التوبة .. الملاذ الآمن 

‏(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾(سورة الزمر)

ما أقسى أن تحرمك كثرة ذنوبك من توبة تطهر بها قلبك من دنس عيوبك !، فتعجز عن تحطيم قيودك، وتيأس من كثرة نقضك لوعودك ؛ فتسمع نداء مولاك البر الرحيم الكريم يدعوك للتوبة ويغريك بالمغفرة ؛ فتهب عليك نسمات الأمل لتبدد ظلمات الوحشة واليأس فتعود إليك الحياة من جديد وتهب على قلبك رياح الأنس والسكينة والاطمئنان بعد طول غياب وحرمان..

وفي الآية عدة فوائد :

1- (يَا عِبَادِيَ) ..

وكلما أثقلتني الذنوب والسيئات ، دعتني عبوديتي إلى الفرار إلى الله عبر بوابة الندم والتوبة والإنابة .

2- (أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ)..

يا من لوث نفسه بالموبقات ، ووضعها في مستنقع الشهوات ، وحفها بالمعاصي والملذات، فأحس بالذنوب والآثام وكأنها جبل يطبق علي صدره ، فوسوس له الشيطان بأنه لا أمل في العودة ، فاستبد به اليأس وأحاطت به الهموم،(أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ) (القصص 31)

3-(لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ) ..

حطم قيودك ، وانسف يأسك ، وانتصر على شيطانك ، وجدد أمالك ، وبدد أحزانك ، واغترف من ينابيع الرحمة الإلهية

ما يمنحك صفاء الروح ونقاء القلب .

4-(إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) ..

مهما تكن بشاعتها وشناعتها ، مهما أوهمك الشيطان بأن بينك وبين التوبة أمدا بعيدا ، مهما تكررت الهفوات وتتابعت الزلات ، مهما قسى قلبك وجفت روحك ، فالباب مفتوح ، والكرم الرباني يغدو ويروح ، والتوبة تشفى الجروح .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين