العبث بالعقول قديم .. لكن وسائله تطوّرت ، وأساليبه كثرت وتنوّعت

يبدو ذلك واضحاً جلياً ، في القرآن الكريم :

(وقال فرعونُ ذروني أقتل موسى وليَدع ربّه إنّي أخافُ أنْ يُبدّل دينَكم أوأن يُظهر في الأرض الفساد) . هكذا.. حُكم فرعون صالح ، وموسى يُظهر في الأرض الفساد!

وفي آية ثانية : ( ونادى فرعونُ في قومِه قال باقوم أليس لي ملكُ مصرَ وهذه الأنهارُ تجري من تحتي أفلا تبصرون) .هكذا.. يكفي أن يكون له حكم مصر، والأنهار تجري من تحته ، حتى يكون على حقّ !

وقوم شعيب : (قالوا ياشعَيبُ أصلاتك تأمركَ أن نتركَ مايعبد آباؤنا أو أن نفعلَ في أموالنا مانشاءُ إنك لأنت الحليمُ الرشيد) . هكذا.. يَعرضون حججاً ، يرونها منطقية، مُفحمة لشعيب،كي يظلّوا يعبدون ماكان يعبد آباؤهم،ويظلوا يغشّون الناس في الكيل!

وفي عهد النبيّ :(وقال الذين كفروا لاتَسمعوا لهذا القرآن والغَوا فيه لعلّكم تَغلبون).

واليوم : سُخّرت أجهزة الإعلام ، للعبث بعقول الناس ، وقلب الحقائق أباطيل ، وتمويه الأباطيل ، حتى تبدو كأنها حقائق .. مع صرف العقول ، عن التفكير، بإلهائها ، بوسائل اللهو المختلفة ، كي تشغل عن التفكير الجادّ ، وعن التمييز بين الحقائق والأباطيل .. ! حتى لقد صحّ ، في كثيرمن الناس ، قول النبيّ :

سيأتي على الناس سنوات خدّاعات ، يُصدّق فيها الكاذب ، ويُكذّب فيها الصادق ، ويؤتمَن فيها الخائن ، ويخوّن فيها الأمين ، وينطق فيها الروَيبضة ! قيل : وما الروَيبضة ؟ قال : الرجل التافه ، يتكلم في أمر العامّة !

تُكتشَف ، كلّ يوم ، عبروسائل الإعلام ، شبكاتُ الإعلام الدعائي المضلّل ، التي توظّفها دول وحكومات ، لتلميع صوَرها ، وتشويه صوَر الخصوم والأعداء ! كما تَكشف وسائلُ الإعلام ، كذلك ، شركاتٍ متخصّصة ، في تلميع صور حكومات ، فاسدة مستبدّة ؛ لتبدو، في بعض المحافل الدولية ، حكومات عادلة ، مخلصة لشعوبها، ولتبدو القوى المعارضة لها ، سيّئة ، لاخير فيها لأوطانها ، ولا للآخرين!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين