الطب النفسي والمرشد النفسي

لدى ظهور نوع من المشكلات الشخصية كالاكتئاب والحزن لحد مقلق والاضطرابات العقلية وفي المشاعر والسلوك لابد من اتخاذ خطوة جريئة من الشخص أوممَّن يلوذ به للتخفيف من تلك الحالات وعلاجها بالتقدم نحو الطب النفسي والعلاج النفسي..

يلاحظ بوضوح أنه في مجتمعاتنا العربية لازال يغلب الموقف المعادي أو السلبي أو المتجاهل تجاه الطب النفسي والعصبي والعلاج النفسي.

تعقيدات الحياة المعاصروازدياد روح الصراع والمنافسة وغلبة ثقافة الاستهلاك وارتفاع وتيرة الجشع وازدياد نسبة البطالة والانهيارات الأسرية ، وتغير فرص العمل وأنماطه والحروب والهجرات والتعقيدات الاقتصادية و.....الخ هي تحديات كبرى قد يسقط البعض امامها مصابا بأزمات عقلية أو نفسية حادة .

ضحايا المشكلات العقلية والنفسية والأمراض النفسية بإمكاننا التخفيف من معاناتهم ومن المخاطرالتي يتعرضون لها لفقدان السويَّة الشخصية وفي العلاقات والمشاعر والإنتاجية عبر العلاج النفسي والطب النفسي .

من أهم الضحايا للمعاناة النفسية: المريض نفسه أو المصاب بأزمة نفسية قاهرة وربما الأسرة والأهل، والمشاركين معه في بيئات العمل من زملاء أو طلاب أو من رؤسائه أو من تحت إدارته .

الطب النفسي وعلم النفس والسلوك حصلت فيهم فتوحات علمية كبيرة في العشرين عاما الأخيرة وغير مسبوقة في التاربخ البشري.

طبعا قد تكون من اسباب الموقف السلبي من اللجوء للعلاج النفسي قلة المختصين الأكفاء في مجتمعاتنا، وضعف أقسام علم النفس في كليات التربية في عالمنا العربي التي لازالت تقف عند حدود المراجع العلمية التي كانت سائدة منذ الخمسينات وإن ظهرت بطبعات متجددة ؛ بينما حدثت فتوحات كبرى في الساحة الدولية في هذه التخصصات لم تصل للأسف بعد للأقسام الأكاديمية في معظم عالمنا العربي.

التهرب من علاج المشكلات النفسية مثل انفصام الشخصية والاكتئاب واضطراب المشاعر والسلبية والعدائية والسوداوية وانخفاض الإنتاجية وغير ذلك لا يحلها، وإنما يزيد من أعداد ضحايا إهمال علاجها في الحالات الأسرية على مستوى الأزواج والابناء وارتفاع حالات الطلاق غير المبرر 

وازدياد مشكلات في محاضن العمل والإنتاج ولك

أن تتصور حدة المشكلة وحجم الضحية ونوعها عندما يكون المصاب بأزمة نفسية أوعقلية مدرسا أو طالبا أو واعظا أو خطيبا أو مربيا أو أكاديميا أو باحثا أو كاتبا أومبدعا أوإعلاميا أو إداريا أو تاجرا او عاملا .. .

الطب النفسي فرع من فروع الطب الإكلينكي يختص بتشخيص ومعالجة الاضطرابات في الجهاز العصبي والوظائف العقلية والمشاعر والسلوك والتصورات وطرق السلوك وحالات الزهايمر والخرف وغير ذلك ، والطبيب النفسي هو الوحيد في مضمار العلاج النفسي المسموح له بكتابة وصفة طبية علاجية لأنه في جزء من علاجه يعالج بيلوجيا الجسم، وقد يستعين بمرشد نفسي..

بينما المرشد النفسي يقوم على معالجة الاختلالات السلوكية والمشاعرية ويسهم بتقديم المعالجة السلوكية ..

الحالة الإيمانية الحكيمة بيد الناصح الماهر الحكيم قد تكون جزء من العلاج وليست هي كل العلاج.

الأسئلة الأهم :

- هل آن لنا لمجتمعاتنا العربية أفرادا ومؤسسات أن ننهض للاهتمام بإحداث زيادة كمية ونوعية في المختصين الأكفاء من الأطباء النفسيين والمرشدين النفسيين يتناسب وعدد السكان وحجم التحديات المعاصرة..؟

-هل تتعاضد المؤسَّسات الثقافية والتربوية والدينية والإعلامية والمجتمعية لتحطيم الثقافة السلبية الفردية والمجتمعية تجاه الطب النفسي والعلاج النفسي ، وإحلال ثقافة التقدير والاحترام للطب النفسي والإرشاد النفسي سواء بسواء كما نحترم الطب الإكلينيكي وبيوت الخبرة والاستشارات الهندسية والتجارية مثلا؟.

الهروب من المشكلات النفسية عبر إنكارها والتهوين من شأنها عندما تواجه البعض ليس حلا لها بحال من الأحوال بل ربما فاقم من أضرارها ومن أعداد ضحاياها ومايترتب عن ذلك من مشكات حادة كما ونوعا ..

الحل يكمن في امتلاك الشجاعة الفردية والمجتمعية في السعي الى معالجتها العلمية والثقافية بكل جرأة وإيجابية .

القرآن الكريم يوجهنا دوما وفي كل الأحوال أن نعود لأهل التخصص من أولي أمره الثقات لنتمكن من القيام فيه بالسوية الشخصية وأن لا نستحي من معالجة أي مرض وخلل في أي موقف كان عبر سؤال أهل الذكر فيه..

فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون.

تخفيض المشكلات وزيادة السوية الشخصية والمجتمعية تكمن في معالجة الخلل في الوقت المناسب حيثما كان .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين