قصةُ آيه (وسر النَّجاح)

 

سر النَّجاح في الدنيا والآخره خلاصته في هذه الأية الكريمه قال تعالى:(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) سورة القصص

فإذا انطلقنا بها.وتتبعنا آثارها سنجد الخير الكثير.وتلك هي الحكمه التي كتبها الله في قلب من يجب (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه)

قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) نزلت في قارون وكل من على شاكلته، ورد في الطبري يقولون:( لا تبغ يا قارون على قومك بكثرة مالك،والتمس فيما آتاك الله من الأموال خيرات الآخرة، بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا) ا.هـــ

- لتكن أعيننا وقلوبنا على الحياة الباقيه دار الخلود (الجنة) ولنتتبع سبل الوصول إليها،وليس معنى ذلك أن نترك الدنيا لغيرنا لا فما فعل ذلك سلفنا ذلك،كما هو حادث الآن حتى أصبحنا عالة على الأمم!!فالدنيا حلوة خضرة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء) رواه مسلم

إن تحقيق مفهوم العباده الحقيقي الكامل الشامل يكمن في (عمارة الأرض بطاعة الله) لذلك خلقنا الله. فهل خلقنا لمجرد العبادة الشعائريه المحضه؟ لو كان كذلك فما الجديد الذي يضيفه الإنسان ليحقق الاستخلاف في الأرض، فلله خلق كثير كالملائكه الكرام(لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)والسموات والأراضين وغيرهم منذ بدء الخليقه وحتى قيام الساعه هم في تسبيح وتهليل واستغفار، فلماذا خلقنا اذاً؟ خلقنا الله ليبلونا أينا أحسن عملا وحَمَلْنا الأمانه ومعناها(أيها الإنسان إن أحسنت جُزيت وإن أسأت عوقبت) فحملها الإنسان!!

- ثم جاءت بعد (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) (ولا تنس نصيبك من الدنيا)ليتحقق التوازن في الحياة و(قاعدة الأزواج) ذلك الناموس الذي قام عليه الكون، ورد في(الطبري) حدثنا يونس, قال:أخبرنا ابن وهب،قال: قال ابن زيد, في قوله:( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) قال:لا تنس أن تقدم من دنياك لآخرتك، فإنما تجد في آخرتك ما قدمت في الدنيا، فيما رزقك الله) ا.هـــــ

فلنأخذ نصيبنا من الدنيا بكل طاقتنا ونعمل فيها بما ينجينا غدا من عقاب الله.ولا نلهث خلفها، فقط(لتكن في يدنا لا في قلوبنا)وذلك برضا الله دون ظُلم لأحد، ونسع على قدر وسعنا ونلتمس الرزق الحلال ونبحث ونتعلم ونتوكل على خالقنا. فمن كانت الدنيا في قلبه لهث وراءها ولن يشبع، بل يظل طمعانا متوحشا بخيلا، ومن كانت في يده بذل وأنفق واعطى واتقى، وأتته الدنيا راغمه تلهث وراءه وهو يطرحها، تعطيه فينفق هنا ويعطي هناك،

- ثم جاءت ( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) أن تُحْسِنَ في آداءك بما لديك من طاقه على قدر الوسع وبما أعطاك الله في الدنيا وتُحَسِّنَ لمن حولك كما أحسن الله اليك بنعمه وهدايته وفضله بالبحث عما يُسعد الناس عن سبل هدايتهم وكفالتهم، فحبهم هو حبك لنفسك، فالجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان ، وقد سئل أحدهم من أسعدُ الناس؟ فقال من أسعدَ الناس!

- ثم جاءت بعد(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)(ولا تبغ الفساد في الأرض) ورد في الطبري معناها (لا تلتمس ما حرّم الله عليك من البغي على قومك.(إِن الله لا يحب المفسدين) يقول:إن الله لا يحبّ بغاة البغي والمعاصي).

- لا نبغ الفساد في الأرض،فلا نفسد في دائرتنا المحيطه بنا ، ابتغاء مال أو جاه أوشهره وتلك طامَّه! لكنَّ الطامَّة الكبرى!أن يركن أحدنا الى المفسدين كما هو حادث الآن فلا يأتيه منهم إلا لعاعه لا تكفي جناح بعوضه .ولا ينال منهم ما كان يرجوه ،لا دينا ولا آخره فخسر دينه ودنياه .بل نال مقت الله وسخطه وذلك هوالخسران المبين .

قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) تلك هي خلاصة الحياه وسر النجاح في الدنيا والآخره. لنطمأن فلن يأتينا إلا ما قسم الله لنا(ومن يؤمن بالله يهد قلبه)

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين