كورونا قديمة

تختلف الأمراض المعدية في تسمياتها ولكن مضامينها واحدة وهي انتشار الهلاك بالعدوى ...

وعند وجود فيروس معدٍ ، يتخوف الناس ويتحرزون أشد التحرز ، ويأخذون احتياطاتهم إلى درجة الهوس ، خوف الإصابة والهلاك ...

لا مشكلة فالاحتياط واجب ..

غير أن انهماك الناس بالتحرز من الأمراض المعدية ، ينبغي أن يرافقه خوفهم من المعاصي والذنوب المهلكة ...

الناس مشغولة بفيروس الكورونا الصيني ، وقد شهد التاريخ البشري فيروسات كثيرة مهلكة ، ومنها طاعون عمواء سنة ١٨ للهجرة ، الذي أهلك في زمنه خمسة وعشرين ألف مسلم خلال أيام ، ومات فيه فضلاء الصحابة ، وقد أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا فلم يتخوف منه صلى الله عليه وسلم ، كما لم يتخوف من الأمراض المعدية الأخرى ، بل أخبر أن الطاعون هو شهادة لكل مسلم ، غير أنه كان يتخوف مما يضر المسلم في دينه وآخرته ...

الرسول صلى الله عليه وسلم كان بدرك أن الناس سيغادرون الدنيا ، بمرض أو بدونه ، بحادث أو بدونه ، بسبب أو بدونه ...فالهلاك قادم ولا ريب ..

لكن كان تخوفه صلى الله عليه وسلم مما يخسّر الناس آخرتهم ..

ماذا لو أن الكورونا حدثت في أيامه صلى الله عليه وسلم ؟؟!!

لو حدثت لنصحهم بالحجْر ، وعدم الاختلاط ، والصبر .....

أما خوفه وقلقه وخشيته ورهبته وعنته فلا يكون الا على ارتكاب المسلمين ما يفسد عليهم آخرتهم ...

انظر مما يتخوف :

# أخوفُ ما أخاف عليكم الأئمة المضلين .

أي الحكام الظلمة ، والمفتين الفجرة ، والعلماء الفسقة ..

# أخوفُ ما أخاف عليكم الرياء الشرك الأصغر ...

# أخوفُ ما أخاف عليكم النساء ...

دنيا كل مخلوق ستفسد عليه بوفاته ..

والسعيد من عمّر آخرته في حياته ..

بس كدا ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين