بورك المرء

بورك المرء قد أطال رجاءَهْ=طالباً فضل ربه ورضاءَهْ

في يقين جمٍّ وفأل خضمٍّ =وتخلٍّ عن حوله وبراءة

حُبُّهُ اللهَ وَهْوَ محض مصفى=صار فيه غياثه وشفاءه

والملاذَ الذي يفيء إليه=ولدى التيه في المهامه ماءه

من يُصِبْ حب ربه يلق فوزاً=ليس يحصي كل الورى أمداءه

قد رأى منه رحمة دون حدٍّ=أعشبت أرضه وندَّت سماءه

الأماني العظام مهما تمادت=كالذنوب العظام فيها هباءة

وهو فيها مؤمِّل وسعيد=وهي تهديه أنعماً وكلاءة

هكذا صاحبي وجلَّ هماماً=صبحه فاق في الخشوع مساءه

***

حين كان الشباب في برديته=كان صقراً وفارساً وجراءة

ثم ولى الشباب والعزم باقٍ=ليس فيه كلالة أو قماءة

باسماً هاتفاً لربي كياني=وبرائي فيه يؤاخي ولاءه

في غدي همتي تصير شهاباً=ساطعاً غالباً ودون إساءة

باهراً طاهراً نقياً تقياً=قاهراً قبل خصمه أهواءه

***

قلت والله عالم بخفائي=إن نفسي لوامة خطاءة

بيد أني أرى رضاها وريفاً=وهو أزكى المنى ندىً ووضاءة

وهو عالٍ وواعد وبشوش=وسناه الهادي يضيء سناءه

وإذا المرء حاز ذاك فأقسم=إن رب السما أجاب دعاءه

***

وأنا الآن والمشيب شعاري=ودِثاري قد زملاني عباءة

لن أبالي بلائم إن ربي=قد حباني وما أجل حباءه(1)

نيَّة كالسنا وصولة فاد=لا يبالي نجاءه أو فناءه

وأنا شاكر له حيث أغدو=في اجتماعي وخلوتي والقراءة

إن ربي وهو العليم برانا=في اقتدار عبيده وإماءه

حين نأتيه صادقين متاباً=سوف نحثو عد الحصى آلاءه

إن فيها في كل آنٍ جديداً=يسبق الودُّ والطيوبُ سخاءه

***

والذي يسرع الفرار إليه=سوف يلقاه قد أحب لقاءه 

ثم أعطاه ما أراد وأعلى=وإلى سدرة المفاز أجاءه

فأجدني له أجده عطاء=عبقرياً حسانه لألاءة

(1) الحباء: العطاء.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين