كورونا ذلك الجندي الصغير

كورونا ذلك الجندي الصغير يتجاوز الحدود ليكسر منظومة الدولة الحديثة التي قيدتنا نحن البشر ..

كورونا ذلك الجندي الصغير يخرق منظومة القوانين الوضعية البشرية في الجغرافيا والاقتصاد والصحة وكالحياة الاجتماعية والتعليم ويعيد ترتيب أولوياتنا ...

لقد تزينت الأرض حتى ظن أهلها أنهم قادرون عليها

فجاء ذلك الجندي الصغير ليثبت لهم خلاف ذلك ..

متصالحة معه جدا

لا أراه خطرا محدقاً بالبشر أكثر من خطرهم هم أنفسهم على أنفسهم....

عندما اختنق مئات الأطفال في مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق قبل عدة أعوام لم يكترث لهم هذا العالم وتابع لهوه وعبثه وإفساده

اليوم يتجول كورونا بحرية في هذا العالم

هذا الفيروس الذي يصيب الطرق التنفسية السفلية يختنق بسببه من شاء الله أن يختنق

لا يعترف بسلطة مال ولا جاه ولا بجواز سفر اوروبي أو أمريكي ...

حجم الذعر الذي بثه بين البشر يشعرك بقسمة عادلة ما في هذه الأرض يصعب قياسها ماديا ...

فمن تصالح مع الموت قبل سنوات طويلة برحيل القريب والأخ والحبيب سيتصالح مع الموت القادم مع كورونا وغيره

والخوف من كورونا يتناسب عكساً مع تصالحنا مع الموت والمرض ...

من عايش المرضى في الحصار و مخيمات اللجوء ورأى كيف يحرمون من أبسط العلاجات المتوافرة في كل العالم بينما تقام المؤتمرات الطبية لبحث قضايا ثانوية في تجميل الإنسان وتحسين صورته وتنفق عليها آلاف بل ملايين الدولارات لتحسين صورة الإنسان الخارجية بينما تزداد صورته الداخلية تشوهاً...

من عاش كل ذلك سيتصالح مع كورونا ولن يصيبه الهلع والرعب ....

كورونا داء خلقه الله ولا بد أنه أنزل له الدواء

قناعة راسخة تلزمنا كأطباء أن نجتهد في البحث عن دواء .

وقبل ذلك ينبغي أن نلتزم بكل ما من شأنه الوقاية والحد من انتشار المرض بين الناس جميعا

دون مبالغة أو تهويل

قواعد بسيطة نلتزم بها قدر المستطاع

بدءا من نظافة الأيدي و تقليل الاختلاط مع الناس الى الحد الأدنى الضروري إلى تناول ما يدعم مناعة أجسادنا من طعام أو شراب أو نوم كاف

نستشير أهل العلم والاختصاص

ثم نحسن التوكل على الله

ونمضي في هذه الحياة دون الغرق في دوامة الإشاعات وسيل الاخبار والمعلومات الصحيحة والمغلوطة الذي لا يتوقف ....

الالتجاء إلى الله وبث الطمأنينة والتوازن و الاعتدال و استشارة أهل العلم و إعادة تنظيم أوقاتنا وحياتنا وأعمالنا للحد من الاختلاط بين الناس الى الحد الأدنى

هو واجبنا في هذه المرحلة ثم ما بعده بيد الله وحده

أسأل الله أن يهدينا ويغفر لنا و يرحمنا وأن يرفع البلاء ويقينا شر الأمراض و الأسقام جميعا .

و دمتم بخير و عافية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين