نصائح للشباب فقط(1)

أيها الشباب بادروا بتعويد النفس على العبادة والتبتل ليكبر ذلك معكم كلما كبرتم وليتطور ويحسن كلما نضجت تجربتكم وكملت عقولكم واعلموا أن في التسويف مخاطر كثيرة ؛

1_ يعرض للفوات{ وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت }

2 _ صعوبة التدارك وعسر التلافي وإن قدر فسيكون التأخر مؤثرا في التطور ومضعف له وحائل دون بلوغ الكمال فإن الإنسان كلما كبر كبرت معه مساوئ أخلاقه وصعب عليه التخلص منها وتزدحم عليه الموانع والآفات التي تمليها المسؤوليات والواجبات العامة والخاصة وقد يجد نفسه غريقا في بحر لا شاطئ له أو أسيرا في أغلال من الأوهام الاجتماعية يتصورها مصالح وهي مضار أو منافع وهي مفاسد و من أحسن أحواله أن يدرك أنها أوهام ويعجز عن التخلص منها

ألا فلتنهضوا ما دمتم خفافا قبل أن تثاقلوا إلى أرض الزوج والبنين والوظيفة والمسؤولية والمركز الاجتماعي والتعلق بالمكانة والمنزلة والجاه

فوالله إنها لقيود قيدت الكثيرين وتركتهم صرعى لا حراك لقلوبهم ولا لضمائرهم يرون أنفسهم إلى الآخرة يسارعون وهم على الدنيا يصارعون وعاقلهم من أشفق على نفسه من سوء الخاتمة وغافلهم لا يرجى له كشف الغطاء إلا بموت طالب وأجل آزف ولات حين مناص

{ لقد كنت في غفلة من هذا من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }

مالم يتداركه الله بمغفرة منه ورحمة

سلوا الكهول يحدثوكم عن انصرام الأعمار وتفلت الأيام وانكماش السنين وكذب الأماني وغرور وطيش الشباب

ألا إن خواتم رمضان فرصة لقرارات جوهرية يتخذها العاقل منكم على نفسه يتدارك بها نقصا ويطور بها كمالا ويحولها إلى السعي لتغيير يتلخص في توبة من ضياع الوقت وضعف الهمة وظلمة القلب ووهن الإرادة وكسل الجوارح

ثم تحديد برنامج عملي هادف وواقعي يطور النفس ويخدم الأمة ابتغاء مرضاة الله والدرجة عنده

{ إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا }

{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

واسمعوا الناصح الأمين محمدا صلى الله عليه وسلم يصدقكم ويهديكم الوسائل لذلك ؛

" احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز "

" احفظ الله يحفظك "

" تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة "

تداركنا الله وإياكم برحمة منه وفضل

لعلها تتواصل إن شاء الله،،،،،،

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين