الحقيقة غير ذلك

يظن البعض أن الغرب لا يتفوق علينا إلا في التقدم التقني والصناعي ، وينكر تفوقه في الميادين الأخرى . ولكن الله علمنا ان نقول الحق ولو كان مُرّا ، كما علمنا أن لا يمنعنا بغض قوم وشنآنهم من إنصافهم ....

والحقيقة مخالفة لهذا الظن ...

ماذا لو أخبرتك أن الغرب متفوق علينا في التبرعات للأعمال الخيرية وساحات التطوّع وبذل المعروف ؟؟!!.

وتفوّقُهم في هذا الميدان ، هو مرافق لامتيازهم علينا في التقدم التكنولوجي ..

هم لا يملكون المحفزات التي نملكها وليس عندهم آيات ولا أحاديث ترشدهم الى عمل الخير كما هو عندنا ..ولا يوجد عندهم ركن إسلامي ركين يسمى الزكاة ، ولكن السياسات المرسومة عندهم ، جعلت مدّ اليد بالخير للآخرين ، جزءا من نشاطهم الطلابي المدرسي الجامعي ، وجزءا من عمل الموظفين تحت عنوان < خدمة اجتماعية >بل جعلوا من العقوبات للمساجين أن يخرجوا ويخدموا أياماً ثم يعودوا إلى سجونهم ....

وبالأرقام نكتشف ما نحن فيه من أوهام ...

في بريطانيا يمارس عشرون مليون مواطن نشاطا تطوعيا منظما ، يبلغ مردوده أربعين مليار جنيه استرليني سنويا ..

في أمريكا مائة جامعة خيرية لا تأخذ من طلابها رسوما بل يدفع عنهم أهل المعروف ...

في أمريكا مليون وستمائة ألف منظمة خيرية تجمع سنوياً أكثر من ثلاثمائة مليار دولار ...

في الكيان الصهيوني أربعون ألف منظمة خيرية ، أي جمعة خيرية لكل ١٧٥ مستوطن صهيوني ...بينما عدد الجمعيات الخيرية في الخليج يساوي جمعية خيرية لكل ستين الف مواطن خليجي ....

هذه الحقيقة ينبغي أن تدفع حكوماتنا لو كانت تمثل شعوبها لدقّ جرس الإنذار ، وإعلان حالة الطوارئ .

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم=فأقم عليهم مأتما وعويلا

أزمتنا أعمق بكثير مما نظن ...

حتى ما كنا نظن أننا فيه محلِّقون ظهر أن الآخرين حلقوا لنا ....

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين