من هم الشهداءُ على الناس؟ ومَن يَشهد لهم بأنهم مؤهّلون للشهادة؟

خاطب ، تعالى ، المؤمنين ، أتباع محمّد ، قائلاً :

(وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناس ويكون الرسولُ عليكم شهيداً) .

وقال ، تعالى :

(هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملّة إبيكم إبراهيمَ هو سمّاكم المسلمين مِن قبلُ وفي هذا ليكونَ الرسولُ شهيداً عليكم وتكونوا شهداءَ على الناس .. ).

يقول علماء التفسير، في ذلك :

قال رسول الله ، في ذلك : يجيء النبيّ ، يوم القيامة ، ومعه الرجل والرجلان ، وأكثر من ذلك، فيُدعى قومُه ، فيقال لهم : هل بلّغكم هذا ؟ فيقولون: لا ! فيقال له :هل بلّغتَ قومك ؟ فيقول: نعم، فيقال له : مَن يشهد لك ؟ فيقول : محمّد وأمّته ! فيُدعى بمحمّد وأمّته ، فيقال لهم : هل بلّغ هذا قومَه ؟ فيقولون : نعم ! فيقال : وما علمكم ؟ فيقولون : جاءنا نبيّنا ، فأخبرَنا أنّ الرسلَ قد بلّغوا!

فذلك قوله ، عزّ وجلّ : وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً ، (قال : عدلاً) ، لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسولُ عليكم شهيداً !

وتبقى الأسئلة الهامّة ، مطروحة على العقلاء :

مَن يشهد على الأمم ، من أمّة محمّد ، أو المحسوبين عليها :

هل المنافقون ، الذين تظاهروا بالإسلام ، وأبطنوا الكفر.. ممّن يَقبل الله شهادتهم ، على الأمم؟

وهل الذين لايعرفون القرآن ، ولا يطّلعون على كلمة فيه ، من المحسوبين على أمّة محمّد .. هل هم ممّن يشهدون ،على الأمم السابقة، التي كذبت أنبياءها ؟

وهل الذين يُنسَبون ، إلى أمّة محمّد ، وهم أعدى عليها من الشياطين .. هل هؤلاء ممّن تُقبل شهادتهم ، على الأمم السابقة ؟

وهل الذين يكذّبون دعوة محمّد ، بأقوالهم أو أفعالهم ، وهم محسوبون من أمّته .. هل هؤلاء

ممّن تُقبل شهادتهم ، على الأمم السابقة ؛ بأنها كات تكذّب أنبياءها ؟

وهل المحسوبون على أمّة محمّد ، ممّن انبهروا بحضارات الآخرين ، وباتو ا يسابقونهم ، في اقتراف المنكرات .. هل هؤلاء ممّن يَشهدون ، على الأمم السابقة ، التي كذّبت أنبياءها ؟

وهل الذين يأكلون أموال الناس ، بالباطل ، ويحلفون الأيمان الكاذبة ، على ذلك ، ويشهدون الزور، ويموتون على ذلك .. هل هم ممّن يزكّيهم النبيّ محمّد ، يوم القيامة ، وهو الشهيد عليهم.. ويشهد لهم ، بأنهم مؤهّلون للشهادة ، على الأمم وأنبيائها؟ 

أهؤلاء المذكورون ، جميعاً ، وأمثالهم : يشهد لهم محمّد ، بأنهم ممّن تُقبل شهاداتهم ، على الأمم السابقة ، التي كذّبت أنبياءها .. أم هم قرّاء القرآن ، الذين عرفوا ماجاء فيه ، من أخبار الأمم السابقة وأنبيائها ، والذين هم ، ممّن يَشهد لهم نبيّهم محمّد: بالصدق والتقوى ، والأمانة والعدالة، واجتناب شهادة الزور؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين