تقريبا، حيث توفي في 27/6 من عام (1989م) رحمه الله رحمة واسعة.

  • الدكتور صديق السيد رمضان الحسيني: 

هو الدكتور صديق صقار سيد رمضان العز الدين الحسيني من مواليد (1943م)، درس الطب البشري في جامعة دمشق وتخرج فيها سنة (1971م)، وحائز على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام الأوزاعي في بيروت، وتلقى العلم عن أكابر علماء الشام آنذاك ومن أبرز من أخذ عنهم: الشيخ العلامة عبد الكريم الرفاعي رحمه الله وكان يرتاد دروسه، وعلامة الشام الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى وكان يرتاد دروسه، وسيدي العارف بالله تعالى الشيخ عبد القادر عيسى الحلبي وسلك على يديه وبه تخرّج، والشيخ العلامة إبراهيم اليعقوبي الحسني، وقرّظ له على كتابه "الذكر والذاكرون"، والشيخ العلامة فقيه حمص الشيخ أحمد الكعكة وله منه إجازات علمية، وفضيلة الشيخ إسماعيل المجذوب حفظه الله تعالى وأفاد منه كثيرا مدة إقامته في البوكمال، وفضيلة المحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله، والشيخ الدكتور الملا حسين العلي الأزهري، وغيرهم...

وله عدة أبحاث أبرزها:

- الخنثى بين الشريعة والقانون.

- الطب الوقائي في الكتاب والسنة.

- التحوّل والتحويل في الفقه الإسلامي.

- الذكر والذاكرون -مطبوع-.

- الدعوة والدعاة في البوكمال منذ عصر الاستقلال.

وكان للدكتور صديق حفظه الله تعالى مساهمات ونشاطات دعوية وإصلاحية عديدة فهو من أبرز مؤسسي الجمعية الخيرية في مدينة البوكمال، وهي أول جمعية خيرية في المدينة، كما شارك بتأسيس أول مشفى خيري في المدينة وهي مشفى عائشة الخيري رضي الله عنها...

فتأسست الدعوة بعد سنة 1968م على يد الدكتور صديق حفظه الله تعالى ومجموعة من إخوانه الدعاة وطلبة العلم.

وامتدت فترة التأسيس هذه من أواخر الستينات إلى منتصف الثمانينات، وأبرز ما تميزت به الدعوة في هذه المرحلة هو الاهتمام بعقيدة الشباب المسلم، ونقض عقائد الشيوعية والأفكار الهدامة والإلحاد، وتعليم الناس مبادئ الفقه وتصحيح العبادات حيث كان الجهل بالعلم الشرعي يخيّم على غالب الناس في تلك المناطق...

وكان نشطاء الشيوعية والبعثيين وعامة الإسلاميين يتنافسون في اصطياد الشباب من المدارس، وكانت النقاشات الفكرية بين الشباب في أوجها...

أبرز العلماء الذين كان لهم أثر في النشاط الدعوي للمسجد في تلك الفترة:

- فضيلة العارف بالله تعالى الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله: حيث قدم إلى البوكمال في سبعينات القرن الماضي وأقام فيها وفي بعض المدن الشرقية مدةً، وإليه بعد الله تعالى يعود فضل هذا النشاط الدعوي والصحوة الدينية في مدينة البوكمال خاصة ومحافضة دير الزور عامة، لما كان يوليه من اهتمام بالعلم وطلبة العلم، ويحرّض مريديه على الدعوة والإصلاح في هذه المنطقة التي كان يخيم عليها الجهل والعادات الموروثة، فأحدث الشيخ عبد القادر صحوة ونهضة علمية غير مسبوقة من خلال مريديه في هذه المنطقة التي وزارها وجَالَ في أريافها ومدنها مدة خمسة عشر يوماً أو تزيد..

- فضيلة العلامة الشيخ محمد بشير الشقفة الحموي: حيث ابتُعث في هذه الفترة مدرساً إلى مدينة البوكمال وما حولها، فكان له دور بارز في الدعوة وتأسيس نشاط المسجد من خلال توجيه وتعليم وتأسيس طلاب المسجد والقائمين عليه.

- فضيلة العلامة الشيخ إسماعيل المجذوب الحمصي: حيث ابتعث مدرساً كذلك إلى البوكمال، وكان له دور أساس في تأسيس وتعليم طلاب المسجد والقائمين عليه.

- فضيلة الشيخ أنس المراد الحموي: حيث ابتعث مدرساً كذلك إلى البوكمال، وكان له دور أساس في تأسيس وتعليم طلاب المسجد والقائمين عليه.

مرحلة الدعوة العامة (1987-2013م):

ثم بعد ذلك جاءت دعامة أخرى من دعائم المسجد، وعَلَمٌ من أعلامه وهو فضيلة شيخنا العلامة الفَرَضِي المربي الشيخ شهير السيد رمضان حفظه الله تعالى، فاستلم زمام الدعوة والإرشاد في المسجد والمدينة بشكل عام...

  • الشيخ شهير السيد رمضان الحسيني:

والشيخ شهير من مواليد (أبو كمال) (1957م)، انتسب إلى كلية الهندسة البتروكيميائية في حمص سنة (1978م)، غير أن شغفه للعلم الشرعي وحبه للعلماء دفعه إلى ترك الجامعة في السنة الثانية منها مغادراً إلى المدينة المنورة حيث انتسب إلى كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، وتخرج فيها سنة (1985م)، ومن أبرز المشايخ الذين أخذ عنهم: فضيلة الشيخ العارف بالله تعالى عبد القادر عيسى رحمه الله، حيث سلك على يديه وصحبه في سورية والمدينة عندما هاجر الشيخ إليها، وبه تخرّج، والشيخ العلامة أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى، وأصبح وكيله في الطريق في مدينة أبو كمال، والشيخ عدنان السقا حيث صحبه مدة إقامته في حمص، والشيخ العلامة المنتصر الكتاني، والشيخ العلامة سالم عطية، والشيخ سعد الدين مراد، والشيخ العلامة أحمد القلاش، والشيخ العلامة عبد العزيز عيون السود رحمهم الله تعالى...

وللشيخ عدة مصنفات أبرزها:

- تعدد الزوجات في الإسلام وردّ الشبهات.

- مختصر سيرة ابن هشام.

- الحياة الروحية عند الصحابة الكرام.

وامتازت هذه المرحلة بالنشاط الدعوي العلمي العام حتى بلغت غالب الأرياف والقرى...

وفَور قدوم الشيخ شهير من المدينة المنورة إلى البو كمال أواخر سنة (1986م) تسلّم إدارة مسجد سيدنا عمر بن الخطاب إمامة وخطابة ومن أبرز أعمال الشيخ فور قدومه إلى بلده:

- بدأ بتأسيس معهد رسمي لتحفيظ كتاب الله تعالى.. فأقبل الأطفال والشباب والطلاب والرجال والنساء إلى المعهد أفواجاً حتى زاد عدد الحفاظ لكتاب الله تعالى من طلاب المسجد على خمسة وعشرين حافظاً..

- شارك بتأسيس أول ثانوية شرعية في المدينة سنة (1990م) وعُين مديراً لها، وخرّجَت العشرات من طلاب العلم الشرعي...

- عُيِّنَ الشيخ خبيراً للمواريث بمحكمة البوكمال منذ عام 1996م.

- عمل على بناء المساجد في المدينة وريفها فشارك وأشرف على بناء العشرات من المساجد، وترميم العديد منها.

- قام بإرسال طلاب العلم إلى الأرياف للدعوة والخطابة في المساجد فكان له الدور البارز في نشر العلم الشرعي والوعي في أرياف المدينة.

- إقامة ختمة للقرآن الكريم في صلاة التراويح من كل عام بإمامة فضيلة المقرئ الدكتور نبيل السيد رمضان، وهي الختمة الوحيدة في المدينة وما حولها.

- ساهم الدكتور صديق والشيخ شهير في إلغاء العديد من البدع والخرافات والأوهام المغلوطة والعادات السيئة المنتشرة والمتفشية في المجتمع، كما ساهما في ترسيخ العديد من العادات والسنن الحسنة في المدينة ومن أبرز ذلك:

- إلغاء توزيع الضيافات الفاخرة في التعازي حيث كان الناس يتباهون في ذلك، وإلزامهم بسُنن الهدى في الأفراح والأتراح.

- إحياء سنة الاعتكاف في المسجد في رمضان من كل عام.

- إلغاء التغالي بالمهور، والعمل على تخفيفها.

- تحبيب الناس بالعلم الشرعي.

- تحبيب النساء بالحجاب الشرعي الكامل وغطاء الوجه حيث كان مستنكراً.

- إلغاء عادة جلوس النساء والرجال أمام أبواب البيوت في بعض الأحياء في المدينة.

- إلغاء زيارة ما يسمى بـ "قبة علي"، وهو مكان وهمي لا تاريخ ولا سند له، وهي أرض مهجورة يقال إن سيدنا علي حين ذهابه إلى العراق برك فيها، ولا يثبت شيء من ذلك ألبتة، فكان الناس يذهبون إلى هناك ويأخذون طعامهم وشرابهم، فلم تعد بفضل الله وبجهودهم هذه العادة موجدة أبداً.

- التحذير من كتابة الحجب، والرقى غير الشرعية، واتخاذها مهنة.

- التحذير من مراجعة السحرة والمشعوذين.

- المنع من عادة تشغيل المسجلة بتلاوة القرآن الكريم في التعازي عبر مكبرات الصوت لمدة ثلاثة أيام متواصلة.

- المنع من عادة بناء الرخام على القبور.

- المنع من عادة الندب والصراخ من قبل النساء في التعازي.

- المنع من عادة تعليق الصُّور لا سيما صور الأجداد والآباء في البيوت.

- المنع من عادة بيع الذهب بالدين حيث لم يكن الناس آنذاك يعلمون حرمتها لعدم وجود العلماء في ذلك الوقت.

- المنع من العديد من الألفاظ الكفرية التي اعتاد الناس استعمالها والنطق بها.

- إلغاء عادة كشف العورات في لعبة كرة القدم والسباحة.

المنهج الدعوي في هذه المرحلة:

تميزت هذه المرحلة بدعوة الناس إلى العلم والتربية، فبدأ اهتمام الشيخ شهير بطلبة المدارس الثانوية وأولاهم اهتماماً بالغاً، وحرّضهم على دراسة العلم الشرعي، وحببهم فيه، فانتخب ثلة من أفضل طلابه لدراسة العلم الشرعي في دمشق، وأبرزهم: الشيخ رفعت السحاب؛ وكان له الدور الأبرز في دعوة الشباب وطلاب المدارس وتأهيلهم، بما أكرمه الله تعالى به من شخصية دعوية مؤثرة، وبسطة في العلم، فنبغ من طلابه العديد من المتميزين في شتى العلوم، والشيخ القارئ عبد الإله الصالح، والشيخ عبد الواحد المحيمد، والشيخ محمود الغصبي، والشيخ محمود العلاو، والشيخ رمضان السيد كريم، والشيخ فيصل المنفي، والشيخ كسار الحباشات، والشيخ بركات الكبع... وهؤلاء المشايخ مع كونهم يشكلون الكادر التدريسي المؤسس في المسجد، غير أن لهم نشاطا في الدعوة وكانوا أئمة وخطباء ومدرسين في المدارس العامة... وهناك العديد من المشايخ لا يسمح المقام بذكرهم...

وكان الشيخ مع طلبة العلم قد تسلَّموا غالب مساجد ومدارس المدينة إمامة وخطابة وتدريساً... فانتشر العلم وكثر ارتياد المسجد من الشباب والطلاب وكَثُرت حلقات العلم الشرعي في المسجد فكان طلاب المسجد من أوائل الطلاب في المدارس الثانوية والعامة...

وإضافة إلى هذا البرنامج العلمي كان هناك درس أسبوعي عام لفضيلة الدكتور صديق السيد رمضان حفظه الله تعالى، وهذا الدرس كان وجبة علمية وروحية ثمينة يتخللها توجيهات تثري فكر الشباب، وتزيد وعيهم تجاه قضايا أمتهم، وتنير فكر المستمع وتوقظه، وتعرّفه بقيمة شخصية المسلم ومكانة عقيدته مقارنة بأديان وأفكار أعداء الإسلام...

كما أن هناك دروساً تخص طلاب العلم فيما بينهم قرأوا فيها أمهات كتب الفقه والعقيدة والحديث والأصول والتزكية...

وأنتج هذا المسجد المبارك ممن تخرج فيه:

-ما يزيد على أربعين طالب علم أصبحوا دعاة وأئمة وخطباء في مدينة البوكمال وريفها، ومدرسين في المدارس والجامعات، ومصنِّفين وكتَّاباً ومصلِحين، وبعضهم حصل على الدكتوراه في الفقه والأصول والحديث، وأبرز الدكاترة في العلم الشرعي من طلاب المسجد: الدكتور نمر السيد مصطفى؛ تخصص أصول الفقه، والدكتور رياض منسي العيسى؛ تخصص الحديث الشريف، والدكتور أحمد السيد مصطفى؛ تخصص الحديث الشريف، والدكتور محمد الوردي؛ تخصص الفقه وأصوله...

-ما يزيد على خمسة وعشرين حافظا لكتاب الله تعالى بعضهم مجاز برواية حفص عن عاصم: كالدكتور نبيل السيد رمضان ويقيم ختمة في صلاة التراويح في المسجد نفسه منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، والشيخ المقرئ أيمن حردان الرجب، والشيخ المقرئ عبيد الدبس، والشيخ المقرئ سامر الدبس، والمقرئ الشاب محمد سعد النحاس، وغيرهم، وبينهم مجازون بالقراءات العشر كالشيخ المقرئ عبد الإله الصبري، والشيخ المقرئ محمد ربيع السيد مصطفى...

-ما يزيد على عشرين طبيباً تخرج من جامعات الطب من شباب المسجد.

- ما يزيد على ثلاثين مهندساً ومدرساً وجامعياً...

وبعدُ، فهذه نبذة تعريفية موجزة عن نشاط هذا الصرح العلمي التربوي العظيم، في بلدٍ ومنطقة كان يُراد لها أن تبقى منعزلة عن العلم والتعليم والوعي، رازخة تحت وطأة الجهل والعادات العشائرية الموروثة...غير أن أهل العلم المخلصين كانوا هداة مهديين، ومنارة تضيء للناس طريق الخير والنجاة، في ظرفٍ صعبٍ محاط بالأشواك والمخاطر...

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ الدعاة المهديين، وأن يغفر لمشايخنا ولمن علمنا، ولأصحاب الحقوق علينا، وأن يفرج عنّا وعن جميع المسلمين إنه خير مسؤول وأكرم مأمول، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين