(أرقام مرعبة!)

فيروس كورونا أرقامه – الحالية - متواضعة أمام الطواعين والأوبئة العظيمة التي وقعت في التاريخ الإسلامي.

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:أعتقد - والله أعلم - أن أرقام الموتى التي تسجلها الدول المصابة بوباء (كوفيد 19- المعروف ( بفيروس كورونا) فإنها غير مرعبة، ولكن الخطر لا يكمن هنا فقط، ولكن الخطر يكون أكبر إذا انتشر الوباء واشتدّا عندنا– نحن العرب –فإذا كانت الدول المتقدمة وقدراتها الطبية الهائلة والمتقدمة والكبيرة وكفاءتها العالية فقد فقدت السيطرة، فكيف يكون الحال إذا استشرى المرض عندنا على قلة الامكانات الطبية وضعف قدرتها، قطعاً سيكون الموتى بالآلاف –اللهم سلّم سلّم - .. فالأمر خطير جداّ جداً، ولا وقت للهرج ولا للمزاح، ولا مكان للتهاون أو التباطؤ، فعلى الجميع أخذ أقصى درجات الوقاية، والاهتمام بإجراءات السلامة، والالتزام – كل الالتزام – بتعليمات وزارة الصحة والجهات المختصة، وعدم التجمعات والمكث في البيوت، وتقليل الاختلاط بالآخرين إلا للضرورة.

فأرقم الموتى بسبب فيروس كورون (كوفيد19) التي نقرؤهاعلى الصفحات الرسمية، أو نسمعها ونشاهدها على محطّات التلفزة العالمية، فإنها متواضعة على كثرتها!،وأعتقد أن الأيام القريبة القادمة ستشهد ارتفاعاً ضخماً في أرقام الموتى، بل سنسمع أرقاماً مرعبة لا يتصورها العقل وقد لا تحصى،.. ولا يقول عاقل أو مضروب في عقله أن قوة الوباء (كورونا) مستشرية في الكفار وأعداد الموتى عندهم كبيرة ولا تتوقف.. وهذا ما لا يقع عندنا، لأن الله يلطف بنا ويعلم حالنا!.. إلخ، أقول لقائل هذا ولغيره أن التاريخ الإسلامي على مدار أربعة عشر قرناً حافل بالطواعين المهلكة والمعدية والتي راح ضحيتها عشرات الالاف بل مئات الالاف من المسلمين، بل أفضل القرون نالت نصيبها من الطواعين ومات منهم الألاف، لهذا أستأذن القارئ أن أذكر له بعضها – لا كلها -:

1- ذكر الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم"(1/10) عن أبي الحسن المدائني أنه قال: كانت الطواعين المشهورة العظام في الاسلام خمسة، - وذكر منها -: 1- ثم (طاعون عَمَوَاس) في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، [(سنة18ه)] وكان بالشام، مات فيه (25000) خمسة وعشرون ألفاً،[وفيه توفي أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه، ومعاذ بن جبل وامرأتاه وابنه رضى الله عنهم،وشرحبيل وغيرهم]

2- ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير، في شوال (سنة69ه) تسع وستين –على اختلاف في سنة وقوعه -، هلك في ثلاثة أيام، في كل يوم (70000) سبعون ألفاً، مات فيه لأنس بن مالك رضى الله عنه (83) ثلاثة وثمانون ابناً، ويقال (73) ثلاثة وسبعون ابناً، ومات لعبد الرحمن بن أبى بكرة (40) أربعون ابناً".قال الإمام النووي: "وأما طاعون (الجارف): فسمى بذلك لكثرة من مات فيه من الناس". 

3- ثم كان طاعون في (سنة131ه) إحدى وثلاثين ومائة، في رجب، واشتد في شهر رمضان، فكان يحصى في سكة المربد – بالبصرة -، في كل يوم(1000) ألف جنازة أياماً، ثم خفّ في شوال، [وعند المبرد في "التعازي والمراثي" (ص218): فكان يحصى في سكة المربد في كل يوم عشرة آلاف جنازة، أياماً!. بل ذكر ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (7/287) فيما ينقله عنالأصمعي عن هذا الطاعون أنه قال: مات في أول يوم سبعون ألفا، وفي الثاني نيف وسبعون ألفا، وأصبح الناس في اليوم الثالث موتى. وقال الأصمعيأيضاً: كان يمر في كل يوم بطريق المربد أحد عشر ألف نعش!. وكان على البصرة سلم بن قتيبة، فلما قام على المنبر جعل ينظر يمنة ويسرة فلا يرى أحداًيعرفه، وكان يُغلق على الموتى الباب مخافة أن تأكلهم الكلاب، وينادي المنادي: أدركوا آل فلان فقد أكلتهم الكلاب!].

4- وذكر الإمام الذهبي في "تاريخ الإسلام" (5/ 252)في أحداث (سنة218ه) فقال: "وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السِّعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة، قال: ولم تبقَ دارٌ ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها، ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور، وولّت الدنيا..".

5- وذكر المؤرخ ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" (3/29) في أحداث (سنة258ه) فقال: "السنة الرابعة من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهي سنة ثمان وخمسين ومائتي.. وفيها وقع الوباء العظيم بالعراق، ومات خلق لا يحصون، حتى مات غالب عسكر الموفق! – [إذا هلك أكثر العسكر فكيف عوام الناس] -؛ فلما وقع ذلك كثر الزنج على الموفق وواقعوه ثانيا أشد من الأول. ثم هزمهم الله ثانياً".

6- وذكر المؤرخ أبو العباس الناصري في "الاستقصالأخبار دول المغرب الأقصى" (1/249) في أحداث (سنة344ه) فقال: "وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة كان الوباء العظيم بالمغرب والأندلس هلك فيه أكثر الخلق!".

7- وذكر ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (8/69) في أحداث (سنة423ه): " ووردت الأخبار بما كان من الوباء والموت في بلاد الهند،وغَزْنَة، وكثير من أعمال خراسان، وجُرْجان، والّريّ،وأصبهان، ونواحي الجبل، والموصل وأن ذلك زاد على مجاري العادة!. وخرج من أصبهان في مدة قريبة أربعون ألف جنازة!. وكان ببغداد من ذلك طرف قوى،ومات من الصبيان، والرجال، والنساء، بالجُدَري ما زاد على حدّ الاحصاء، حتى لم تخل دار من مصاب،واستمر هذا الجدري في حزيران وتموز وآب وأيلول وتشرين الأول والثاني، وكان في الصيف أكثر منه في الخريف. وجاء كتاب من الموصل أنه مات بالجدري أربعة آلاف صبي!".

8- وأعتذر من (أصحاب القلوب الضعيفة) فيما سأنقله الآن عن الإمام المقريزي من كتابه ""إغاثة الأمة في كشف الغمة" (ص98) وهو يحدثنا عن باء شديد وقع(سنة 457ه وما بعدها) في زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله (ت487ه) يُعرف باسم (الشدّة العظمى) قال: "الغلاء الذي فحش أمره، وشنع ذكره، وكان أمده سبع سنين.. فنزع السعر، وتزايد الغلاء، وأعقبه الوباء حتى تعطّلت الأراضي من الزراعة، وشمل الخوف، وخيفت السبل براً وبحراً، وتعذّر السير إلى الأماكن.. واستولى الجوع لعدم القوت، حتى بيع رغيف خبز بخمسة عشر ديناراً..، وأُكِلَت الكلاب والقطط حتى قلّت الكلاب. فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير!، وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضاً!. وتحرّز الناس، فكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتهم ومعهم سلب وحبال فيها كلاليب، فإذا مرّ بهم أحد ألقوها عليه، ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلوه!. ثم آل الأمر إلى أن باع المستنصر كل ما في قصره من ذخائر وثياب وأثاث وسلاح وغيره، وصار يجلس على حصير، وتعطّلت دواوينه، وذهب وقاره، وكانت نساء القصور تخرجن ناشرات شعورهن تصحن: (الجوع! الجوع!) تردن المسير إلى العراق، فتسقطن عند المصلّى، وتمتن جوعاً.. وجاءه الوزير يوماً على بغلته، فأكلته العامة – أي أكلت البغلة – فشنق طائفة منهم!، فاجتمع عليهم – أي على المشنوقين – النسا فأكلوهم! ". باختصار وتصرف.

9- وهذا وباء آخر أشدّ وأنكى من الأول وقع في زمن السلطان العادل سيف الدين الأيوبي (سنة 596ه) بسبب توقف النيل عن الزيادة وقصوره عن العادة. قال المقريزي عن هذه المحنة في كتابه "إغاثة الأمة في كشف الغمة" (ص103،104،105): "ثم وقع الغلاء.. فتكاثر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع، فهبّ هواء أعقبه وباء وفناء، وعُدِم القوت حتى أكل الناس صغار بني آدم من الجوع!، فكان الأب يأكل ابنه مشوياً ومطبوخاً، والمرأة تأكل ولدها، فعوقب جماعة بسبب ذلك، ثم فشا الأمر وأعيا الحكام، فكان يوجد بين ثياب الرجل والمرأة كتف صغير أو فخذة أو شيء من لحمه، ويدخل بعضهم إلى جاره، فيجد القِدر على النار، فينظرها حتى تتهيأ، فإذا هي لحم طفل، وأكثر ما يوجد ذلك في أكابر البيوت. ووجدت لحوم الأطفال بالأسواق والطرقات مع الرجال والنساء مختفية.. ثم تزايد الأمر حتى صار غذاء الكثير من الناس لحوم بني آدم بحيث ألفوه!،

وكان أهل القرى قد فنوا، حتى أن القرية التي كان فيها خمسمائة نفس لم يتأخر بها سوى اثنين أو ثلاثة.. وجافت الطرق كلها، بمصر والقاهرة، وسائر دروب النواحي بجميع الأقاليم، من كثرة الـمَـوَتان.. وكانت الأزقة كلها بالقاهرة ومصر لا يرى فيها من الدور المسكونة إلا القليل.. وكان الواحد من أهل الفاقة إذا امتلأ بطنه بالطعام بعد طول الطوي سقط ميتاً، فيدفن منهم كل يوم العدة الوافرة، حتى أن العادل قام في مدّة يسيرة بمواراة نحو (220000) مائتي ألف وعشرين ألف ميت!، فإن الناس كانوا يتساقطون في الطرقات من الجوع، ولا يمضي يوم حتى يؤكل عدّة من بني آدم.. فلما أغاث الله الخلق بالنيل، لم يوجد أحد يحرث أو يزرع.. واستمر أكل لحوم الأطفال.. وتعطّلت الصنائع، وتلاشت الأحوال، وفنيت الأحوال والنفوس حتى قيل: سنة سبع افترست أسباب الحياة.. وعدمت الحيوانات جملة، فبيع فرّوج بدينارين ونصف،.. واستمر النيل ثلاث سنين لم يطلع منه إلا القليل.." باختصار وتصرف.

10- ووقع بلاء عظيم في أحداث (سنة696ه) في زمن السلطان العادل كُتْبُغا بن عبد الله المنصوري (ت702ه) – من ملوك دولة المماليك – حيث وقع غلاء في سنة ست وتسعين وستمائة قال المقريزي في "إغاثة الأمة في كشف الغمة"(ص106،107،108،109): "ففي بلاد بَرْقة – مدينة تقع بين الاسكندرية وإفريقية وبينهما مسيرة شهر – لم تُمطر، وجفّت الأعين منها، وعمّ أهلها الجوع لعدم القوت، فخرج منها نحو من ثلاثين ألف نفس بعيالهم وأنعامهم يريدون مصر. فهلك معظمهم جوعاً وعطشاً، ووصل اليسير منهم في جهد وقلّة... فعند إدراك الغلال هبت ريح سوداء مظلمة من نحو بلاد برقة هبوباً عاصفاً، وحملت تراباً أصفراً وكسا زروع تلك البلاد،.. ففسدت بأجمعها. وعمّت تلك الريح والتراب إقليم البحيرة والغربية وإقليم الشرقية، ومرت إلى الصعيد الأعلى، فهاف الزرع – أي عطش – وفسد الصيفي من الزرع.. وأعقب تلك الريح أمراض وحميات عمّت سائر الناس، فنزع سعر السكر والعسل وما يحتاج إليه المرضى، وعدمت الفواكه، وبيع الفروج بثلاثين درهماً، والبطيخة بأربعين..وتأخرت المطر ببلاد القدس والساحل حتى فات أوان الزرع، وجفّت الآبار.. وأقحطت بلاد القدس والساحل ومدن الشام إلى حلب.. وأقحطت مكة..، فرحل أهلها حتى لم يبق بها إلا اليسير من الناس. ونزحت سكان قرى الحجاز، وعُدم القوت ببلاد اليمن واشتدّ الوباء، فباعوا أولادهم في شراء القوت!، وفرّوا.. فالتقوا بأهل مكة وضاقت بهم البلاد، ففنوا كلهم بالجوع إلا طائفة قليلة!.. وقحطت بلاد الشرق، وعدمت دوابهم وهلكت مراعيهم، وأمسك القطر عنهم.. واشتدّ الأمر بمصر، وكثر الناس بها من أهل الآفاق، فعظم الجوع، وانتهب الخبز – [هذا في أولها]- من الأفران والحوانيت، حتى كان العجين إذا خرج إلى الفرن انتهبه الناس فلا يحمل إلى الفرن، ولا يخرج الخبز منه إلا ومعه عدّة يحمونه بالعصي من النهابة، فكان من الناس من يلقي نفسه على الخبز ليخطف منه، ولا يبالي بما ينال رأسه ويدنه من الضرب، لشدّة ما نزل به من الجوع... عظم الوباء في الأرياف والقرى، وفشت الأمراض بالقاهرة ومصر، وعظم الموتان.. ثم أعيا الناس كثرة الموت، فبلغت عدة من يرد اسمه في الديوان السلطاني – أي من الموتى – في اليوم ما ينف عن ثلاثة آلاف نفس – انتبه وتأمل في اليوم الواح ثلاثة آلاف نفس! -. وأما الطرحاء – أي كثرة الموتى الملقون في الطرقات ولم تسجل في ديوان السلطان – فلم يحصر عددهم بحيث ضاقت الأرض بهم، وحفرت لهم الآبار والحفائر وألقوا فيها، وجافت الطرق والنواحي والأسواق من الموتى، وكثر أكل لحوم بني آدم خصوصاً الأطفال، فكان يوجد الميت وعند رأسه لحم الآدمي، ويمسك بعضهم فيوجد معه كتف صغير أو فخذة أو شيء من لحمه!.. وخلت الضياع من أهلها، حتى أن القرية التي كان بها مائة نفس لم يتأخر بها إلا نحو العشرين، وكان أكثرهم يوجد ميتاً في مزارع الفول... " انتهى باختصار وتصرف.

ووقع غيرها من الطواعين في الإسلام وهي منشورة في كتب التاريخ والطبقات. ولكن أكتفي بهذه العشرة.

لذا أنصح الناس بالالتزام بالتوجيهات التي نصح بها الأطباء والانضباط بالأوامر التي فرضتها الجهات المختصة، لأن الوباء إذا انتشر عم ولم يميز بين مسلم أو كافر ولا يفرق بين غني أو قوي أو كبير، بل لا يرحم ضعيفاً ولا صغيراً ولا امرأة بل يأكل الجميع، ويدخل من غير استئذان.

فلا بدّ من أخذ الأمور على الجدّية والاهتمام، قبل فوات الأوان يقول ابن خلدون في "مقدمته": "إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث، فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم، وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يساق للموت وهو مخمور".

وقد حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اتخاذ أسباب الوقاية من العدوى، ومنها الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غطوا الإناء وأوكئوا السقاء, فإن في السَّنة ليلة ينزل فيها وباء, لا يمر بإناء ليس عليه غطاء, أو سقاء ليس عليه وكاء, إلا نزل فيه من ذلك الوباء"

فعلى الناس أن تلتزم بيوتها وأن تنشغل بما هو أصلح لها: كالتوبة من الذنوب، ورد الودائع، وسداد الديون، وإخراج الزكاة، ورد المظالم لأهلها، والتصدق، وكتابة الوصية،والازدياد من الطاعات والعبادات، ونحو ذلك من أعمال الخير.

يقول ابن الجوزي: "رأيت جمهور الناس إذا طرقهم المرض،أو غيره من المصائب، اشتغلوا تارة بالجزع والشكوى، وتارة بالتداوي إلى أن يشتد عليهم، فيشغلهم اشتداده عن الالتفات إلى الصالح من وصية، أو فعل خير، أو تأهب للموت، فكم ممن له ذنوب لا يتوب منها، أو عنده ودائع لا يردها، أو عليه دين أو زكاة، أو في ذمته ظلامة لا يخطر لها تداركها، وإنما حزنه على فراق الدنيا، إذ لا هم له سواها".

وهذا الوباء نازلة، ويشرع القنوت للنازلة اتباعاً للسنة، فالنبي صلّى الله عليه وسلم لم يقنت إلا عند النازلة. والنازلة: أن ينزل بالمسلمين خوف أو قحط أو وباء أو جراد، أو نحوها. لذا يجب الاكثار من الدعاء برفع الوباء، والمداومة على الأدعية: كقوله تعالى ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات أو أكثر، ورد في الحديث أنه من قال الدعاء السابق "ثلاث مرات لم تُصِبهُ فُجأَةُ بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تُصِبهُ فُجأَةُ بلاء حتى يمسي".

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق" ورد في الحديث الصحيح أنك إذا قلته "لم تضرّك" أي لم تضرك شرور الخلق.

وفي الختام: أخرج البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله: أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد" أخرجه البخاري.

نتمنى السلامة للجميع. وصلى الله على سيدنا محمد وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين