الدم السوري المسفوك على الأرض السورية هو الدم الذي لا يأبه له أحد

تتوالى الأنباء من الشمال السوري ، من إدلب وما حولها ، وحلب وأطرافها عاصفة مخضبة بنجيع الأبرياء من الأطفال والنساء . في سورية اليوم تحت سمغ العالم المتحضر وبصره ؛ أسر تباد ، وبيوت تدمر ، وبلدات تستباح ، ومخيمات تحرق ، وقبور تنبش ، وكأن العالم أجمع قد تواطأ مع بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد ، على إبادة السوريين إن حلوا وإن رحلوا ..

ما نظن أنه سينفعنا أو سينفع شعبنا أو قضيتنا أن نكرر أمام كل هذا عبارات الإدانة والشجب والاستنكار ، ولن ينفعنا البكاء على القانون الدولي ، ومواثيق حقوق الإنسان، ولا التوجه إلى المجتمع الدولي ، وقد علمنا من حقيقة هذا وذاك كل الذي كان خلال عشر سنوات ، ما لايحتاج إلى الإعادة والتكرار ..

كل الذي نستطيع أن نؤكده في هذا السياق الراعف بالدم ، المتجسد في أقانيم القسوة والجريمة والعنصرية ، هو أن السوريين كان لهم فيما كان من قديم الزمان وحديثه قيادات بعضها تالد وبعضها طريف ؛وقد جَد اليوم جِد السوريين ليفتقدوا بدورهم أو شموعهم ، في وقت تصبح فيه الشمعة شمسا ، ليتقدموا بمبادرات حقيقية ، تصحح المسار ، وتنقذ ما يمكن إنقاذه من عرض ومن دم . إن أبسط كلمة يمكن أن تقال لهذه القيادات ما قالته يوما أعرابية منددة بعمر : يتولى أمرنا ثم يغفل عنا !!!

بالمنابعة لتلجلج السوريين في شباك صياديهم ما زلنا نسمع همسات ووشوشات حظها من الرشد أقل من القليل !!

أيها السوريون العقلاء جميعا استقبلوا الأحداث التي تنزل بكم بقلوب سورية ، واستمعوا إلى أحاديث المتحدثين من حولكم بآذان سورية ، واقرؤوا واقعكم بعيون سورية ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم فادفعوا بصدق وجد عن دم وعرض .

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين