السفينة الأشهر

أشهر سفينة في التاريخ سفينة نوح عليه السلام ، التي صنعها وحمل بها المؤمنين به ، ونجوا بها وعليها ، وهلك القوم الكافرون .....

ماذا لو أن الله أنزل السفينة له من السماء ، كما أنزل المائدة على قوم عيسى من السماء ؟؟؟

لو فعل لكانت آية ، غير أن صنع نوح للسفينة تضمن انسجاماً مع سنن الله في الكون ....

تشير كتب التاريخ بأن صنع نوح للسفينة استغرق من ثمانين عاما الى مائة عام ...

لقد زرع الأشجار وسقاها حتى نمت وربت ، ثم قطع سوقها ، وجعل يصنع السفينة العملاقة بوسائل بدائية ، معلناً للجميع أنها مركب النجاة ...

(ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) ...غير أن يقينه بالله وتوكله عليه جعله يقول : ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )....

لقد أمر الله نوحا بصنع سفينة النجاة وصبر عليها قرابة مائة عام ، وفار التنور وحدث الطوفان ...

ونحن الإسلاميين مطالبون اليوم بصنع سفينة النجاة لأمتنا ..

لن ينقذ أمتنا معجزة الهية ولا عجيبة ربانية ...لن ينقذها إلا سفينة نصنعها نحن بأيدينا كما أمر الله وكما يحب ..

سيطول زمن البناء ..وربما تجاوز زمن صنع نوح لسفينته ، لأن سفينتنا أوسع وأكبر وأضخم ، فالمؤمنون الذين سيركبونها عدد جم وافر غفير ...

سيسخرون منا ونحن نصنعها وينعتوننا بأقذع الأوصاف ، لكن بناء السفينة سيستمر ... لأننا موعودون متى أحكمنا السفينة بالنجاة (وكذلك ننجي المؤمنين ) ....

وموعودون ببلوغ الإسلام ما بلغ الليل والنهار ...

ومبشَّرون بأن الإسلام سيعم الأرض ..

ومن أصدق من الله قيلا ومن رسوله حديثا ....

وكل لحظة نقضيها في غير بناء السفينة ، فإنها تؤخر ساعة النصر وزمن الفخر وبزوغ الفجر ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين