مختارات من تفسير

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] 

السؤال الأول:

ما غرض الاستفهام في الآية؟

الجواب:

إنّ الاستفهام الحقيقي يحتاج إلى جواب، فإذا سألك أحد: كيف حالك؟ قلت: الحمد لله، وهذا جواب لسؤاله.

أمّا إذا قلت لولدك وهو يضيع وقته أيام الامتحانات: كيف تضيع وقتك على التلفاز؟ هل تنتظر منه جواباً؟ وكذلك قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ} [البقرة:28] هو استفهام، ولكنه خرج إلى غرض آخر وهو التعجب والإنكار.

السؤال الثاني:

ما الفرق بين (ثُمَّ) و(ثَمَّ) في الاستعمال القرآني ؟

الجواب:

ثُمَّ ـ بضمِّ الثاء ـ هي حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي كما في هذه الآية، وآية الكهف [37] {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكهف:37].

ثَمَّ ـ بفتح الثاء ـ هي ظرف بمعنى هناك، كما في آية الشعراء [64] {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآَخَرِينَ} [الشعراء:64].

السؤال الثالث:

جاء الإحياء الأول بالفاء وما بعده بثُمَّ، فلماذا ؟

الجواب:

الإحياء الأول جاء بعد الموت بغير تراخٍ فجاء بالفاء, وأمّا الموت الأول فقد امتد لفترة لا نعلمها، لذلك هو تراخٍ عن الإحياء .

وأمّا الإحياء الثاني فهو كذلك متراخ عن الموت أيضاً . والله أعلم.

السؤال الرابع:

ما دلالة قوله تعالى : {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] ؟

الجواب:

1ـ قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] المراد هو الرجوع إلى حكمه؛ لأنّ الله يبعث من القبور ويجمعهم في المحشر، وذلك هو الرجوع إلى الله تعالى, وإنما وصف بذلك لأنه رجوع إلى حيث لا يتولى الحكم غير الله, كقولك: رجع الأمر إلى الأمير، أي: إلى حكمه.

2ـ الآية دالة على أنّ الإحياء والإماتة بيد الله سبحانه فقط.بدون ألف وسطية

السؤال الخامس :

ما دلالة رسم كلمة {أَمْوَاتاً} بدون ألف وسطية ورسم كلمة {أَحيَاءٌ} بألف وسطية في مواطن أخرى ؟

الجواب:

1 ـ ورد في جميع القرآن الكريم رسم خاص لكلمة {أَحيَاءٌ} حيث وردت بالألف الصريحة لأنّ الحياة حركة ونشاط ,وقد وردت كلمة {أَحيَاءٌ} خمس مرات في القرآن الكريم وكلها بالألف الصريحة وذلك في الآيات :[ البقرة154 ـ آل عمران 169 ـ النحل 21 ـ فاطر 22 ـ المرسلات 26 ]. 

2 ـ أمّا رسم كلمة{أَمْوَتٌ} فقد جاءت بغير ألف وسطية ليوحي ذلك بالموت وبالسكينة والهدوء , وقد وردت كلمة {أَمْوَتٌ} ست مرات في القرآن الكريم كلها بدون الف صريحة وذلك في الآيات :[ البقرة28 ـ 154ـ آل عمران 169 ـ النحل 21 ـ فاطر 22 ـ المرسلات 26 ].

ومن شواهد هذا الموضوع قوله تعالى :{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة:154] .

{أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا} [المرسلات:26] 

{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} [النحل:21]

يرجى الاطلاع في القرآن الكريم على هذه الآيات بالخط العثماني للاطلاع على حذف الألف فيها

والله أعلم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين