الفرق بين المصائب التي لا دخل لظالم أو بشر في وقوعها وبين المصائب الممزوجة بظلم الظالمين 

لو أن الزلازل أو البراكين أو السيول أو أمراض كورونا وقعت في سورية وقتلت الملايين الذين قتلهم أكابر مجرميها ومن وقف معهم خلال السنوات الخمسين الماضية لقال السوريون عندها مع كل صبر واحتساب وتسليم :( إنا لله وإنا إليه راجعون) رضينا بقضاء الله وقدره ومن ثم

أعادوا بناء البلد من جديد وما هاجرو من وطنهم ذلك لأن مصائب الزلازل وما أشبهها قضاء وقدر خالص 100% والمؤمن لا يسعه إلا الإيمان بالقضاء والقدر.

أما وإن المصايب الهائلة التي وقعت للسوريين كانت مشوبة بظلم الظالمين فإن المصيبة تبدو أعظم بكثير من المصائب التي تسببها الزلازل وغيرها وإن المؤمن عندها له موقف آخر فوق الرضا بقضاء الله وقدره ألا وهو التضرع إلى الله عز وجل أن يذيق أولئك الظلمة وأولهم المجوس ومن معهم أن يذيقهم طعم المصائب التي أوقعوها بملايين النساء والأطفال والعجزة والمهجرين ووو الخ.

نعم نقول عندها: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ونضيف اللهمَّ اجعل ثأرنا على من ظلمنا وأنت غني عن ذكرهم.

اللهم اسلبهم مدد الإمهال ولا تبلغهم الآمال. اللهم انتقم منهم انتصارا للأبرياء والمستضعفين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا.

يارب قد قرأنا في كتابك الكريم وأنت أصدق القائلين: ( حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ).

فاللهمَّ ياغياث المستغيثين سُدَّت الطرق إلا إليك، وانقطعت الآمال إلا منك، وخاب الرجاء إلا فيك. فمع إيماننا بقضائك وقدرك، نسألك نصرك الذي وعدت.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين