واجبات منسية: عمارة الأرض 

الهدف الأسمى والأهم - ولكنه ليس الوحيد -من خلق الإنسان هو عبادة الله جل وعلا ..ولكن هناك هدفاً آخر للخلق وهو عمارة الأرض واستثمارها وإخراج كنوزها والمشي في مناكبها وزراعتها ...و......و...

ومدينة منظمة معمرة مرتبة مسفلتة ، مياهها نظيفة وصرفها الصحي مكرر ، وشوارعها مزهرة ، وحدائقها غناء ، ومواطنوها أنيقون معطرون ، هي أحبّ إلى الله - من هذه الناحية - وإن كان سكانها كفرة ،، من مدينة مبعثرة مزدحمة ، شوارعها وسخة ، وصرفها الصحي بين أرجل الناس ، وشواطئها ملأى بالجرذان والأوساخ ، وبيوت أهلها متداخلة لا تتمايز ، ومتشابكة لا تتحايز ، ومقابرها مساكن ومساكنها مقابر ، يسكنها مواطنون تعلوهم الكآبة والذل والفقر والحاجة والتسول والاستجداء ..وإن كان كل سكانها مسلمين ....

إن الله خلق لنا الأرض لنعمرها ، وجعل كل الخلق غير البشر مسخّرا لنا ، وطلب منا زرعها وحرثها وإخراج خيراتها ، بل طلب من المسلم الذي يشعر أن القيامة ستقوم ، وأن الدنيا ستنتهي ، وأنه لن يبقى على ظهر الأرض من يستفيد من الحياة ، اذا كان بيده غرس أن يغرسه ....

بل ذكر بعض الفقهاء أن من له أرض مملوكة ، إذا تركها دون استثمار لسنوات ، فإن للحاكم أن يهدده بنزعها منه ، وجعلها لبقية المسلمين إن لم يستثمرها ..

المسلم الذي لا يقوم بعمارة الأرض ، هو مؤاخذ من وطنه ومن أبناء وطنه ومن تاريخ وطنه ، ومن الله العظيم الجليل يوم القيامة ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين