الدروس المستفادة من حادثة الإفك ـ 3 ـ
الشيخ : أحمد النعسان


بسم الله الرحمن الرحيم


خلاصة الدرس الماضي:
الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فقد ذكرنا في الدروس الماضية حديث الإفك الذي قال فيه مولانا عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}. حيث كنا نتحدث عن حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ) رواه البخاري.
لا يعرف هذا إلا المؤمن:
أيها الإخوة الكرام: المؤمن هو الذي يعرف هذه الحقيقة المستمدَّة من كتاب الله عز وجل ومن هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, المؤمن هو الذي يعلم بأن الأمور كلَّها بيد الله عز وجل, وأن المشيئة النافذة هي مشيئة الله عز وجل, وذلك لقوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
المؤمن هو الوحيد الذي يعلم قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}. وهو الوحيد الذي يعلم قول الله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون}.
المؤمن هو الوحيد الذي يعلم قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلَمْ: أَنَّ الأُمَّةَ لَو اجتَمعتْ عَلَى أَنْ ينْفعُوكَ بِشيْءٍ لَمْ يَنْفعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَد كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بَشَيْءٍ قد كَتَبَهُ اللَّه عليْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ) رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
لذلك هو يرى جميع قضاء الله وقدره حلواً وسعادة, ولو كان ظاهره مُرّاً, لأنه يرى أن الفاعل الحقيقي في الوجود إنما هو الله تعالى, ورحم الله الإمام الشافعي حيث يقول:
إذا ما رأيتَ الله في الكلِّ فاعلاً  ***  رأيتَ جميعَ الكائنات مِلاحاً
أما غيرُ المؤمن فيرى أن الأسباب هي الفاعلة والمؤثرة, لذلك ترى غير المؤمن ألَّهَ الأسباب وجعلها آلهة تعبد من دون الله, وعندما تخيب ظنونه لا يجد سبيلاً أمامه إلا الانتحار, وفي أحسن أحواله تراه معقداً كئيباً حزيناً مريضاً مرضاً نفسياً تعقَّدت حياته والعياذ بالله تعالى.
رعاية الله للمؤمن:
أيها الإخوة الكرام: عندما يعرف المؤمن هذه الحقائق فإنه يعلم علم اليقين بأن الله تعالى هو الذي يرعاه ويتولَّى أموره, لذلك قال تعالى في حادثة الإفك: {لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}.
ولقد ظهرت هذه الخيرية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وللسيدة الصِّدِّيقة رضي الله عنها, ولآل الصِّدِّيق, ولصفوان بن المعطل رضي الله عن الجميع, حيث كانت تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها بقرآن يتلى إلى قيام الساعة, وهذا الأمر ما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تتوقعه, كانت أقصى أمانيها أن يبرِّئ الله تعالى ساحتها من خلال رؤيا يراها رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما تحدث عن نفسها رضي الله عنها: (وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا, وَلأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي, وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ) رواه البخاري ومسلم.
رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حق:
أيها الإخوة الكرام: هنا فائدة تجدر الإشارة إليها وهي أن رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حقٌّ, لأن الشيطان ليس له سبيل عليهم, فأحلامهم كلُّها وحيٌ من الله تعالى, وليس منها أضغاث أحلام, والدليل على ذلك قول الله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث قال لولده: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين}. فلو لم تكن رؤياهم وحياً من الله تعالى لما صحَّ أن يهمَّ سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ولده.
وأكَّد ذلك مولانا عز وجل بقوله: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيم * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}. وفدى الله تعالى سيدنا إسماعيل بذبحٍ عظيم كما قال تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم}.
وجاء في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ينام حتى يسمع غطيطه, وأحياناً يقوم صلى الله عليه وسلم ويصلي بدون أن يتوضأ.
روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ رضي الله عنها, فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ, ثُمَّ نَامَ, ثُمَّ قَامَ فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ, فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ, فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ, أَوْ قَالَ خَطِيطَهُ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ), وفي رواية للطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سُمِعَ غَطِيطُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِغَيْرِ طَهُورٍ).
لأن النوم ليس ناقضاً للوضوء بل هو مَظِنَّة لانتقاض الوضوء, فأحدنا عندما ينام لا يدري هل انتقض وضوءه أم لا, لذلك يجب أن يتوضأ إذا قصد الصلاة أو أيَّ عبادة لا تصح إلا بالوضوء.
أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو انتقض وضوءه وهو نائم لشعر بذلك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه كما جاء في الحديث الشريف: (إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي) رواه البخاري ومسلم.
فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تطمع بأن يبرِّئ الله ساحتها من خلال رؤيا يراها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما كانت تطمع أن ينزل فيها قرآن يتلى إلى قيام الساعة.
غيرة الله تعالى على عباده المؤمنين:
أيها الإخوة الكرام: من خلال حادثة الإفك نعلم غيرة الله تعالى على عباده المؤمنين ودفاعه عنهم, وتهديد لمن يرميهم بالفحشاء والمنكر باللعن في الدنيا والآخرة, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم *  يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِين}. وهذا مصداق قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور}.
يقول صاحب الكشاف في تفسيره عند آيات تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها: (ولو فلَّيت القرآن كلَّه وفتَّشت عما أوعد به العصاة لم تر الله تعالى قد غلَّظ في شيء تغليظَه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام ما ركب من ذلك، واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة, كل واحد منها كاف في بابه، ولو لم ينزل إلا هذه الثلاث لكفى بها، حيث جعل القَذَفَة ملعونين في الدارين جميعاً، وتوعَّدهم بالعذاب العظيم في الآخرة، وبأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا، وأنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب الذي هم أهله).
فالله تعالى أعطانا صورة من صور الدفاع عن عباده المؤمنين  وهذا الدفاع في الوقت الذي يريده ربنا عز وجل لا في الوقت الذي يريده العبد, حيث نزلت تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها بعد شهر لحكمة يريدها الله تعالى.
كن العبدَ المظلومَ لا الظالم:
أيها الإخوة الكرام: يرحم الله تعالى من قال: كفاك نصراً على عدوك أن تراه في معصية الله عز وجل وأنت في طاعة الله تعالى.
لذلك كن عبد الله المظلوم ولا تكن الظالم, لأن المظلوم ناصره ربنا عز وجل ولو بعد حين, كما جاء في الحديث: (وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أما الظالم فالله منتقم منه عاجلاً أم آجلاً, وذلك لقوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار}. والظالم خصمه يوم القيامة سيد الشفعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (أَلا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه أبو داود عن صفوان بن سليم. هذا إذا كان في حقِّ المعاهد من غير المؤمنين, فكيف بمن يظلم مؤمناً موحِّداً والعياذ بالله تعالى؟
تصوَّروا أيها الإخوة موقف الظالم بدايةً وموقفه نهايةً, في البداية كان يضحك لأنه ظلم الآخرين وظنَّ أنه أوصل الإساءة إليه ولكن ما هي نهايته؟
ما هو موقف المنافق عبد الله بن أبي بن سلول بعد نزول آية التبرئة؟ صدق الله القائل: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُون * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِين * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاَء لَضَالُّون * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُون * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُون * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُون}.
انظر إلى النهايات دائماً لا إلى البدايات, كما قال أحد ابني آدم لأخيه: {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِين}.
كن حريصاً على سمعة المؤمنين:
أيها الإخوة الكرام: إن آيات التبرئة للسيدة عائشة رضي الله عنها تعلِّمنا الحرص على سمعة المؤمنين وعلى حسن الظن فيهم كما قال تعالى: {لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِين}.
لأن العبد إذا أخطأ بحسن الظن خير له من أن يصيب بسوء الظن, وإنَّ حسن الظن من صفات المؤمنين الصادقين في إيمانهم.
وجوب التثبت من الأقوال قبل نشرها:
ومن الفوائد التي يجب أن نأخذها من حادثة الإفك هي وجوب التثبت من الأقوال والأخبار قبل نشرها, وذلك لقوله تعالى: {وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم}.
ولذا جاء الأمر صريحاً بنص القرآن العظيم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين}.
لأن الإنسان العاقل لا يحب أن يقال عنه مذمة إلا بعد التثبت منه, والنبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رواه البخاري. فمن يحب أن يشيع عنه أمر (ما) فعله؟ لذلك يجب التثبت من الأقوال والأخبار قبل نشرها, ولا يكون هذا التثبت إلا بالبينة الشرعية أو الإقرار من صاحب الشأن.
الحذر من إشاعة الفاحشة:
وأخيراً أيها الإخوة أقول قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}. فلنحذر من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين, لأن إشاعتها تشجع الآخرين على فعلها والعياذ بالله تعالى, وتجعل العبد العاصي مصرّاً على معصيته ومعانداً للآخرين لأنه فُضِحَ بين الآخرين.
أما ستر العاصي بعد النصح له فهو سبب من أسباب المعونة له على العودة إلى جادة الصواب, وإلى التوبة لله تعالى, لذلك من الخطأ في مكان التشهير بالعبد العاصي لأن ذلك يدفعه لقلة الحياء وشدة الوقاحة والعياذ بالله تعالى, كما أن ستره والنصح له سبب من أسباب إعانته على التوبة لله تعالى.
فمن كان يشيع الأخبار السيئة وينشرها بين الناس والعياذ بالله تعالى فهو مشمول في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:
أيها الإخوة الكرام: عود إلى بدء, يقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ), ويقول الله تعالى في حادثة الإفك: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}. وتأكدوا من صدق قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ, إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ, وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ, إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ, وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.
فيا أيها المبتلى, يا أيها المصاب, اصبر حتى يأتي الفرج, فإن الفرج يبزغ من ثنايا الضيق, والخيرَ يبزغ من  ثنايا الشر, واعلم بأن انتظار الفرج عبادة.
{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين}.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (ولكنَّ عافيتك أوسع لي). سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين