هويتنا مصدر عزنا

الهوية بضم الهاء وهي البطاقة الشخصية التي يحملها كل انسان ، وفيها المحددات الخاصة به والتي تميزه عن غيره : اسمه الثلاثي ، اسم والده، واسم والدته، وتاريخ ميلاده، ومكان الميلاد،فصيلة الدم ، رقم السجل المدني ، العلامات الفارقة (شامة في صدغه الايمن ، اصلع...)،دينه الخ ...، ويمكن ان نسميها البصمة فكل انسان له بصمته الخاصة به ، فسبحان الخالق المبدع .

الحاصل أن لكل انسان هويته ، يتميز بها عن الاخرين ، ويتعرف عليه الناس من خلالها . 

واذا تجاوزنا هويات الافراد فسنجد انفسنا امام مشهد آخر أوسع فلكل أمة هويتها ، ولكل حضارة هويتها، بل لكل عرق هويته ، ولأتباع كل دين هويتهم .

فماذا عن هوية المسلم ؟ وان شئت قل هوية الامة المسلمة ؟.

لقد أكرم الله تعالى هذه الامة بمحددات خصها بها وتميزت بها عن غيرها عن الامم الأخرى .

ومن ذلك :

انها تؤمن بالله وحده لاشريك له 

ان الله أكرمها باتباع المصطفى عليه السلام.

آمنت بجميع الانبياء والرسل قبل نبينا محمد.صلى الله عليه وسلم .

انها تؤمن بالقران كتاب هداية وتشريع ومنهاج حياة متكامل .

انها تعظم سنة النبي (أقواله وافعاله وتقريراته)وتسير وفق هديها .

ان الله تعالى كلفها بفروض هي من اساسيات الدين : الصلاة ، والصوم ، والزكاة والحج.

ان من اصول عقيدة هذه الامة : الايمان باليوم الاخر ، وان هذه الحياة الدنيا هي دار عمل واستعداد، وان الاخرة هي دار الجزاء والبقاء .

وان الاسلام قد اباح للمسلم اشياء كثيرة وحرم عليه أشياء في مأكله، ومشربه ،ولباسه ، بل وتعامله مع الاخرين ، فهو يسير في طريق واضحة المعالم : الحلال بين والحرام بين ، ونهاية الطريقين ايضا واضحة في الاخرة إما الى الجنة وإما الى النار .

اضف الى ذلك الحضارة الاسلامية وما قدمته للبشرية من عناصر النهضة واسباب التقدم البشري .

وايضا خص الله تعالى هذه الامة المسلمة باللغة العربية لغة القرإن ولغة اهل الجنة وهي ليست وسيلة تواصل بين الناس فحسب بل هي وعاء فكري وثقافي لهذه الامة، وهي تختلف عن اللغات الاخرى التي هي آية من آيات الله .

إلى غير ذلك 

هذه الاساسيات (أو البصمة المميزة) في محددات هوية المسلم والتي تميزه عن غيره من اصحاب الهويات الاخرى بين بني الانسان عبر التاريخ .

هذه الهوية هي مصدر عزة المسلم وهو يتأمل تخبط البشرية وانحرافاتها قديما وحديثا ذات اليمين وذات الشمال ، والحق عز وجل يقول للمسلم (الملتزم بهذه الهوية) "إنك على الحق المبين " سورة النمل/ ٧٩

وإنك تحمل هذه الرسالة للعالمين ، وهي نفس الرسالة التي جاء بها سيد المرسلين " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "الانبياء /١٠٧

عندما يفقد المسلم هويته:

تعالوا نتأمل الحالة التي يكون عليها المسلم ، او الشعوب المسلمة عندما تجهل هويتها أو تتجاهلها،

ان المسلم عندما لا يصدر عن هويته التى خصه الله بها فانه يفقد البوصلة التي يسترشد بها معالم الطريق ، وعندئذ يلتفت ههنا أو هناك ليستكمل عناصر هويته،فتراه يجري وراء اصحاب المذاهب والثقافات والانماط الاجتماعية لدى الاخرين من الغرب والشرق يتسول على ابوابهم ، وقد بهرته حضارتهم المادية ، وقوتهم العسكرية ظنا منه انهم على حق ، وانهم جديرون بالتقليد والمتابعة.

ان جري الشباب المسلم وراء نمط الحرية الغربية والليبرالية، والاخلاق الغربية ، وعاداتهم وتقاليدهم ..الخ والمباهاة في ذلك هو دليل على ضياع الهوية وفقدان البوصلة لذلك فهو يبحث عن هوية اخرى اوبوصلة عند الاخرين بعد أن ضل الطريق ، وهذا لعمري هو الخسران المبين .

" أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" سورة الملك /٢٢ ؟؟؟؟؟

ولله الامر من قبل ومن بعد .......

والسلام عليكم ورحمة الله

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين