من وحي اللحظة..الإنصاف

 

 

 

كثير من المسائل لا مطمح في انتهاء الجدل فيها، لاختلاف العقول واختلاف زوايا النظر،

لكن غاية ما يتمناه المرء من العقلاء والفضلاء:

 

 

"الإنصاف"

بعض النظر عما يؤول الأمر إليه من تصويب أو تخطئة في الموقف المعين.

 

 

أما المواقف الانفعالية،

أو المنفلتة من أزِمَّة الفهم،

أو القائمة على التربص والترصد المبني على غلٍّ مسبق؛ فلا وزن لها ولا قيمة على الحقيقة.

 

فإن من الظلم الفادح عند اتخاذ المواقف و"تقييم الأشخاص":

تناسي حجم التضحيات التي قدمها شخص ما- أو جماعة- نيابة عن الأمة لخطأ في بيان أو تصريح أو كلمة أو موقف سياسي .. وهو في ذلك يعتذر للأمة على لسان محبيه:

 

أنه مضطر لذلك!

وأنه معذور!

وأنه لا خيار آخر يقدَّم له..لتنجو رقبته من المقصلة!

 

وأنكم أنتم أنفسكم- أيها المخلصون- لا تحركون لأجله ساكنا؛ اللهم إلا البكاء على أشلاء أطفاله حين تتناولون وجباتكم أمام نشرات الأخبار!

ومن الظلم الفادح كذلك:

 

تناسي أن هذا الشخص أو قد آثر هجران البلد التي احتضنته لسنوات، لأنه آثر الموقف الذي أملته أخلاق الدين، وانحاز إلى خيار الشعب الثائر..

فتشرد في أقطار الأرض، وضيقت عليه مصادره المالية؛ وما كان مضطرا أن يفعل ذلك في لغة السياسية المحضة؛ كما لم يفعل ذلك كثيرون كانوا معه!

 

فهلا اكتفينا منه بما يستطيع، وعذرناه فيما لم يستطع؟!

فإن لم نفعل؛ فهلا وضعنا بجانبِ ما عدَدْناه خطأ: ما نعدُّه صوابا؟! ثم وزنّا له أعماله وحكمنا عليه بإنصاف؟!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين