معرّة النعمان

تقع معرّة النعمان في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهي ثاني أكبر مدينة فيها، تبعد 300 كم عن مدينة دمشق تقريباً، و 84 كم عن مدينة حلب، وترتفع 496 متر عن سطح البحر.

اكتسبت المعرة مكانتها الإستراتيجية لوجودها بين التلال بمناخ لطيف وسهول طبيعية خصبة، جذبت إليها الإنسان القديم للعيش فيها وبناء حضارته، فأصبحت واحدة من أهم وأبرز محطات القوافل المارّة من جنوب الشام إلى شمالها، ومن بحرها الأبيض المتوسط إلى باديتها.

اعتمدت المعرّة على الزراعة فاشتهرت بالزراعات الربيعية والصيفية والشتوية، كالخضار والقمح والشعير والعدس والحمّص والكمّون وحبّة البرَكة والكزبرة والشوندر السكري والبطاطا والقطن.

واشتهرت بصناعة السلل القصبية والحصر والفخار والخزف والزجاج وصناعة الصابون.

شهدت المعرة حروباً دامية كثيرة على مدى التاريخ، فقد غزاها الآشوريون والفراعنة واليونان والفرس والرومان والبيزنطيين، وفتحها المسلمون مع فتوحات الشام.

تعرّضت المعرّة للإجتياح الصليبي في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي أثناء حملاتهم على بلاد الشام، حيث قاومت واستبّسل أبطالها دفاعاً عنها مما جعل الصليبيون يعقدوا اتفاقاً مع وجهاءها بدخولهم إليها سلماً دون التعرّض لأهلها بسوء، وافق الأهالي على الإتفاق حفاظاً على الأرواح، لكنّ الصليبيون نكثوا عهدهم وارتكبوا بالمعرّة مذابح عظيمة، سَبوا النساء وقتلوا الرجال وطبخوهم بقدور على النار، وغرَسوا الأطفال الرضّع بأسياخ حديدية، وشووهم كالخرفان على النار، وأكلوهم أمام أعيّن أمهاتهم.

من أشهر معالم المعرة (الجامع الكبير والمدرسة النورية وحمّام التكية ومتحفها الأثري وخان أسعد باشا).

وفي المعرّة قبر الخليفة الأموي وخامس الخلفاء الراشدين "عمر بن عبد العزيز" وضريح الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري.

كلمة معرّة (مغرتا) وتعني مغارة لكثرة المغاور التي فيه، وهي كلمة آرامية سريانية وحُرِّفَت فأصبحت معرّة.

حقيقة لا توجد رواية حقيقية لتسميتها بمعرّة النعمان، فالبعض يقول نسبةً إلى الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري الذي سكنها لوفاة والده فيها، والبعض ينسبها إلى النعمان بن منذر، وآخرين ينسبوها إلى النعمان بن عدي، وهناك عدة روايات اخرى !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين