الهندوسية السياسية

بين التصريحات الرنانة "الأسد فقد شرعيته" ، "الأسد مجرم حرب" و الأفعال التي تناقضها لا تزال البيوت تهدم على رؤوس ساكنيها ، ولا تزال شلالات الدماء تجري في الشوارع أنهارًا ، ولا يزال السوري يصبح في بيته ويمسي في القبر أوفي المستشفى أو في العراء هائمًا على وجهه يتسوّل لحظة أمن وكسرة خبز ...ولايزال الدعم اللامحدود لدراكولا القرن الحادي والعشرين مستمرًا ..لا تتعجب يا سيدي فهذه هي (الهندوسية السياسية )...

عُرِف عن الهندوسية أو البراهمية بأنها : ديانة الثلاثمائة وثلاثين مليون إله ، لها عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم ، غريبة اللغة ...

أما السياسة لغة : فهي مشتقة من الفعل ساس يسوس ، وساس الأمر سياسة : قام به ، 

والسياسة: علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية ، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد ، وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة وتحظى بالشرعية .

إذا ما مزجنا الهندوسية مع السياسة تتضح لنا خلفية السياسيين (الكبار) وتصرفاتهم اللامعقولة المتذبذبة التي انتهجوها مع القضية السورية على مدى تسعة أعوام عاش السوريون فيها الويلات وعاينوا خلالها أسلحة شتى، فالطفل قبل أن يحفظ أفراد أسرته بات يعرف نوع الأسلحة التي تسقط على رأسه الصغير ، لقد أصبحت سوريا ساحة حرب تجرّب فيها روسيا مختلف الأسلحة المحرمة دوليًا وضد من ؟؟؟ضد المدنيين العزل الذين قالوا لمن سرق أحلامهم ومقدّرات بلادهم ثمّ أرواحهم : لااااا ...

يلجأ الساسة إلى تخدير الشعب تارة، وإلى التشكيك بادعاءاته بعدم توافر الأدلة ضدّ قتلته تارة أخرى ، وإلى إعلانهم الحرب على التنظيمات الإرهابية المتطرفة تارة ثالثة ...

(على الشعب أن يقرر من يحكمه) أكبر أكذوبة عرفها الشعب السوري ، ( بشار حيوان) 

و( بشار عار على البشرية ) و (بان كي مون قلق إزاء ما يجري في سوريا) ، و(فلان ممتعض) ،والأمم المتحدة هي من زودت روسيا والنظام بإحداثيات المستشفيات لقصفها ، و(جامعة الدول العربية تدين التدخل التركي وتعتبره غزوًا وعدوانًا) ، وكأن ما تفعله روسيا وإيران والمليشيات الشيعية من الأفغان والعراق واللبنانيين فترة استجمام في سوريا ، كذلك صور بوتين والعلم الروسي المرفوعة في المناطق المغتصبة ومصالح روسيا والولايات المتحدة التي يُنادى بها جهارًا نهارًا دون أدنى ذرة حياء وتمليك المنازل للشيعة بعد تهجير أصحابها .

وأكبر مثال على الهندوسية السياسية وقوف روسيا إلى جانب سفاح القرن ضد شعبه الذي ثارعليه مدّعية أنه رئيس شرعي ، بينما في ليبيا تقف إلى إلى جانب حفتر المنقلب على حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ...!!! 

والعديد من الدول التي انتهجت في ليبيا موقفًا مخالفًا لموقفها من الثورة السورية ،حيث دعمت حفتر بينما تُسخّر كلّ قوّتها لإنقاذ رأس الإرهاب في سوريا بعد أن كان سقوطه قاب قوسين أو أدنى ، بل وتُنكر على تركيا دعمها للشعب السوري ، بعد أن صرحت تلك الدول نفسها وقوفها مع الشعب السوري في تحقيق مطالبه بداية وتبينها الشعارات الإنسانية واحترام الشعوب...!!!

ومن الأمثلة على الهندوسية السياسية أيضًا قصف الآلاف من الأبرياء بالكيماوي ونتائج التحقيقات التي بين يدي الأمم المتحدة دون أن تحرك ساكنًا 

هذه نبذة عن هندوسية السياسيين والمُسوّسين والمُسيّسين ، تصريحات تناقض الأفعال ، كما تناقض أقوالهم أقوالهم ، فالسياسة لا دين لها .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين