صيام الجوارح؟

هذه خطبة جمعة ألقيتها في جامع الرضا بجدة، وجدت أصولها بين أوراقي، وقد قام الأخ الفاضل طارق قباوة بإحيائها فجزاه الله خيراً وهو شريكي في الأجر، أحببت أن أنشر هذاالخير، ليكون من العلم النافع المدخر، وتركتها على صورتها التي أعددتها وارتجلتها، وأرجو أن يرى القراء فيها نفعاً وفائدة وذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.

1 ـ كيف يصوم القلب؟

قال الله تبارك وتعالى:[ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ] {التغابن:11}.وهداية القلب: أساس كل هداية، ومبدأ كل توفيق، وأصل كل عمل.

صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا وإنَّ في الجسد مُضْغةً إذا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كلُّه،وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجسدُ كلُّه ألا وهي القلب).

ولكل مخلوق قلب، ولكن هناك قلبٌ حيٌّ نابضٌ بالنور، مُشْرق بالإيمان، ممتلئ باليقين، عامر بالتقوى، وهناك قلب ميِّت سقيم مريض مغلَّف.

يقول سبحانه:[فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا] {البقرة:10}.وقال سبحانه: [وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ] {البقرة:88}.وقال سبحانه: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا] {محمد:24}. أما قلب المؤمن فهو عامر بحبِّ الله تعالى، يعرف ربَّه بأسمائه وصفاته، يطالع بعين البصيرة آثار صنع الله في الكائنات، وإبداع الله في المخلوقات.

قلب المؤمن فيه نورٌ وهَّاج لا تبقى معه ظلمة، نور الرسالة والشريعة، مع نور الفطرة التي فطر الله عليها العباد، فيجتمع نوران عظيمان:[ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {النور:35 }.

قلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره،وصيام القلب يكون بتفريغه من الشبهات المهلكة، والشهوات المضلّة، والوساوس السيئة.

1 ـ قلب المؤمن يصوم عن الكِبْر، فلا يكون في قلبه كِبر، ذلك أنَّ الكبر من صفات الربوبيَّة ، وليس من شأن البشر المخلوقين الضعفاء،، يقول سبحانه كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم : (الكبرياء ردائي،والعَظَمة إزاري، ومَنْ نازعني فيهما عذَّبته).

قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبْر).

وصحَّ عنه عليه الصلاة والسلام: (مَنْ تكبَّر على الله وضعه، ومَنْ تواضع لله، رفعه).

2 ـ قلب المؤمن يصوم عن العُجْب، والعُجب تصوُّر الإنسان كمال نفسه، وأنه أفضلُ من غيره، وأنَّ عنده من الخصائص والمحاسن ما ليس عند غيره.

صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث مهلكات: إعجابُ المرء بنفسه، وشحٌّ مطاعٌ، وهوىً متَّبعٌ).

3 ـ وقلب المؤمن يصوم عن الحسد، لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة، ويطفئ نور القلب.

يقول سبحانه: [أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا] {النساء:54} .

روى النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحسد).

وروى أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا)، أخبر عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات عن رجل من أصحابه أنه من أهل الجنة فلما سئل عن ذلك؟ قال: لا أنام وفي قلبي حسدٌ أو غش على مسلم.

4 ـ وقلب المؤمن يصوم عن الرياء والسمعة، يقول سبحانه :[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] {البيِّنة:5} . ويقول عزَّ وجل :[ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى] {البقرة:264} . وذكر الله سبحانه من أوصاف المنافقين : [يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا] {النساء:142} .

وفي الحديث القدسي الصحيح: (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك...) فهل من قلب يصوم عن الشبهات والشهوات؟ وهل من قلب يصوم عن الحسد والكبْر والعُجب والرياء والسمعة. وهل من قلب يتحلَّى بالإيمان والتقوى والأمانة والذكرى؟!!.

وهل من قلب يصوم صيام العارفين؟ اللهمَّ اهد قلوبنا إلى صراطك المستقيم، وثبِّتها على الإيمان يا رب العالمين.

2 ـ كيف يصوم اللسان؟

قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (كُفَّ عليك هذا)، وأشار إلى لسانه، فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلَّم به يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (ثَكِلتك أمُّك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).

ضرر اللسان عظيم وخطره جسيم.

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأخذ بلسانه ويبكي ويقول: هذا أوردني الموارد.

وابن عباس يقول للسانه: يا لسان قل خيراً تَغْنَم، أو اسكت عن شرٍ تَسْلَم، يقول تبارك وتعالى:[مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] {ق:18}. فكلُّ لفظة محفوظة، وكل كلمة مُسجَّلة محسوبة.

صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: (مَن يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة). قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والله ما في الأرض أحقُّ بطول حبسٍ من لسان).

والمسلم يزنُ أقواله قبل التفوُّه بها ، ويتحفَّظ فيما يصدر عن لسانه من قول.

روى مالك في الموطأ عن بلال بن الحارث : (...وإن الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة).

كيف يصوم مَنْ أطلق للسانه العنان؟ كيف يصوم من كذب واغتاب، وأكثر الشتم والسِّباب ؟ كيف يصوم من شهد الزور لم يكفَّ عن المسلمين الشرور؟.

قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

وكم من صائم أفسد صومه يوم فسد لسانه، واختلَّ لفظه وساء منطقه.

وفي اللسان آفات وعيوب منها: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبذاءة، والسِّباب، والفُحش، والزور، واللعن، والسخرية، والاستهزاء، التنابز بالألقاب، رُبَّ كلمة هوى بها صاحبها في النار على وجهه، أطلقها بلا عنان، وسرحها بلا زمام، وأرسلها بلا خطام.

فيا أيها الصائمون رطِّبوا ألسنتكم بالذكر، وهذِّبوها بالتقوى، وطهِّروها من المعاصي. اللهمَّ: إنا نسألك ألسنة صادقة، وقلوباً سليمة، وأخلاقاً مستقيمة.

3 ـ كيف تصوم العين؟

صيام العين: غضُّها عن الحرام، وإغلاقها عن المناهي.

تصوم عن التطلع إلى دنيا الآخرين ، قال تعالى :[وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى] {طه:131} . 

وتصوم عن النظر إلى ما حرَّم الله تعالى ، قال تعالى:[قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] {النور:30}. [وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] {النور:31}. سأل عليٌّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر فقال: (غضَّ بَصَرَك)

من لم يحبس نظره أصيب بأربع مصائب:

أولها: تشتُّت القلب في كلِّ واد، وتمزُّقه في كلِّ أرض، فلا يقرُّ له قرار، ولا يهدأ له بال.

ثانيها: إتعاب النفس بفقد ما نظرت وعدم تحصيله، فالنفس في حسرة وهمٍّ واضطراب.

وكنت متى أرسلت طرفك =رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر= عليه ولا عن بعضه أنت صابر

ثالثها: ذهاب لذة العبادة وحلاوة الطاعة، بإطلاق النظر، ولا يجد ذوق الإيمان إلا من غضَّ بصره وأطبق أجفان عينيه.

رابعها: ذنب عظيم وإثم كبير جزاءً لما فعلت العين بالأعراض وهتكت من المحارم. وإذا دخل رمضان طُلب من العين أن تصوم، وكم للجوع من فضل على العين، فالجوع يكسر جموح العين، ويقيِّد مَدَاها،والجوع يضعف الشهوة ويطفئ حرارة البصر.

من الناس من يصوم بطنه عن الشراب والطعام، وترتع عينه في مراتع الحرام، فهذا الصائم ما عرف حقيقة الصيام.

فلتصم عيوننا عن الحرام كما صمنا عن الشراب والطعام.

4 ـ كيف تصوم الأذن؟

قال تعالى: [إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا] {الإسراء:36}. الأذن مسؤولة أمام الله عزَّ وجل عما استمعت إليه، والصَّالحون هم الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.

الأذن تصوم عن سماع الخنا والغناء الماجن والفحش والبذاءة.

ومن الناس من ملأ أذنيه من سماع الأغنية الماجنة المحرمة، والكلمة الآثمة، وحجب عن أذنيه سماع القرآن العظيم.

سما ع القرآن يثمر الإيمان والهدى والنور، ويملأ القلب حكمة وأنساً وسكينة وطمأنينة.

قوت الأذن: الذكر والعلم النافع والموعظة الحسنة.

يا أذن لا تسمعي غير الهدى أبداً إن استماعك للأوزار أوزار

كثير من البشر عطَّلوا ما منَّ الله به عليهم من أعضاء.

[وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ] {الأعراف:179}. لهم آذان ولكن لا يسمعون سماع موعظة وتدبُّر وفهم:[أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا] {الفرقان:44} .

والله سبحانه وصف عباد الرحمن المتحققين بمقام الإحسان: [وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا] {الفرقان:72}. [وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ] {القصص:55}.

كيف يصوم البطن؟

الطعام له أثره على حياة الإنسان وسلوكه وأخلاقه، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى رسله فقال:[يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ] {المؤمنون:51}. وقال سبحانه للمؤمنين:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ] {البقرة:172}. 

والطيبات: هي ما أحلَّ الله لعباده المؤمنين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله يقول عنه: [ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ] {الأعراف:157}. 

وصيام البطن: اجتنابه للحرام، فيصوم عن الحرام عند إفطاره، فلا يأكل الربا إذ أنه بأكله الربا يغضب المولى تبارك وتعالى.

يقول سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً] {آل عمران:130} .وقال سبحانه:[ وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا] {البقرة:275}. صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء).

وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي) وفي رواية: (والرائش).

آكل المال بالباطل يملأ بطنه من الحرام، ويدعو ربَّه، وقد سدَّ طرق الإجابة وأغلق باب القبول.

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يمدُّ يديه إلى السماء، ومَطْعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذِّي بالحرام فأنّى يستجاب له».

لقد فسدت الأذواق لما فسد الطعام والشراب، وقست القلوب لما خبث المأكل والمشرب، وانطمس النور لما فقدت اللقمة الحلال.

صحَّ عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه تغدى يوماً من الأيام، ثم سأل خادمه: من أين هذا الطعام؟ قال: من كهانة كنت أتكهَّن بها في الجاهلية. فأدخل أبو بكر يده واستقاء، فأخرج ما في بطنه من الطعام، فرضي الله عنه ما أصدقه وأطيبه وأطهره.

اللقمة تبقى في بطن صاحبها، ويبقى أثرها مع اللحم والدم، وأيُّ جسد نبت من حرام فالنار أوْلى به.

كان السلف الصالح يعرفون من أين يأكلون، فَصَفَت أذواقهم، وصحَّت أبدانهم، وأشرقت قلوبهم، فلما فسد طعام المتأخرين انطمست معالم الهدى في قلوبهم.

ذكر ابن الجوزي في (صيد الخاطر) أنه أكل أكلة من شبهة فتغير قلبه، وأظلم عليه فترة من الزمن، وذلك لصفاء قلوبهم أحسُّوا بالتغير، أما الكثير اليوم فيأكل من الحرام فلا يرى تغير قلبه لأنه:

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميتٍ إيلام

فيا أيها الصائم إذا لم يصم بطنك عن الحرام، فكأنك لم تصم، فهل من صائم عن الحرام، ورع في الطعام ليدخل دار السلام؟!.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

نشرت 1431 وأعيد تنسيقها ونشرها 30/4/2020

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين