الأسرة أولاً زوجي طيّب.. ولكن..!

جاءتني تشتكي زوجها الطيِّب، الكريم، الحنون، اللطيف!

ولعلكم تتعجبون كيف تشتكي امرأة زوجاً كريماً طيّباً حنوناً لطيفاً؟!

زارتني في مكتب الاستشارات الذي أعمل فيه امرأة تستشيرني فيما يمكن أن تُقدم عليه لترتاح من معاناتها مع زوجها، سألتُها عن صفاته وأخلاقه الحسنة فَذَكَرتْ الصفات السابقة ثم أضافت: لكن حديثه تافه، وتفكيره سطحي، واهتماماته تدور كلها حول أشياء سخيفة.

هذه المرأة تفتقد في زوجها الرجولة الكاملة؛ فرغم جميع الأخلاق الحسنة التي يتمتع بها إلا أنها لاتشعرها معه بالأمان التام، ولاتجد فيه سنداً كافياً يمكنها أن تركَن إليه، وتعتمد عليه.

المرأة عامّة تحتاج رجلاً يكمّلها، يحتويها، يمنحها الأمان، وحين يعجز الرجل عن تحقيق هذا لها فإنها تنفر منه، وتضيق به وربما تكرهه.

ماذا يمكن أن نقول لهذه الزوجة ولكل امرأة لها زوج مثل هذا الزوج؟

نقول : إنكِ لستِ وحدكِ؛ فهناك آلاف النساء يشتكين شكواكِ نفسها، ولعل هذا ممّا يخفف عنكِ معاناتك

وإذا كنتِ مثل آلاف يعانين نفس مشكلتكِ فعلى الأقل لستِ مثل ملايين الزوجات اللواتي يعانين ويشتكين في أزواجهن أشياء أخرى، كالعنف أو البُخل أو الفظاظة والغِلظة...، وهذا ممّا يخفّف عنكِ أيضاً ويواسيكِ.

كذلك ينبغي ألّا تُنمِّي هذه المشاعر السلبية فيكِ تجاه زوجك، بصرفها عن تفكيرك؛ وباستحضار أخلاقه الإيجابية الأخرى من طيبة وحنان ولطف وكرم.

ولاتنسي أن الزوج ليس كل شيء في حياة المرأة، فهناك أطفالها، وأهلها، وصديقاتها، وعملها، وهواياتها، فلو شغلت اهتمامها ووقتها بهم لحمدت الله سبحانه على هذا الزوج الذي لم يمنعها منهم.

وتذكري أن الدنيا قصيرة، وأن ربنا سبحانه أمرنا أن نبتغي في ما آتانا الله الدارَ الآخرة التي سيكون فيها كل شيء لنا كما نحب ونرضى.

وليتكِ تستحضرين ماتسمعينه من شكاوى قريباتك وصديقاتك وزميلاتك في أزواجهن، فلعلّك حينها تدركين قيمة مايتمتع به زوجك من طيبة وكرم ولطف وحنان.

كذلك تذكري أن هناك كثيرات لم يتزوجن ويتمنين لو كان لهن أزواج مثل زوجك؛ بل حتى أقل ممّا يتمتع به زوجك من أخلاق حسنة.

أنزل الله سكينته على قلبك، وملأ نفسكِ رضاً بزوجك، وأذهب عنكِ نزغات الشيطان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين