القرآن ذكر ان من أساء ثم تاب ، وأن من كان مشركا ثم أسلم وحسن إسلامه فإن الله ( يبدل سيآتهم حسنات)
لكن هناك أيضا حسنات تصبح بما حفّها وصاحبها ، وسبقها او لحقها ، سيآت ، وعليه ينطبق قوله تعالى ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
ولعل أخطر ما يبدل الحسنة سيئة أن يتكبر المسلم بطاعته ، أو يتباهى ، أو يفتخر ، أو أن يغمط العصاة أو يحتقرهم أو يسيء إليهم ...بل إن الذي يعصي ربه ثم يشعر بندم كبير ومعرة عظيمة وخوف من الله ، هو خير ممن صلى وصام فضمن مقعدا له في الجنة وصار يتطاول بطاعته لله على خلقه ..
قال العابد الزاهد أبو حازم :
ان المسلم ليعمل حسنة ما عمل عملا أضر عليه منها ، وإن المسلم ليعمل السيئة ما عمل عملا أنفع له منها ..
يقصد أن الأول اغتر بطاعته وأن الثاني انكسر بين يدي ربه بمعصيته .
الطاعات ليست من العبد حقيقة ، بل هي توفيق من الله ....فاشكر الله على أن قبلك بين يديه واقفا ، ورضيك ان تكون عبدا له ، وأذن لك بالدخول ، فكم في الباب من محرومين ...؟!!
قال ابن عطاء الله في حٍكَمِه :
معصيةٌ أورثت ذلا وانكسارا ، خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا ..
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول