صفقة القرن أم صفقات القرن؟؟!!

لقد كانت #فلسطين قضيتنا المركزية، بل قضيتنا الوحيدة كبلد محتل بالقوة مع تآمر دولي مكشوف، وقد تدرجت مواقف العرب من هذه القضية نزولا وانحدارا من خوض حروب متقطعة، إلى الاكتفاء باحتضان الفلسطينيين وتقديم الدعم لهم، ثم الاكتفاء باجتماعات الجامعة العربية وخطاباتها الرنانة، حتى وصلنا إلى الحالة المزرية والمذلة  اليوم.

#العراق لم يمر بهذا الطريق المنحدر، فقد تآمر عليه العرب على المكشوف من أول يوم، وسلموه للحصار المميت الذي قتل من أطفاله أكثر من نصف مليون، ليسلموه في النهاية لقمة سائغة لإيران.

وضع #سوريا و #اليمن لا يختلف كثيرا عن وضع العراق.

هناك فارق جوهري آخر لصالح القضية الفلسطينية أن #فلسطين لا زالت أرضا عامرة لكنها محتلة، أما العراق وسوريا واليمن فقد تحولت إلى أرض محروقة ومنخورة، بالإضافة إلى كونها محتلة.

صفقات القرن لم تقف عند هذا الحد، بل صار العرب من أجل المحافظة على ما تبقى من وجودهم المتناثر ملزمين بتقديم الاعتذارات وتقديم التحيات لقاتليهم وذابحيهم، وكل بحسب موقعه، ووفق مصلحته الضيقة.

في النتيجة الكلية صار العرب يصلّون من أجل #الهولوكوست ويتضامنون مع الضحايا اليهود، ويصلّون كذلك من أجل #سليماني قاتل أبنائهم ومهدّم مدنهم، ولا ندري ربما سيأتي اليوم -لا سمح الله- الذي نرى فيه من مصلحتنا الاعتذار لبني قينقاع وبني قريظة، ونعتذر لكسرى وأبي لؤلؤة وابن العلقمي، وأخشى أن نتبرع بالتعويضات اللازمة لاحتلال طارق بن زياد للأندلس..والفتاوى في كل هذا جاهزة وحاضرة، والتأصيل بالضرورات ليس له حد ولا سد ولا قعر.

إن صفقة القرن الحقيقية إنما هي اغتصابنا كأمة، وضياعنا كهوية، وكل الصفقات الأخرى إنما هي أعراض ونتائج لا أكثر.

ومن ثم فإن الرد المنطقي على هذه الصفقة أو الصفقات إنما يبدأ باستعادة شعورنا كأمة واحدة بهوية واحدة وبعقيدة واحدة وبهم مشترك واحد، وما عداه فلهو وعبث ومزيد من التشتيت والضياع.

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين