لقد هرمنا

أشهد أن نبيّ الله نوح عليه السلام من أولي العزم

لقد مكث في قومه ٩٥٠ سنة يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهم في طغيانهم يعمهون

أما أنا فلي منذ أسبوع أدعو بعض من أتوخّى بهم الخير

لتشكيل ما يسمّى ( مجلس شورى) حيث يقوم هذا المجلس

على رعاية حقوق سكّان قريتنا

والحفاظ على مصالحهم

ومازلت أبحث عن رجال

يؤمنون (بأنّ يد الله مع الجماعة

وإنما يأكل الذئب النعجة القاصية)

لقد أعياني البحث عن الرجال

نعم

لقد حلّ بسيدنا نوح عليه السلام ماحلّ

من تعب ونصب وجهد ومشقة

خلال ٩٥٠ سنة من الدعوة إلى الله تعالى ولم تفتر له عزيمة

وحينما أعياه كفرهم وعنادهم

دعا عليهم دعوة فحلّ عليهم عذاب الله وماتوا غرقاً

وهنا أيضاً لن أنسى جهاد سيدنا محمد صلوات ربّي وسلامه عليه

ومعاناته في تبليغ ما أوكل إليه

وهي( رسالة الإسلام)

لقد عانى كثيراً في محاورة ومقارعة أجلاف قلوبهم أقسى من الصخر الصلد

ومع ذلك لم تفتر له عزيمة

طوال فترة زمنية مدتها ٢٣سنة

وأنا أشهد بأنّ نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم من أولي العزم

وأما حال رجالنا اليوم إن صحت التسمية

فهم في وهن شديد

لا يعرفون من عزائهم سوى الراحة والقناعة بما هم عليه من بؤس وشقاء

فتجد أحدهم لم يبلغ الخمسين من عمره

وقد أخلد إلى الأرض

واكتفى بالخبز والتبغ والشاي

وقال مخاطباً سمّاره:( لقد هرمنا)

ألم يعلم بأنّ سيدنا عبد الله بن الزبير

حينما حوصر من قبل الحجاج

في مكة المكرّمة وكان عمره يومئذ(٨٤ سنة)

وحينماكان يهجم ( بمفرده)على جيش عدوه

يشق صفوفهم ويشتت شملهم

وكذلك كان البطل عمر المختار

وهو ابن الثمانين يقود المعارك

ضد المستعمر الإيطالي

أما نحن فلا يزال كلامنا

في كلّ محفل وفي كلّ مناسبة

( لقد هرمنا)

وختاماً:(لقد هان كلّ الرجال

وصارت جميع الأمور لدينا هواء)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين