مادة هامشية

ماذا لو أن طالبا جامعيا في كلية الطب قام قبيل الامتحان بحفظ مواد كلية الهندسة ، ثم تقدم للامتحان ؟؟؟

ماذا لو أن تلميذاً ثانوياً كان عنده اختبار بمادة الرياضيات ، فقرأ وحفظ مادة الكيمياء ؟؟؟

ستكون النتيجة حتما هي الرسوب ، فالمواد غير المقصودة بالامتحان ، هي مواد هامشية بالنظر الى مواد الامتحان ...

والإسلام أخبرنا عن المواد التي يجري فيها الامتحان في الدنيا والتي تظهر نتيجتها في الآخرة ....

فمادة الاستكثار من المال ، مادة هامشية في الدين ..

ومادة الحصول على زوجة فاقعة الجمال ، مادة لا أثر لها في الدين ..

ومادة بناء بيوت فارهة أو قصور شامخة مادة لا يعيرها الدين اهتماماً ..

ومادة إنجاب الأولاد مادة ثانوية في الشريعة ..

ومادة ملء البطون بأطايب الطعام مادة ليست بذات بال ..

ننافس في طيب الطعام وكله

إذا ما جاوز اللهوات واحد ..

ومادة الحصول على منصب ومكانة مادة لم يعبأ بها الإسلام ..

أما المواد التي جعلتها الشريعة مواد أساسية ، يتعلق بها النجاح والرسوب ، بل أعظم نجاح وأخطر رسوب ، فهي مواد :

- *رضا الله* المتحصل من القيام بالأركان والفرائض من صلاة وزكاة وصيام ونصرة المظلوم ومواجهة الظالم ومقاومة الاستبداد ، وبر للوالدين وصلة للارحام وإحسان للجيران والتخلق بالأخلاق الحسنة والهجر لمساوئ الأخلاق ...

- سلامة القلب التي تنفع صاحبها عند خالقه ...فلا يكون في القلب غل ولا بغي ولا حقد ولا حسد ...

قال تعالى : (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ) 

وقال ( يحسب أن ماله أخلده )

وقال ( وما يغني عنه ماله إذا تردى )

وقال ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم )

وقال صلى الله عليه وسلم : يؤتى بالرجل الضخم العظيم يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة .

وقال : رُبّ رجل ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ...

الناس ، غالب الناس ، منصرفة الى مواد هامشية ، وتاركة للمواد الرئيسة التي يجري فيها الامتحان ، كحالة ذلك الذي انصرف لدراسة الكيمياء وعنده امتحان في الرياضيات ، فلا عجب ان تكون النتيجة رسوب غالب الناس ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين