لكم أيَّامكم ولنا يومنا المنتظر

يومٌ للحبِّ، ويومٌ للأمِّ، ويومٌ للمعلِّم، ويومٌ للطِّفل، ويومٌ للعمَّال.

وبلغ جديدهم منذ أيَّامٍ تحديد يومٍ للصَّلاة، ولو انتظرنا قليلاً فسنرى يوماً للفقير، ويوماً للحجاب، ويوماً للدِّين، ويوماً للإيمان...

قد نعذرهم في صنيعهم؛ لأنَّهم وصلوا إلى حالةٍ من فقد هذه القيم في مجتمعهم فأرادوا أن يبعثوها من جديد، ولو في يومٍ يتيمٍ من السَّنة، ولكن ما عذرنا يا تُرى ونحن نعيش هذه المعاني في كلِّ لحظةٍ، ونتعبَّد لله بوصلها وبنائها!!!

ولمحبِّي إضفاء البعد المؤامراتيِّ على كلِّ شيءٍ فإنَّها حربُ تقزيم القيم، وتصغير الفضائل، وتجفيف منابع الأخلاق.

لقد ابتلينا بمرحلة ركودٍ وتخلُّفٍ جعلتنا نحتاج إلى غيرنا في طعامنا ولباسنا ودوائنا وسلاحنا، بل ولولاهم لما استخرجنا كنوز أرضنا ولا ارتقينا معارج فضائنا.

فهلَّا تركنا لأنفسنا جانباً من جوانب التَّفوُّق والتَّألُّق نقدِّمه لغيرنا وهم بأمسِّ الحاجة إليه.

يقول بعضنا: لاااااااااا، إنَّنا أمَّةٌ لا نتقنُ حتَّى كيف ندخل الخلاء ولا كيف نستنشق الهواء، ولهذا يجب أن نظلَّ عالةً على غيرنا في جميع أمورنا بدءاً من ردِّ السَّلام وانتهاءاً بالأمور العظام.

الكلامُ يخرجُ مع الرُّوح - يشهد الله -، ولكنَّ الخلاصة تقول: إنَّنا بحاجةٍ إلى يومٍ نستعيد فيه العزَّة والثِّقة بأنفسنا؛ لأنَّ هذا اليوم إن جاء فسنمتلك بعده زمام الزَّمان والمكان بإذن ربِّنا القدير العلَّام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين